استهل الترجي، بطل أفريقيا 4 مرات والممثل الوحيد للكرة التونسية في مسابقتي الأندية القارية هذا الموسم، مشواره في دور المجموعات لبطولة دوري أبطال أفريقيا 2025-26 بتعادل مخيب للآمال أمام ضيفه الملعب المالي، في المباراة التي أقيمت على الملعب الأولمبي حمادي العقربي (رادس).

انتهت المباراة بالتعادل السلبي بدون أهداف، حيث فشلت كتيبة المدرب ماهر الكنزاري في فك شفرة دفاع الفريق المالي، على الرغم من السيطرة النسبية وإهدار عدد كبير من الفرص السهلة التي كانت كفيلة بتحقيق أول ثلاث نقاط في المجموعة.

غيابات مؤثرة وفرص ضائعة

عكست نتيجة التعادل حالة من الإحباط لدى انصار نادي باب سويقة، خاصة بعد أن أضاع مهاجمو الترجي، وتحديداً عبد الرحمن كوناتي وفلوريان دانهو، فرصتين مؤكدتين أمام المرمى الفارغ تقريباً.

تشكيلة الترجي ضد الملعب المالي (4-3-3) جاءت كالتالي:

حراسة المرمى: بشير بن سعيد.

الدفاع: محمد بن علي، ياسين مرياح، محمد أمين بن حميدة، حمزة الجلاصي.

الوسط: أونوتشي أوقبيلو، حسام تقا، شهاب الجبالي.

الهجوم: كسيلة بوعالية، عبد الرحمن كوناتي، فلوريان دانهو.

وكانت هناك لفتة معنوية من لاعبي الترجي الذين دخلوا الملعب بقميص خاص تضامناً مع زميلهم المصاب يوسف بلايلي.

اتسم الشوط الأول بالهدوء التام على مستوى الفعالية الهجومية، حيث شهد استحواذاً كاملاً للكرة بين الفريقين، لكن هذا الاستحواذ لم يترجم إلى تهديد واضح وخطير على مرمى الحارسين.

واعتمد الملعب المالي بشكل رئيسي على التكتل الدفاعي واللعب على الهجوم المرتد السريع، محاولاً استغلال تقدم لاعبي الترجي وترك مساحات بين الخطوط لخلق فرص مفاجئة، إلا أن دفاع الترجي نجح في إحباط هذه المحاولات قبل أن تشكل خطراً حقيقياً.

استمر التعادل السلبي في الشوط الثاني ليحسم نتيجة مباراة الترجي وضيفه الملعب المالي (0-0) في الجولة الافتتاحية لدور المجموعات بدوري أبطال أفريقيا.

صلابة دفاعية مالية

بذل لاعبو الترجي جهوداً مكثفة خلال الشوط الثاني لافتتاح التسجيل وإحراز أول أهداف المباراة، معتمدين على الضغط المستمر وتنويع الهجمات، إلا أن دفاع الملعب المالي أظهر صلابة فائقة وتنظيماً قوياً.

نجح الفريق المالي في التصدي لجميع الهجمات التي شنها الترجي، ليحافظ على نظافة شباكه، ويجبر بطل تونس على الاكتفاء بنقطة التعادل في بداية مشواره الأفريقي، ليتقاسم الفريقان نقاط المباراة سلبياً.

رغم السيطرة الميدانية المطلقة التي فرضها الترجيون على مجريات المباراة ضد الملعب المالي، والفرص العديدة التي أتيحت لهم، فإن اللاعبين عجزوا تماماً عن كسر التنظيم الدفاعي القوي للضيوف وإيجاد الحلول اللازمة للتسجيل.

وأظهرت المباراة بوضوح تأثير غياب النجم الجزائري يوسف البلايلي، الذي يغيب عن الفريق بسبب الإصابة الخطيرة، حيث ترك فراغاً كبيراً في الجانب الهجومي وصناعة اللعب، وهو الفراغ الذي عجز المدرب ماهر الكنزاري عن تعويضه بإيجاد بدائل قادرة على فك التكتلات الدفاعية.

وبهذا التعادل السلبي، يجد ممثل كرة القدم التونسية الوحيد في المسابقة نفسه مطالباً بتعديل الوضع وتحقيق الفوز في الجولة الثانية.وسيكون الترجي على موعد مع تحدٍ جديد يوم السبت المقبل عندما يواجه فريق بيترو أتليتيكو الأنغولي خارج الديار، ساعياً لتعويض نقاط البداية المفقودة.

خنازير حول ملعب رادس

أثارت الأحداث التي سبقت المباراة في محيط الملعب الأولمبي حمادي العقربي (رادس) موجة واسعة من الجدل والغضب على منصات التواصل الاجتماعي في تونس. 

فقد تداول نشطاء مقطع فيديو يظهر فيه قطيع من الخنازير وهي ترعى العشب على بعد أمتار من بوابة الملعب المخصصة لدخول الجماهير.

المشهد أثار موجة من الانتقادات اللاذعة تجاه المسؤولين، واعتبره الكثيرون دليلاً على انحدار حالة المنشآت الرياضية في البلاد، والتي تشهد إهمالاً واضحاً.

 وعلق متابعون بأن ملعب رادس وباقي ملاعب تونس تحتاج إلى إعادة تهيئة وصيانة شاملة، بما في ذلك تطهير محيطها من “الغرباء”. وتأتي هذه الحادثة في ظل استمرار إغلاق ملعب المنزه التاريخي في العاصمة منذ أكثر من 6 سنوات لإعادة تشييد المدرجات.

يُذكر أن الترجي هو الممثل التونسي الوحيد المتبقي في البطولات القارية، بعد إقصاء الاتحاد المنستيري من دوري الأبطال، والملعب التونسي والنجم الساحلي من كأس الكونفدرالية منذ الدور التمهيدي، ما يزيد من الضغط على الفريق لتحقيق نتائج إيجابية في البطولة الأفريقية.