تونس والمغرب والسعودية أكثر المنتخبات مشاركة
عزز المنتخب السعودي مساء الثلاثاء، الظهور العربي في مونديال 2026، بعدما حجز مقعده رسميًا في النهائيات، عقب التعادل مع نظيره العراقي سلبيًا، في المباراة التي أقيمت بينهما على ملعب “الإنماء” بمدينة الملك عبد الله الرياضية في جدة، ضمن الملحق الآسيوي المؤهل للمونديال.

ودخل “الأخضر” اللقاء وهو بحاجة إلى نقطة واحدة فقط لضمان التأهل رسميًا إلى كأس العالم حيث كان يتفوق على نظيره العراقي في الترتيب بفارق الأهداف، وهو ما نجح في تحقيقه.
وبهذا الإنجاز، رفع “الأخضر” رصيده إلى 7 مشاركات في كأس العالم، ليكرّس مكانته كأكثر المنتخبات الآسيوية حضورًا في المحفل العالمي.
لحظة تاريخية في مسيرة الكرة العربية
تأهل المنتخب السعودي حدثًا عربيًا، إذ جاء ليعزز المنتخبات العربية المتأهلة إلى مونديال أمريكا وكندا والمكسيك 2026، حيث رفع العدد إلى 7 منتخبات عربية حتى الآن للمرة الأولى في التاريخ، في نسخة غير مسبوقة من حيث التمثيل العربي.
فإلى جانب السعودية، تأهلت منتخبات تونس والمغرب ومصر والجزائر والأردن، فيما التحق منتخب قطر بالمونديال للمرة الثانية في تاريخه، بعد الفوز على نظيره الإماراتي (2-1) في المباراة التي جمعتهما في وقت سابق اليوم الثلاثاء أيضًا، من خلال الملحق العالمي، ليبلغ إجمالي الحضور العربي إلى 7 منتخبات حتى الآن ، وهو رقم مرشح لزيادة ولم تعرفه كرة القدم العربية من قبل.

