سوسة/ من منصور المبروك

لئن شكل الإنسحاب من كأس الكنفدرالية الإفريقية خيبة أمل كبيرة لدى جمهور النجم الساحلي فإنه كان من الأجدى التمعّن بجدية والنظر بكل واقعية في أسباب الإنسحاب وهي عديدة وجلية للعيان… كان واضحا منذ بداية المغامرة الإفريقية وكذلك مع انطلاقة البطولة الوطنية بأن النجم الساحلي لم يكن جاهزا على جميع المستويات… في مستوى الرصيد البشري وانتدابات الميركاتو الصيفي التي لم تكن في المستوى المأمول… التفريط في هداف الفريق والبطولة الوطنية وكذلك لاعب وسط الميدان أسامة عبيد وغيرهما دون أن يتم انتداب معوضين لهم في نفس المستوى…. عدم الاستقرار في التشكيلة الأساسية إذ أنها كانت تتغير من مباراة إلى أخرى… إذن. يمكن القول بأن الانسحاب لم يكن مفاجئا أبدا بل كان متوقعا، دون أن ننسى التخلي عن المدرب القدير محمد المكشر أو لنقل انسحابه…. وكان من الأفضل التمسك به وتوفير كل ممهدات النجاح والتألق له…

الترشح لدور المجموعات لم يكن صعبا أو مستحيلا، بل إن النجم الساحلي لم يعدّ له العدّة والعتاد وكل ما يلزم لتحقيق ذلك الهدف المنشود، وكان من الممكن أن يترشح لكن دون أن يتمكن من الذهاب بعيدا، نظرا للصعوبات والعراقيل والنقائص التي عرقلت بلوغ الهدف المأمول وكبّلت أقدام اللاعبين وأضاعت عن أذهانهم التركيز… خلاصة القول أن بداية الموسم الحالي للنسيان، ولتكن مباراة مستقبل المرسى يوم الأربعاء 29 أكتوبر 2025 والانتصار الثمين والثمين جدا الذي حققه فريق جوهرة الساحل بنتيجة (2-0) بإمضاء اللاعبين الشابين من أبناء مركز تكوين الشبان محمد الهادي بوسلامة وراقي العواني…. وكان بالامكان تسجيل أكثر من هدفين…. ولئن لم يقدم النجم مباراة كبيرة لاسيما في الشوط الأول، فالمهم أنه انتصر في المباراة التي لم يكن مسموحا له فيها بالانهزام، لأن الانتصار هو الطريق الوحيدة لترميم المعنويات وإعادة منسوبها إلى المعدل العادي والطبيعي بعد أن شهدت تدنيا لم يعرف له النجم مثيلا خلال مسيرته المليئة بالأمجاد والانتصارات والألقاب .

من المرتبة 12 إلى المرتبة 9

ومن عجائب الأرقام في مباراة الأمس بين النجم ومستقبل المرسة أن القناوية كانت تحتل المرتبة 10 وسجلت 10 أهداف بعد مرور 10 جولات (قبل مباراة الأمس)، وبالنسبة للنجم الساحلي وبعد انتصار الأمس في أصعب مباراة في الموسم لأنها جاءت بعد يومين فقط من انسحاب المخیّب للآمال وكان من الممكن أن ينهزم ويستمرّ في دوامة النتائج السلبية، إلا أنه عرف ينتصر ويغنم 3 نقاط هي بمثابة 6 نقاط.

النجم الساحلي كان في المرتبة 12 برصيد 9 نقاط وبعد الفوز، انقلبت المعطيات حيث أصبح في المرتبة 9 برصيد 12 نقطة….. وفي المباراة القادمة سيستضيف إن شاء الله فريق نجم المتلوي أواخر الأسبوع الحالي بالملعب الأولمبي بسوسة، وفي صورة الفوز فإن سلسلة الانتصارات بمفعول إرتفاع المعنويات ستتواصل، لاسيما وأن المباراة الموالية ستجري أيضا بالملعب الأولمبي بسوسة أمام ترجي جرجيس.. ونعتقد بأن الانتصار في هذه المقابلة الهامة كفيل وحده بعودة عجلة الفريق إلى الدوران والعدّاد يسجل ثلاثة نقاط.. تلو الثلاثة … الإنتصار يجلب الانتصار.. والأمور ستصبح عال العال في النجم، ويتم آنذا ک التركيز كليا على البطولة الوطنية و إصلاح عديد الأمور، خاصة باستثمار الميركاتو الشتوي من خلال القيام بانتدابات في المستوى المأمول وقادرة على تقديم الإضافة المرجوة .

هل يتراجع زبير بية عن الإستقالة؟

ومن التأثيرات الإيجابية لانتصار الأمس، أن هناك حديثا عن إمكانية تراجع زبير بية عن الإستقالة التي قدمها للكتابة العامة للجمعية يوم الاثنين الماضي، لكن الهيئة المديرة واستنادًا إلى الفصل 46 وما بعده من النظام الأساسي للجمعية من جهة ومراعاة المصلحة العليا للنادي من جهة أخرى، قررت عدم قبول هذه الاستقالة، وهو ما يترتب عنه عدم اعتبارها نافذة إلا بعد مرور 15 يوما من تاريخ تلقيها… وتبعا لذلك تعهد للهيئة المديرة مواصلة تسيير دواليب الجمعية خلال الفترة المذكورة، أي أن رئيس النادي زبير بيّة يواصل رئاسة الجمعية حتى 11 نوفمبر 2025… وقد لا نبالغ حينما نقول بأن الانسحاب من كاس الـCAF لیس نهاية العالم بل قد يكون بداية الاصلاح الذي يمهد الطريق لمزيد ترتیب عدید الأمور وخلاص الديون المتبقية، وبناء فريق جديد وعتيد للمستقبل، عماده أبناء مركز تكوين الشبان الذي كان في عديد المناسبات في الموعد لتطعيم أكابر الفريق… ولو تأملنا في المراحل الزاهية في تاريخ النجم لأمكن لنا استنتاج أن أغلب أمجاده وألقابه كانت بفضل أشباله وشبانه، وخير دليل على ذلك “ملحمة 2007” حينما فاز النجم بكأس رابطة الأبطال على حساب الأهلي المصري في عقر داره بالإضافة إلى مشاركته في نفس الموسم في كأس العالم للأندية…. %90 من الفريق من أبناء النادي و10% انتدابات في مراكز محددة.. إذن لابد من الانطلاق من جديد، شريطة استخلاص الدروس والعبر من أخطاء الماضي، والمستقبل للنجم الذي سيعود حتما إلى سالف أمجاده.