ملعب بير بورقبة – الجولة العاشرة من مرحلة الذهاب
النادي البنزرتي 0-2 الملعب التونسي
بنزرت، من الحبيب العربي
تعليقا على اختيار عنوان المقال.. أتساءل : “ماذا لو دارت مباراة الملعب التونسي في ملعب “الكانز” بحضور الجمهور البنزرتي الغفير كما جرت العادة في كبرى المباريات ؟… هل كان أبناء شكري البجاوي سينهزمون كما انهزموا اليوم ؟..
الأقرب للصح هو أن الحارس مقطوف وزملاءه كانوا سيحققون الإنتصار وسيقتلعون نقاط المقابلة، لان فريق البقلاوه اليوم لم يكن جيدا في عطاء عناصره عامة مثلما عرفناهم في الموسم الماضي وفي بداية الموسم الحالي.. لكن، “الله غالب” يفعل بعض الأحبّاء بفريقهم أحيانا بداعي الدفاع عنه ما لا يفعله منافسه به..

إذن، نتيجة مقابلة اليوم أمام الملعب التونسي هي نتاج عوامل عديدة توفرت تباعا فخلقت مجتمعة معا أجواء غير مريحة بعد أن اعتقدنا أن فريق بنزرت قد تعافى من يوم رحيل الحيدوسي وقدوم شكري البجاوي..
العوامل التي أتحدث عنها، اولها إداري تواصلي تمثل في اضطراب العلاقة بين الرئيس سمير يعقوب والممرن السابق سفيان الحيدوسي..
اضطراب أدى إلى الافتراق بالتراضي بين الرجلين بعد مرور فقط جولتين من عمر بطولة الموسم الجديد..
وهذا في حد ذاته أمر غريب لأن نهاية الموسم الماضي كانت في غاية التناغم بين الطرفين، ما جعل الممرن الحيدوسي يشترط بقاء الرئيس سمير لمواصلة تدريب أكابر قرش الشمال..
وفعلا، هذا ما حدث.. واصل سمير على راس هيئة تسييرية.. وواصل الحيودسي مدربا للفريق..
إلا أن فترة التحضيرات شهدت الإضطراب الذي ذكرت والذي كان بسبب تدخل أطراف حملت كلاما من هذا لم يُرض ذاك.. فكان التشنج الذي أقر القطيعة..
قطيعة ارضت من أرضت، لكننها اضرت باستقرار الفريق، ما جعل المدرب الحيدوسي يرحل ليعوضه سريعا شكري البجاوي..
ابن الجمعية القادم من منزل بورقيبة في ظرف ثلاثة أيام وجد نفسه مشرفا على الفريق في مباراة الجولة الرابعة أمام احد “كبار” الفرق في هذا الموسم، النادي الإفريقي، في ملعب “الكانز”..

مباراة لم يكتب لها أن تنتهي في ظروفها العادية بل توقف اللعب فيها في الدقيقة الخامسة من شوطها الثاني بسبب اعتداء غادر، لا واع ولا مسؤول، على المساعد الثاني للحكم يومها من طرف احد المتفرجين في المدارج المكشوفة الواقعة فوق حجرات الملابس فكان ان أعلن الحكم عدم إكمال المباراة وإيقاف اللعب لينال النادي البنزرتي عقوبة خسارة نتيجة المباراة مع خطية مالية بعشرين ألف دينار والحرمان من استقبال ثلاثة فرق في بنزرت..
وعشية هذا اليوم، كانت آخر مباراة في العقوبة.. سامح الله كل من كان سببا في إفساد العلاقة بين الرئيس والممرن السابقين وكذلك سامح الله كل من أفسد مناخ الجمعية عامة فجعل ممرنين كثيرين يرفضون المقاليد الفنية لفريق الأكابر… هذا ما حثّ الرئيس يعقوب على الإستقالة من رئاسة الجمعية رغم كل الإستقرار الذي عرفته معه ماديا وماليا ومعنويا أيضا..
إذن ذهب الرئيس سمير يعقوب وجاء متطوعا على رأس الهيئة التسييرية محمد العربي، الرئيس السابق للرابطة المحترفة، لمدة شهرين فقط، بعدهما، ستنظم جلسة انتخابية على أمل أن يتقدم احدهم بقائمة لرئاسة الجمعية.. وفي صورة عدم تطوع اي كان لذلك، سيذهب محمد العربي في حال سبيله أيضا، حسب ما صرح به في أكثر من مرة، وسيترك فراغا تسييريا في النادي البنزرتي..
نعود إلى مباراة البنزرتي مع ضيفه الملعب التونسي وبرغم الإستعداد الجيد لفريق البقلاوة الذي عبر عن نيته في التنافس من أجل بطولة هذا الموسم وبرغم الفارق في المستوى الفني للاعبي الفريقين، في صالح الضيوف، إلا أن مردود أبناء شكري البجاوي كان لا يُستهان به عامة، وخاصة في الدفاع رغم هفوتي هدفي الدقيقتين 17 و89.. وفي مثل هذه المباريات.. رفيعة المستوى، يكفي ارتكاب هفوة واحدة لتكون الهزيمة فما بالك باثنتين..
في الوسط قام لاعبو البنزرتي بالربط المطلوب.. وفي الهجوم وصلوا المرات العديدة أمام مرمى المنافس إلا أن النجاعة مازالت تنقصهم.. وقيمة خطي الهجوم في الفريقين هي التي صنعت الفارق لصالح فريق البقلاوة..
ورغم الهزيمة، فإن العديد من العلامات المضيئة في فريق النادي البنزرتي، متمثلة أساسا في الحارس يوسف مقطوف والظهير القاسمي والمدافع الدولي أمين علالة وريان الرحيمي..
كما ان بقية اللاعبين ابلوا البلاء الحسن في مردودهم بما يجعل إمكانية بروزهم أكثر واردة في قادم الجولات..
حصيلة شكري البجاوي مع النادي البنزرت رغم هزيمة اليوم تبدو إيجابية حيث انه أشرف على الاكابر في ست مقابلات، انتصر في ثلاث، تعادل في واحدة وانهزم في مقابلتين أمام فريقين “كبيرين” هما الإتحاد المنستيري، ضمن فرق أعلى الترتيب، والملعب التونسي متصدر الطليعة حاليا.
الحبيب العربي