أجمع الحاضرون في فعاليات يوم تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه، انتظم، اليوم الخميس، بمقر ولاية صفاقس، على ضرورة السير قدما في خطة العمل المعتمدة منذ شهر مارس الماضي في صفاقس، من أجل ترشيد استهلاك الماء والاقتصاد فيه، عبر اعتماد نظام الحصص، وتوعية المجتمع المدني والمواطنين وتحسيسهم بقيمة الثروة المائية واهمية المحافظة عليها في ظل التغيرات المناخية وما نجم عنها من انحباس للأمطار.

وأكد رئيس إقليم صفاقس المدينة للشركة الوطنية لإستغلال وتوزيع المياه، سامي غراب، خلال هذا اليوم التحسيسي الذي حضره المعتمدون وعدد من رؤساء البلديات ومن ممثلي الإدارات الجهوية، على ضرورة مواصلة العمل بنظام الحصص، والتكثيف من برنامج التحسيس بترشيد استهلاك الموارد المائية وعدم الاستغلال المفرط لها في ظل انحباس التساقطات، خاصة وان 85 بالمائة من الموارد المائية بولاية صفاقس متأتية من خارج الولاية”

واعتبر أن الحلول المشار إليها تبقى ظرفية ومستعجلة في انتظار انجاز المشاريع الاستراتيجية الكبرى، ومن أهمها انجاز مشروع محطة تحلية مياه البحر بقرقور الذي من المنتظر ان يكون جاهزا خلال شهر جوان من سنة 2024، وبرمجة إنجاز محطة جديدة لتعزيز الموارد المائية الجوفية بجزيرة قرقنة بكلفة استثمار في حدود مليار دينار.
من جهته، افاد رئيس دائرة الهندسة الريفية بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحيّة، مهدي قدورة، في تصريح لـوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن التغيّرات المناخية وتأثيرها على ارتفاع درجات الحرارة وانحباس في التساقطات، أسفر عن عجز في الموازين المائية بين العرض والطلب، سيما وان الارقام تشير الى ان 85 بالمائة من الموارد المائية بولاية صفاقس متاتية من خارج الولاية، من ضمنها 60 بالمائة متأتية من مياه الشمال اي من مياه السدود التي تقدّر نسبتها حاليا بـ24 بالمائة، ولا يمكن ان تستمر اكثر من 3 أشهر، على حدّ قوله.
وأضاف أن خطة العمل التي وضعتها المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحيّة بالتعاون مع مصالح الشركة الوطنية لإستغلال وتوزيع المياه بصفاقس، بناء على منشور وزير الفلاحة والموارد المائيّة والصيد البحري حول حسن استهلاك الماء وعدم استغلاله في ري المساحات الخضراء وتنظيف الشوارع والسيارات، تهدف الى مجابهة النقص الحاصل في الموارد المائية الناجم عن انحباس تساقطات مياه الامطار الى حين تطعيم الموارد المائية بالآبار العمومية.
وأشار إلى ان المائدة المائية الجوفية بصفاقس ذات نسبة ملوحة مرتفعة ولا يمكن استغلالها مباشرة الا بعد خلطها بموارد مياه الشمال وبموارد مياه المحور الجنوبي سبيطلة-جلمة، علما وان ولاية صفاقس تشهد شحّا في مواردها الذاتية من الماء المقدرة بـ15 بالمائة فقط، مقابل 85 بالمائة متأتية من الشمال.
يذكر أن وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، عقدت مؤخرا جلسة عمل بمقر الوزارة، خصّصت لإعداد خطّة تضمن التزوّد بالماء الصالح للشرب من تحويلات مياه الشمال، في ظلّ تواصل انحباس تساقط الأمطار، وتم الاتفاق خلالها على برمجة أيام إعلامية تحسيسيّة بكافة ولايات الجمهوريّة، انطلاقا من 13 نوفمبر 2023، حول قيمة الثروة المائيّة في ظّل انحباس التّساقطات.