حظيت استاذة الفنون التشكيلية  سنية بن عمر، بالمشاركة في الملتقى المغاربي للفنون التشكيلية بغار الملح من ولاية بنزرت واشتغلت كأبهى ما يكون في لوحاتها على الموروث المعماري والذاكرة الجماعية وتميٌزت في ورشة الرسم بإنجاز لوحتها التي أبرزت الثروة المعمارية والتاريخية من خلال رسم جزء من أسوار قرية غار الملح الضاربة جذورها في الحضارة المتوسطية وتثمينها لهذا الثراء المتقادم للسابقين ممن مرٌوا بهذه المنطقة وشيٌدوا بها مآثر لبناءات عظيمة نعتزٌ بها اليوم وندرجها كمادة إبداعية وتشكيلية في حياة الرسامين…  نأتي تباعا على تجربة الفنانة التشكيلية سنية بن عمر لتروي لنا ما فقهته عن وعي بجمالية هذه المواقع في رسمها الذي سعدت بالمشاركة به في المعرض الجماعي بملتقى الفنون المغاربي بغار الملح ، حيث تعتبر مرورها بهذه المحطة الإقليمية بمثابة تجربة جد مميزة فتحت لها نافذة مدهشة على طبيعة غار الملح وطابعها التاريخيّ زاد إليها جرعة معقولة من الإلهام حيث كانت الأعمال الفنية المنجزة من وحي خصوصيات وطبيعة المكان الخلابة مرورا بالأبراج والجبال البحر ..تلك العناصر متداخلة استقامت اقرب إلى مزيج من جمالية باذخة زودت فنانتنا سنية بن عمر طاقة وحيوية وما زاد التظاهرة رونقا وسحرا فرص التلاقي العديدة مع رسامين من الدول الشقيقة والصديقة على غرار الجزائر وفلسطين لتستوي التظاهرة بلقاء اخوة محى كل الحدود واختصر باقتدار المسافات التي تفصل مختلف المشاركين الذين مثلوا فسيفساء من تجارب وخبرات زادت في متانة العلاقة بينهم.

هذا وأفادتنا الرسامة  سنية بن عمر بكلمة في غرض تجربتها : “حقا وجدت اشباها لي في ارواح المشاركات الجميلة حين تقاسمنا الضحكات وضمٌتنا الأحضان وقت الفرح إلى حدٌ البكاء، بهكذا وصف يتميٌز الفنان بهشاشته ورهافة إحساسه ينتابه دوما الشعور انه حرٌ طليق ومزاجيٌ بالضرورة فحياته تكتنفها مشاعر شتٌى كالبهجة والحزن والجنون .. حتى يثبٌت له مكانا على خارطة الطريق الإبداعية”.

 جلال باباي