البيان: أبو نعيم

في إطار الزيارة التي تؤديها إلى ولاية توزر أول أمس الخميس 14 ديسمبر 2023، تحولت وزيرة الشؤون الثقافية الدكتورة حياة قطاط القرمازي، مرفوقة بوالي الجهة محمد أيمن البجاوي إلى موقع كستيليا الأثري بدقاش وهو معلم تاريخي مهمّ حيث اطلعت على مختلف مكوّناته.

ودعت الوزيرة مختلف الهياكل ذات العلاقة على ضرورة العمل على صيانته وحمايته مع ضرورة التفكير في تسييج محيطه وتركيز المراقبة به.

لمحة عن المعلم

على بعد 6 كيلومتر عن مدينة توزر، وعلى ضفاف الطريق الجهوية بين مدينتي توزر ودقاش، وأمام غابات من النخيل المنتشرة، يتربّع موقع كستيليا الأثري بدقاش فيطلّ على مشارف شطّ الجريد، أيقونة الصحراء التونسية، ليكشف لنا عن سحر المناخ الصّحراوي الهادئ الذي تتميّز به ولاية توزر والثراء التاريخي والحضاري والثقافي للمنطقة.

كشفت حفريات موقع كستيليا الأثري بدقاش التي تمت تحت إشراف خبراء المعهد الوطني للتّراث عن وجود كنيسة مسيحية تعود إلى الفترة الرومانية المتأخّرة أي حوالي القرن الخامس ميلادي، إلى جانب مباني مخصّصة لرجال الدين حيث تم اكتشاف وجود مجموعة من الجرار والأواني والعديد من النقود وقناديل وأواني خزفية متنوّعة.

تبلغ مساحة هذه الكنيسة 140 مترا مربعا ويصل ارتفاعها إلى 3.70 متر، فيما يبلغ طولها 15.50 متر وعرضها 9.48 متر، دون احتساب الجزء الأمامي الذي وقع إتلافه سنة 2000.

تمتلك كنيسة كستيليا كبقية الكنائس المسيحية محراب نصف دائري يقع في امتداد الرواق الاوسط ، بعمق 3.20 متر وعرضه يتوافق مع عرض الرواق الأوسط، كما هو الحال في جميع الكنائس الإفريقية تقريبا، يحتوي على غرف ملحقة على جانبي المحراب تتواصل بينها عبر ممرّ بعرض 0.40 متر للغرفة الشمالية.

اما بالنسبة للمعبد فهو مستطيل الشكل يقع في منتصف الرواق الاوسط ومبني بالحجر الأبيض. تحدها أربعة أعمدة من الحجر الجيري الأبيض، تفصل بينهما 1,93 مترا على كل جانب ولا يتجاوز ارتفاعها في المتوسط 1.20 مترا، المعبد محاط بأخدود وهو مفصول على الجانب الشرقي والجانب الغربي بواسطة عمر بعرض 0.60 متر.