كاميرا البيان: رياض الغربي

انطلق مهرجان الحمامات الدولي في دورته 59 مساء أمس الجمعة 11 جويلية 2025، بأولى سهراته من خلال عرض فني للثنائي عبد الحميد بوشناق وحمزة بوشناق بعنوان “رقوج العرض”، حيث إمتلأت مدارج المسرح الذي شهد اقبالا لافتا وبشبابيك مغلقة بعد نفاد تذاكر العرض قبل أيام من انطلاقه في انعكاس للنجاح الكبير الذي عرفه مسلسل “رقوج” بجزئيه الأوّل والثاني تلفزيا، وإلمام الجمهور بكل تفاصيل العمل الذي تمّ تحويله الى عرض مسرحي وفرجوي مباشر ومدى تفاعل الجمهور مع العرض الأولى ضمن فعاليات مهرجان دڤة في سهرته الختامية.

تفاعل جماهيري

ما يقارب الثلاث ساعات، عاش جمهور مهرجان الحمّامات الدولي عرضا فنيا جمع بين المسرح والموسيقى والغناء في تناغم بين لوحات راقصة بتصميم كوريغرافي متناسق بإيقاع موسيقي برؤية فنية غير معتادة، والتي قال عنها الموسيقي حمزة بوشناق في عديد تصريحاته بأن تجربة العزف الحي هي في حدّ ذاتها مغامرة فنية معقدة، تتطلب دقة في التناسق بين العزف والأداء المسرحي، الشيء الذي جعل الجماهير الحاضرة تتفاعل معها، وكان هو بدوره جزءا من هذا العرض.

تضمّن العرض عددا من اللوحات لعدد من القضايا التي لها علاقة بالمجتمع التونسي منها التقصير الإداري في تعطيل قضاء شؤون المواطن، ومنها الفنية والغنائية المؤثرة، من خلال تكريم العاملات الفلاحيات، مصحوبة برفع “المحرمة” التقليدية، وأخرى في مشهد لتعاطي الشعوذة والسحر في استخراج الكنوز المدفونة، وتلك التي لها صلة بسياسات التهميش وضرب التعليم، والمخاطر التي يعرفها القطاع الفلاحي، وأخرى مثلت العادات والتقاليد ذات صلة بالأولياء الصالحين، وذلك المشهد الذي أضفى طابعًا مسرحيًا مميّزا بتواجد الفارس على ظهر جواده بالمسرح الجانبي في عرض راقص للجواد على إيقاع موسيقى حمزة بوشناق.

وأدّت الممثلة القديرة فاطمة سعيدان مشاهد تمثيلية تجمع بين قوة الأداء والنص، كما أبهرت الفنانة خولة الطاوس الحضور بأداء أغنية “يا هل ترى قداش”، بينما توالى تكريم عدد من الوجوه الفنية على غرار ياسر الجرادي، أحمد كافون الذي حظي بتكريم مبتكر عبر الذكاء الاصطناعي من خلال تقديمه لعدد من أغانيه.

في ختام العرض، صعد المخرج عبد الحميد بوشناق، متوجّهًا بكلمة شكر لكلّ من ساهم في إنجاح هذا العمل مع تنويهه بالجهود الجماعية لمجموعة من الممثلين التقوا معه حول فكرة وحلمة ومغامرة فنيّة استثنائية.