
كاميرا البيان: رياض الغربي

عقدت الهيئة المديرة للدورة 26 من أيام قرطاج المسرحية برئاسة المسرحي محمد منير العرقي، صباح اليوم الخميس 13 نوفمبر 2025، ندوة صحفية لتسليط الضوء على برمجة المهرجان الذي ستمتد فعالياته من 22 إلى 29 نوفمبر 2025.
وأبرز مدير المهرجان محمد منير العرقي في مستهل كلمته أن أيام قرطاج المسرحية منذ تأسيسها كان شعارها دائما ضدّ الظلم والطغيان، مشيرا إلى أنه في هذه الدورة ارتأت هيئة التنظيم أن يكون المهرجان لصيقا بالقضايا الاجتماعية، لأن المسرح وعي وتغيير والمسرح أيضا نبض الشارع، على حد قوله، مضيفا بأن المحور الكبير لهذه الدورة هو المسرح والمجتمع، وبالتالي المسرح والمواطنة.
وكانت هذه الكلمة الافتتاحية منطلقا للحديث عن المنتدى
المسرحي الدولي للدورة 26 لأيام قرطاج المسرحية الذي سيلتئم في الفترة الممتدة من 24 إلى 26 نوفمبر 2025
والذي سيحتفي هذا العام بالفنان أو المبدع المسرحي لذلك جاء عنوان هذا المنتدى الدولي تحت عنوان “الفنان المسرحي: زمنه وأعماله”. ويهدف هذا المنتدى إلى جمع كتّاب مسرحيين ومخرجين وأكاديميين في مجالات المسرح والفنون والعلوم الإنسانية والاجتماعية من تونس ومختلف أنحاء العالم، سعيًا إلى خلق فضاء تفاعليّ حيّ تتقاطع فيه رؤى الفنّان المسرحي والناقد والباحث والمفكّر.
ويُعدّ هذا المنتدى المسرحي الدولي كذلك، فرصة لتبادل التجارب والشهادات الحيّة والمعارف ووجهات النظر، بهدف التفكير المشترك والتساؤل العميق حول مكانة الفنّ المسرحي، من خلال محورين متكاملين، الأول يهتم بالتجربة الذاتية والعملية للفنّان باعتباره شاهدًا على زمنه، والثاني يتمثل في سعيه لمواجهة تحديات تموضعه الفعّال داخل السياق الاجتماعي. ويشارك في هذا المنتدى نخبة من كبار المسرحيين والباحثين من تونس ومن خارجها على غرار الفاضل الجعايبي ومحمد مسعود ادريس وتوفيق الجبالي وأم الزين بن شيخة وعزالدين المدني من تونس وصلاح قصب من العراق وخالد جلال من مصر ولطيفة أحرار من المغرب وغيرهم من النقاد والباحثين في الفن الرابع.
كما قدّم المسرحي محمد منير العرقي بالمناسبة، الهيئة المديرة للدورة 26 لايام قرطاج المسرحية التي يترأسها، والمتكونة من السادة نصاف بن حفصية، مروى بوبكر، سيف
الدين الفرشيشي، عماد الطهاري وزهيرة بن خليفة، وغازي الزغباني الذي كان أيضا عضوا في اللجنة الفنية لاختيار العروض والتي يترأسها المسرحي معز حمزة، وتتكون أيضا من الأعضاء حافظ الجديدي ومريم بن حسن ومحمد علي سعيد. وبالنسبة للجنة التحكيم الدولية للمسابقة الرسمية للمهرجان فيترأسها المسرحي التونسي القدير لسعد بن عبد
الله وتضم كلا من الناقدة الكويتية سعداء الدعّاس والمخرج الجزائري مالك العقّون والمخرج الكونغولي أبدون فورتونيه والممثل السوري الشهير ثامر العربيد، وسيكون
مقرّر اللجنة المخرج المسرحي التونسي عماد المي.
وعن العروض المبرمجة في هذه الدورة تحدث المكلف بالبرمجة الرئيسية والبرمجة الموازية في الهيئة المديرة، الدكتور سيف الدين الفرشيشي، مؤكّدا أن عروض المسابقة الرسمية والبالغ عددها 12 عرضا على مستوى عال جدّا، مبرزا أن المسابقة الرسمية تتضمن عرضين تونسيين وهما
العرضان الذان تقاسما جوائز مهرجان المسرح التونسي “مواسم الإبداع” في دورته المنقضية، كما تتضمن البرمجة عرضين إفريقيين وهما “عباءة المجانين” من الكوت ديفوار و”ولد حرّا” من جنوب إفريقيا منوها بهذا العرض، وأما بقية العروض فهي من 08 بلدان عربية وهي العراق ولبنان وفلسطين ومصر والمغرب والجزائر والأردن والإمارات العربية المتحدة. ولاحظ المكلف بالبرمجة أن تراجع عدد العروض العربية والإفريقية في هذه الدورة مردّه الصراعات والصعوبات المالية التي تعيشها بعض البلدان.
