
أنهى المنتخب الوطني مسيرته في التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026 بأداء مذهل، حيث حقق فوزا مستحقا على نظيره الناميبي 3-0، في ختام منافسات المجموعة الثامنة.
افتتح المدافع علي العابدي النتيجة في الدقيقة 28 من ضربة جزاء، وفي الدقيقة 55 جاء اثر عرقلة المجري، وتحقق الهدف الثاني عن طريق حنبعل المجبري بتسديدة قوية ومتقنة من مخالفة مباشرة من خارج منطقة الجزاء.
ثم عزز أبناؤنا تفوقهم بالهدف الثالث في الدقيقة 64 عن طريق فرجاني ساسي بعد استقباله كرة عرضية، ثم التسديد بقوة في الشباك.
وبهذه النتيجة، رفع المنتخب التونسي رصيده إلى 28 نقطة في صدارة المجموعة.
ودخل نسور قرطاج مواجهة ناميبيا اليوم بتشكيل متكوّن من:
أيمن دحمان- معتز النفاتي – علي العابدي – ياسين مرياح – منتصر الطالبي- فرجاني ساسي – إلياس السخيري – إسماعيل الغربي- إلياس سعد – نعيم السليتي – فراس شواط.


أرقام قياسية
تجاوزت إنجازات منتخبنا الوطني مجرد التأهل، إذ أصبح هو المنتخب الوحيد الذي لم يستقبل أي هدف طوال مشوار التصفيات المؤهلة لمونديال أمريكا وكندا والمكسيك (2026).
كما أنهى المنتخب التصفيات برقمين قياسيين: شباك نظيفة في 10 مباريات متتالية، ورصيد 28 نقطة، يمثل أكبر عدد من النقاط بين كل المنتخبات المشاركة في التصفيات الأفريقية منذ اعتماد نظام المجموعات.
وسجل المنتخب التونسي 22 هدفا في 10 مباريات، حقق الفوز في 9 مواجهات وتعادل مرة، بينما حافظ على سجله خاليا من أي هزيمة.
هذه الأرقام تؤكد أن منتخبنا الوطني لم يكتفِ بحجز بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026، بل رسمت مسارا سيظل محفورا في ذاكرة الكرة الأفريقية كنموذج للانضباط التكتيكي، الدفاعي والهجومي.
المجبري يدخل التاريخ
سجّل النجم الشاب حنبعل المجبري، لاعب فريق بيرنلي الإنجليزي، هدفا تاريخيا في مسيرته الدولية مع منتخب تونس، وذلك في المباراة الختامية لتصفيات كأس العالم، أسهم به في الفوز بثلاثية من دون رد اليوم على منتخب ناميبيا.
يعد هذا الهدف هو الأول لحنبعل المجبري بقميص المنتخب التونسي، ليفك بذلك عقدة تهديفية استمرت طويلا. وجاء الهدف في الدقيقة 55 من تسديدة قوية ومتقنة من ركلة حرة مباشرة خارج منطقة الجزاء.
على الرغم من تألقه المستمر، فإن حنبعل (صاحب الـ22 عامًا) شارك مع المنتخب منذ اختياره تمثيل “نسور قرطاج” في 5 جوان 2021، في 36 مباراة بإجمالي 1934 دقيقة، لم يسجل خلالها أي هدف، مكتفيا بتقديم تمريرتين حاسمتين، وحصل على بطاقتين صفراوين فقط.
جاء هذا الهدف ليفتح صفحة جديدة في سجل المجبري التهديفي مع المنتخب، الذي اختاره عن قناعة تامة بعد أن لعب سابقا بقميص منتخب فرنسا في فئات تحت 16 و17 عامًا.
ولطالما كان قرار حنبعل بتمثيل تونس محل تساؤل، خاصة بعد مشاركاته مع منتخبات فرنسا السنية. وردا على سبب اختياره، أدلى المجبري في عام 2022 بتصريحات عاطفية لمجلة “أونز مونديال” الفرنسية، كاشفا عن عمق ارتباطه ببلده.
وقال حنبعل في تصريحات سابقة: “كان القرار مفاجئًا للعديد من الأصدقاء والمقربين، لكنني اخترته بقلبي، اللعب لبلدي شيء جميل، عندما لعبت أول مباراة بقميص بلدي أحسست بالقشعريرة، وأثناء النشيد الوطني كدت أبكي”.
وأنهى المجبري تصريحاته برسالة واضحة حول التضحية من أجل المنتخب قائلا: “أشعر أنني قادر على فعل كل شيء عندما أرتدي قميص منتخب تونس، ومستعد أن أفقد قدمي من أجل هذا الوطن”.
الهدف الأول لحنبعل المجبري يمثل تتويجا لجهده والتزامه، ويعد نقطة انطلاق جديدة للاعب الذي وضع روحه و”قلبه” في خدمة “نسور قرطاج”.
وأعلن منتخب “نسور قرطاج” نفسه قوة عظمى في القارة السمراء، باختتامه تصفيات كأس العالم 2026 بسجل مبهر وغير مسبوق، ليحجز بطاقة التأهل إلى النهائيات للمرة السابعة في تاريخه.
جاء هذا التأهل ليُرسّخ الحضور التونسي الدائم في المحفل العالمي، بعد ست مشاركات سابقة في نسخ (1978، 1998، 2002، 2006، 2018، و2022).
الآن، يتجه التركيز نحو التحضير للظهور السابع في تاريخ المونديال، مستندين إلى صلابة دفاعية تُعد الأقوى على مستوى العالم في هذه المرحلة من التصفيات.
من جهة أخرى، بات المدرب سامي الطرابلسي الذي تم تعيينه لقيادة نسور قرطاج في شهر فيفري الماضي، أول تونسي يتأهل إلى نهائيات إحدى نسخ كأس العالم كلاعب ومدرب.
وكان الطرابلسي ضمن المنتخب التونسي الذي شارك في كأس العالم في فرنسا عام 1998.
وسيكون التحدي الكبير القادم لنسور قرطاج هو خوض منافسات كأس الأمم الأفريقية أواخر العام الجاري في المغرب.