ومن المثير أن النسخة السابقة في قطر 2022 شهدت مشاركة 4 منتخبات عربية، وقبلها في روسيا 2018 كان الحضور العربي أيضًا بأربعة منتخبات، ما يعني أن الزيادة إلى الرقم 7 تمثل قفزة تاريخية تعكس مدى تطور كرة القدم العربية في السنوات الأخيرة.
فرصة للتعزيز بمنتخب ثامن
وقد يرتفع عدد المنتخبات العربية في كأس العالم 2026 إلى 8 منتخبات، في حال نجاح أحد ممثلي العرب في الملحق العالمي، إذ يخوض المنتخب العراقي، الذي أنهى مشواره في المركز الثاني، الملحق الآسيوي المصغّر أمام نظيره الإماراتي، صاحب المركز الثاني في المجموعة الأولى، خلال مواجهتي ذهاب وإياب يومي 13 و18 نوفمبر 2025، لتحديد المتأهل إلى الملحق العالمي النهائي.
ولا تزال الفرصة قائمة أمام العراق والإمارات لبلوغ المونديال عبر هذا الطريق الشاق، إذ يشارك في الملحق العالمي 6 منتخبات من قارات مختلفة، تتنافس فيما بينها على آخر مقعدين متاحين في كأس العالم 2026، المقرر إقامته في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
تونس والمغرب والسعودية.. القاطرة العربية نحو العالمية بسبع مشاركات
تأهل “الأخضر” إلى مونديال 2026 لم يكن مصادفة، بل جاء تتويجًا لمشروع متكامل بدأ قبل سنوات، هدفه ترسيخ السعودية كقوة كروية آسيوية وعالمية.
وبفضل العمل الفني والإداري المتراكم، والاستثمار الهائل في البنية التحتية، وارتفاع مستوى المنافسة في دوري روشن السعودي، بجانب عاملي الأرض والجمهور، أصبح المنتخب السعودي اليوم رمزًا للاستمرارية والتطور في العالم العربي.
ومنذ أول ظهور له في مونديال أمريكا 1994، حين خطف الأنظار بهدف سعيد العويران الشهير في شباك بلجيكا، ومرورًا بمشاركاته المتتالية في 1998 و2002 و2006 و2018 و2022، وصولًا إلى النسخة السابعة في أمريكا 2026، كتب الأخضر سطورًا ثابتة في سجل كرة القدم العالمية.
من مفاجأة أمريكا إلى الحضور الدائم
بدأت رحلة “الأخضر” السعودي مع كأس العالم في مونديال أمريكا 1994، وكان الظهور الأول تاريخيًا بكل المقاييس، إذ تأهل المنتخب السعودي إلى دور الـ16 بعد فوزين على المغرب وبلجيكا، وسجل سعيد العويران واحدًا من أجمل أهداف المونديال في مرمى بلجيكا. وخرج “الأخضر” أمام السويد بنتيجة (1-3) في ثمن النهائي، لكنه كسب احترام العالم.
وعاد المنتخب السعودي إلى الظهور في فرنسا 1998، لكنه خرج من الدور الأول بعد تعادل مع جنوب أفريقيا وهزيمتين أمام فرنسا والدنمارك. وتكرر السيناريو في كوريا واليابان 2002 بخروج قاسٍ بعد خسارة ثقيلة أمام ألمانيا (0-8)، والكاميرون وإيرلندا. وفي ألمانيا 2006 اكتفى بنقطة واحدة أمام تونس وودع من الدور الأول.
بعد غياب طويل، عاد الأخضر في روسيا 2018، وحقق فوزًا معنويًا على مصر (2-1) لكنه خرج مبكرًا، ثم شارك في قطر 2022 وحقق فوزًا تاريخيًا على الأرجنتين (2-1) قبل أن يغادر من الدور الأول.
ومع تأهله إلى أمريكا 2026، يسجل السعودية المشاركة السابعة في تاريخها، كأكثر المنتخبات العربية – الآسيوية حضورًا في المونديال.
تونس.. ثبات الحضور وخبرة السنين
تأهل المنتخب التونسي الى نهائيات كأس العالم سبع مرات، بدأت في مونديال الأرجنتين 1978، حيث حقق فوزًا تاريخيًا على المكسيك بنتيجة (3-1)، ليصبح أول منتخب عربي يحقق انتصارًا في المونديال.
وبعد غياب طويل، عاد “نسور قرطاج” إلى الظهور في فرنسا 1998، ثم توالت المشاركات في كوريا واليابان 2002 وألمانيا 2006 وروسيا 2018، قبل أن يشارك في مونديال قطر 2022، الذي شهد فوزه اللافت على فرنسا بهدف دون رد، رغم خروجه من الدور الأول وصولًا إلى النسخة السابعة في أمريكا 2026
المغرب.. صاحب إنجاز 2022
تأهل المنتخب المغربي إلى نهائيات كأس العالم سبع مرات، بدأت أولها في مونديال المكسيك 1970، ثم عاد في مونديال 1986 بالمكسيك أيضًا، حيث تأهل إلى دور الـ16 بعد تصدره مجموعته، قبل أن يودع البطولة أمام ألمانيا الغربية.
واستمر حضور “أسود الأطلس” في نسختي 1994 بالولايات المتحدة و1998 بفرنسا، حيث قدّم مستويات جيدة رغم عدم تجاوز الدور الأول.
وبعد غياب كبير عاد المغرب إلى المشاركة في مونديال روسيا 2018، قبل أن يحقق إنجازه الأبرز في مونديال قطر 2022، بوصوله إلى نصف نهائي كأس العالم، بعد مشوار تاريخي أقصى خلاله منتخبي إسبانيا والبرتغال، واختتمه بالمركز الرابع عالميًا، كأحد أبرز إنجازات الكرة العربية والإفريقية. وصولًا إلى النسخة السابعة في أمريكا 2026
مصر.. من التاريخ إلى العودة من جديد
أول من مثل العرب في كأس العالم كانت مصر عام 1934 في إيطاليا، حين خاضت مواجهة وحيدة أمام المجر وخسرتها (2-4).
وغابت مصر بعدها طويلًا حتى مونديال 1990 في إيطاليا، حين قدّمت أداءً دفاعيًا قويًا وتعادلت مع هولندا وأيرلندا قبل أن تودع بخسارة أمام إنجلترا (0-1).
عادت مصر بعد غياب طويل إلى مونديال روسيا 2018 بفضل جيل محمد صلاح، لكنها خرجت من الدور الأول بثلاث هزائم أمام الأوروغواي وروسيا والسعودية.
الجزائر.. ذاكرة 1982 وبطولة 2014
تألقت الجزائر في أولى مشاركاتها بمونديال إسبانيا 1982، حين فازت على ألمانيا وتشيلي وقدّمت أداءً مدهشًا، لكنها خرجت بسبب فضيحة “الاتفاق الألماني – النمساوي” الشهيرة، وعادت للمشاركة في 1986، 2010، و2014.
قطر والأردن.. حلم وإنجاز تاريخي
دخلت قطر التاريخ في مونديال 2022 كأول دولة عربية تستضيف البطولة، وشاركت لأول مرة في تاريخها.
ورغم خروجها المبكر من دور المجموعات، إلا أن التجربة كانت علامة فارقة في تاريخ المنطقة، من حيث التنظيم والاحترافية.
ويُسجّل منتخب الأردن في مونديال 2026 أول ظهور في تاريخه بكأس العالم، بعد مسيرة مثيرة في التصفيات الآسيوية.
وبعد سبع مشاركات سعودية، وأكبر تمثيل عربي في التاريخ الى جانب كل من تونس والمغرب، هل سيكون مونديال 2026 هو النسخة التي تشهد أول تأهل عربي إلى النهائي بعد إنجاز المغرب 2022؟

المنتخبات العربية الأكثر مشاركة
تونس: 7 مرات (1978، 1998، 2002، 2006، 2018، 2022، وستشارك في 2026).
المغرب: 7 مرات (1970، 1986، 1994، 1998، 2018، 2022، وستشارك في 2026).
السعودية: 7 مرات (1994، 1998، 2002، 2006، 2018، 2022، وستشارك في 2026).
الجزائر: 5 مرات (1982، 1986، 2010، 2014، 2026).
مصر: 4 مرات (1934، 1990، 2018، وستشارك في 2026).
قطر: مرتان (2018 وستشارك في 2026).
الإمارات: مرة واحدة (1990).
الكويت: مرة واحدة (1982).
العراق: مرة واحدة (1986).
الأردن: مرة واحدة (ستشارك في 2026).