
في أجواء شتوية دافئة تنعش القلوب العطشى للإبداع، تجلت بشائر سحر ناعم منذ العتبة الأولى للمعرض الشخصي:” نبض ” للفنانة التشكيلية العصامية هناء بن أحمد الصدٌي الذي افتتح بدار الثقافة أكودة يوم السبت 20 ديسمبر 2025 بحضور لافت لعشاق الفرشاة والمتيٌمن بالوصلات الموسيقية من روٌاد دار الثقافة واصدقاء الرسامة ومن اهل الفنون والإعلام على غرار الدكتور والاستاذ الجامعي ناصر بالشيخ، المسرحيٌ والشاعر الصادق عمار والتشكيلية عايدة عمار والأستاذ عز الدين الكناني وحضور مديرة دار الثقافة أكودة ثم عدد من اقارب، أشقاء واحفاد الفنانة الناصعة بالبياض والعطاء هناء بن أحمد الصدٌي رافقتنا في المرور بين اللوحة والأخرى لتشفي شغفنا وحب استطلاعنا قصد الكشف عن مكامن الرسوم بدءا بالفكرة ثم الإنجاز والإتيان على التفاصيل المهملة وأسرار التهيام بالأمكنة عند شرفات جزيرة جربة، باب سويقة وازقة سيدي بوسعيد وأنشودة حمام سوسة اليومية “حمل الشارية” واناقة المرأة الحمامية بزيها المحلٌي ..أمٌا مخيٌلة الرسامة في تطوافها على شخصيات من الذاكرة الشعبية فابهرتنا بالكاهنة الأمازيغية متحدية الزمان راسخة إلى الآن في المخيٌلة الجماعية… ثم تطلع علينا بكبريائها الأنثوي صلبة بنظرتها المتعالية “الجازية الهلالية”.









ومما زاد في جاذبية المنجز التشكيلي للرسامة هناء بن أحمد لوحة “نبض المدينة” الذي عكس باقتدار ارتباطها بجذوة المكان في تناسق الازرق بدرجات متفاوتة بين صومعة الجامع الكبير بأكودة، زاوية سيدي الجيلاني وابواب المدينة العتيقة ..استطاعت بلمستها الرشيقة أن تستجمع كلٌ هذه العناصر وتنحت جمال “أم القرى” بخيلاء وإعجاب واثبت جرعة وارفة من الحنين لمسقط رأسها.
في قراءة برقية لما حوى معرض :” نبض” من لوحات زيتيٌة عالية الجودة تصالحنا مع الذاكرة الشعبية وتفتح شرفة على العصر الحديث بامتداد الزمن وبهجة الحياة، آتية على خفايا الطبيعة الخلابة والتأملات لتدركنا على غفلة بـ” تخميرة” وشطحاتها الصوفية بتيماتها الروحانية سامقة في الزاوية الخالدة من رواق دار الثقافة أكودة.
ندعو من فوٌت على نفسه العرض الافتتاحي لمعرض ” نبض” أن يراجع مواعيده ويضرب له لقاء من أجل التأمل في الذاكرة المنسية ويمتع خياله بفرادة الرسومات واكتشاف فحواها الساحر والعبور بتدفق النبض السلس بين حقبة زمنية عتيقة وأخرى حداثية متقلٌبة .
