انطلقت مساء اليوم الأربعاء 22 أكتوبر 2025 بدار الثقافة بالمكنين فعاليات الدورة السادسة من تظاهرة «أيام سينمكْنَة للأفلام الشعرية»، تحت إشراف السيدة نادية الوسلاتي، المندوبة الجهوية للشؤون الثقافية بالمنستير، وبحضور اطارات الجهة، إلى جانب عدد من المبدعين والمخرجين والمهتمين بالفنّ السابع من تونس وخارجها..

 تنظم هذه التظاهرة جمعية “سينما المكنين” بدعم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالمنستير والمركز الوطني للسينما والصورة، وبالشراكة مع دار الثقافة بالمكنين والمعهد العالي للغات بالمكنين، وبمساهمة من مؤسسة “فريدريش إيبرت”.

 وتأتي هذه الدورة لتكرّس خصوصية المهرجان الذي يجمع بين الشعر والسينما في صيغة فنية جديدة، تجعل من الصورة قصيدةً ناطقة ومن الكلمة مشهدًا بصريًا نابضًا بالإحساس. فـ«سينمكْنَة» لم تعد مجرّد تظاهرة فنية، بل أصبحت مساحة إبداعية تُعيد التفكير في علاقة الفن بالوجدان واللغة بالصورة.

 لجنة تحكيم دولية

تضم لجنة تحكيم الدورة السادسة أسماء متميزة من المشهد الثقافي العربي والدولي: محمد علي درويش (عُمان) مخرج – الهادي خليل (تونس) ناقد وأكاديمي  سميراميس كيا (إيران) مخرجة – محمد إدريس أمنينة (ليبيا) فنان فوتوغرافي – عائدة شمّاخ (تونس) مخرجة –  أحمد العثمان (عُمان) فنان وإعلامي.

على امتداد أربعة أيام، من 22 إلى 25 أكتوبر 2025، سيعيش جمهور المكنين تجربة فنية راقية من خلال عروض أفلام شعرية قصيرة، ولقاءات فكرية وورشات وندوات تجمع بين الشعراء والمخرجين والنقاد، في احتفاءٍ بالسينما كفنّ للحسّ والجمال.

 السيدة نادية الوسلاتي: “سينمكْنَة تجربة تونسية فريدة تدمج الشعر بالصورة”

 في كلمتها خلال حفل الافتتاح، أكدت السيدة نادية الوسلاتي المندوبة الجهوية للشؤون الثقافية بالمنستير، “أن هذه التظاهرة تمثّل تجربة فريدة في المشهد الثقافي التونسي من حيث طريقتها المبتكرة في طرح البرامج وتوظيف الشعر في السينما، معتبرة أنّ “سينمكْنَة” فضاء لتجديد لغة الصورة ونقطة التقاء بين الحلم والفكر والإبداع.” وأضافت “أن وزارة الشؤون الثقافية والمندوبية الجهوية تدعمان مثل هذه المبادرات التي تعزز الحضور الجهوي للثقافة وتمنح الشباب المبدع فرصة للتعبير وإبراز طاقاته في مجالات الفنّ السابع”.

 مدير الدورة الدكتور يونس بن حجرية: “الأفلام الشعرية ولادة جمالية بين السينما والقصيدة”

 من جهته، عبّر الدكتور يونس بن حجرية، مدير الدورة السادسة لأيام سينمكْنَة للأفلام الشعرية، عن اعتزازه بتواصل هذا الحدث الذي أصبح موعدًا ثابتًا لعشّاق السينما والشعر في تونس والعالم العربي. وأشار إلى “أن هذه الدورة تسعى إلى ترسيخ مفهوم الفيلم الشعري كنوع فني قائم الذات، يجمع بين الحس الجمالي والرؤية الفلسفية، ويُعيد للسينما دورها الإنساني في التعبير عن الذات والمجتمع بلغة الإيحاء والتكثيف”. وأضاف “أنّ “سينمكْنَة” ليست مجرّد تظاهرة، بل مختبر فني وتجريبي مفتوح أمام الطاقات الشابة، يجمع المبدعين حول فكرة أن الشعر يمكن أن يُرى كما يُكتب، وأن الصورة يمكن أن تُحسّ كما تُقرأ”. كما أكّد الدكتور يونس “أن دار الثقافة بالمكنين هي شريك أساسي في إنجاح هذه التظاهرة، مثمنًا سعي السيدة بسمة بوزيد، مديرة الدار، وتعاونها الإيجابي في توفير كل المستلزمات الفنية واللوجستية لإنجاح هذا الحدث الثقافي.”

سينمكْنَة… حين يصبح الشعر مرئيًّا

 منذ تأسيسها، رسّخت «أيام سينمكْنَة للأفلام الشعرية» مكانتها كمنصة عربية رائدة تحتفي بالخيال والإحساس والبحث الفني، وجعلت من المكنين وجهةً لعشاق السينما البديلة والفنّ الشعري البصري، حيث تتقاطع الكلمة مع الصورة، وتتوحّد القصيدة مع الضوء لتخلق فنًّا يلامس القلب والعقل معًا.

 كلمة شكر من جمعية سينما المكنين

 في ختام حفل الافتتاح، عبّرت جمعية سينما المكنين عن عميق شكرها لكلّ من ساهم في إنجاح هذه الدورة، من مؤسسات رسمية وشركاء ثقافيين وإعلاميين، مثمنةً دعم المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالمنستير والمركز الوطني للسينما والصورة ودار الثقافة بالمكنين، وكلّ من آمن بأهمية هذا الفضاء الفني الذي يحتفي بالشعر كصوت للحرية وبالسينما كجسر للتعبير الإنساني. وأكدت الجمعية أنّ “سينمكْنَة” ستظلّ وفية لرهانها الجمالي والإنساني، في جعل الكلمة مرئية، والخيال ممكنًا.

فهد بنحمودة