وأوضح سيف الدين الفرشيشي، أن اللجنة الفنية لاختيار العروض، شاهدت أكثر من 400 مسرحية، ولاحظ أنه إلى جانب العروض التونسية، فإن العراق ومصر يرشحان في كل دورة أكثر من 40 عملا مسرحيا، وبلغة الأرقام وقع الاختيار على 12 عرضا في المسابقة الرسمية و16 عرضا
تونسيا خارج المسابقة و06 عروض عربيةوافريقية و15 عرضا ضمن “مسرح العالم” من بلدان كأرمينيا والمكسيك وكولومبيا وروسيا الحاضرة بثلاثة عروض وإسبانيا التي كان من الضروري حضورها بعد دعمها اللافت للقضية
الفلسطينية، ونوّه الفرشيشي في هذا الإطار العرض الإيطالي المعنون ب”الحب”…
كما تمت برمجة 12 عرضا للأطفال و04 عروض ضمن
مسرح الهواية إضافة إلى عروض السجون والإصلاحيات (مسرح الحرية) البالغ عددها 36 عرضا إلى حد الآن.
وبخصوص التكريمات والتتويجات تحدثت المستشارة الفنية ومساعدة المدير الفني للمهرجان نصاف بن حفصية، مستهلة حديثها عن لمسة الوفاء التي أعدها فريق المهرجان لفنانين غادرونا في الفترة الأخيرة على غرار الناقد أحمد حاذق العرف والمخرج فاضل الجزيري والمسرحي أنور الشعافي والممثل فتحي الهداوي والممثل عمارة المليتي والإعلامي فرج شوشان وعبير الجبالي وصالح القرجيني
والمختار مليح وتوفيق الهمامي والمخرج التلفزي محمد علي بلحارث…
أما التكريمات فستشمل كلا من لطيفة أحرا من المغرب وعماد محسن علي الشنفري من سلطنة عمان وعبد الرحمان كاماتي من الكوت ديفوار ومن تونس سيكرم كل من فتحي العكاري وعلي الخميري وليلى الرزقي ولزهاري السباعي
وسليم الصنهاجي وهادي بومعيزة، وأما التتويجات فتشمل من تونس المسرحيين عزيزة بولبيار وليلى طوبال ومحمد مسعود ادريس وعبد الحميد قياس، ومن جمهورية الكونغو
(برازافيل) سيتوّج المسرحي سيلفي ديكلو بوموس، وطبعا على رأس هذه التتويجات النجم المصري يحي الفخراني بطل عرض افتتاح هذه الدورة من أيام قرطاج المسرحية
“الملك لير” للمخرج شادي سرور.
كما تم التصريح في الندوة الصحفية فإن الافتتاح الرسمي للدورة 26 لأيام قرطاج المسرحية سيلتئم بمسرح الأوبرا بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي بتونس العاصمة، وسيكون الافتتاح الرسمي مشفوعا في هذه القاعة بعرض مسرحية “الملك لير” بطولة النجم المصري يحي الفخراني الذي يعود إلى خشبة المسرح في سن تجاوزت الثمانين عاما، والمسرحية من إخراج شادي سرور وإنتاج المسرح القومي المصري، كما سيكون للجمهور موعد مع العرض قبل الأول للعمل المسرحي الجديد للمخرج فاضل الجعايبي والمعنون بـ”حلم” بقاعة الريو في نفس الوقت تقريبا مع انطلاق عرض “الملك لير” بمسرح الأوبرا، وتحديدا بداية من الساعة الثامنة ليلا.
وتجدر الإشارة إلى أنه كما جرت العادة ستقدم عروض المسابقة الرسمية لأيام قرطاج المسرحية بمعدل عرضين في اليوم بقاعتي “الفن الرابع” و”الريو” بالعاصمة، بينما تقدم بقية عروض المهرجان بقاعات مسرح الأوبرا ومسرح الجهات ومسرح المبدعين الشبان بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي، وبدار الثقافة ابن رشيق وبمسرح الحمراء بالعاصمة.





