تواصل الفعاليات المدنية والسياسية والشعبية تظاهرها في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، اليوم الأربعاء احتجاجا على مجزرة مستشفى المعمداني البشعة التي ارتكبها الكيان الصهيوني يوم أمس بغزة، حيث تجمع الآلاف من  كل الفئات العمرية والشرائح الاجتماعية والطلابية والاطارات التربوية والصحية أمام المسرح البلدي وعلى امتداد شارع الحبيب بورقيبة ومداخل الانهج المتفرعة عنه للتنديد بجرائم الاحتلال الاسرائيلي.

وتوشح كامل الشارع بعلمي تونس وفلسطين في مسيرة حاشدة لمناصرة فلسطين، حيث رفعوا شعارات تشجب ممارسات كيان الاحتلال وتدين بشدة المجازر والجرائم التي ارتكبها في حق الشعب الفلسطيني والمدنيين والنساء والاطفال ،ورددوا “غزة حرة حرة والصهيون على برة” و”لا مساومة مع المقاومة ” و”الفرنسيون والامريكان شركاء في العدوان” و”الشعب يريد تحرير فلسطين”.
وطالبوا بطرد السفير الفرنسي مرددين بصوت واحد “طرد السفير واجب” وغزة غزة رمز العزة ، منشدين النشيد الوطني التونسي وهاتفين بحياة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي يتعرض إلى القصف الجوي للأسبوع الثاني على التوالي وراح ضحيته آلاف الشهداء مع تدمير كامل للبنية التحتية وقطع الإمدادات الضرورية للمواد الأساسية ،على غرار الغذاء والدواء والطاقة .

كما ندد المتظاهرون بمواقف دول الغرب وتحديدا فرنسا وانقلترا وامريكا المنحازة لكيان الاحتلال والداعمة لجرائمه وامعانه في ابادة الشعب الفلسطيني وسعيه لتصفية القضية الفلسطينية واستئصال المقاومة ودفع الشعب الفلسطيني نحو التهجير وممارسة سياسات التضليل لمخادعة الراي العام العالمي.
وأكد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي أن الجماهير العربية وكل احرار العالم أعادوا روح المقاومة للدفاع عن القضية الفلسطينية ، قائلا “ان الموقف الرسمي التونسي يعتبر مشرفا مقارنة بالأنظمة العربية الأخرى التي تتعامل بكثير من السلبية تجاه القضية .”
واضاف ان الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر راعية للإرهاب من خلال دعمها الأعمى للكيان الصهيوني ، متابعا حديثه أن بيان الكنفدرالية الدولية للنقابات لايتماشى والمظلمة التي يعرفها الشعب الفلسطيني ،حيث ساوى بين الجلاد والضحية ،وضم مواقف مناصرة للإجرام الصهيوني .
 من جهته، اعتبر الأمين العام لحزب الإنجاز والعمل عبد اللطيف المكي أن القصف الصهيوني الغاشم على قطاع غزة هو إبادة جماعية للشعب الفلسطيني و الهدف منه التهجير القسري وتصفية القضية ، قائلا إن الحضور الجماهيري الغفير في شارع الحبيب بورقيبة هو دلالة على أن القضية الفلسطينية حاضرة في وجدان التونسيين وهي قضية عدالة انسانية.  

وأشار الأمين العام للتيار الشعبي، زهير حمدي الى ان الموقف التونسي المشرف من الاجرام الصهيوني هو موقف مشرف للدولة التونسية ويعكس التصاق التونسيين بالقضية الفلسطينية التي حركت الشارع التونسي بكل فئاته وتوجهاته الفكرية والسياسية والثقافية 
وقال ان البرلمان التونسي يجب أن يسرع في سن قانون لتجريم التطبيع الذي اجتاح الدول العربية وأثر سلبا على القضية الفلسطينية ، مشددا على خيار المقاومة لدحر الاحتلال الصهيوني الغاشم. 
من جهته ، قال الناشط السياسي، محمد الحامدي ان الامة العربية تشهد لحظات فارقة وصعبة في ظل المجازر والقصف والتقتيل الذي يعيشه قطاع غزة منذ 12 يوما وما استتبعه من حصار وترهيب وتجويع وقطع لكل الامدادات الانسانية
وشهدت المسيرة حالة من التدافع و التراشق بالقوارير والكر والفر بين المتظاهرين والقوات الامنية المرابطة بالمكان التي منعتهم من اجتياز الحواجز الحديدية المتواصلة على امتداد كل المنافذ وجميع المداخل المؤدية الى سفارة فرنسا
وقد طالب رئيس الجمهورية قيس سعيد خلال اجتماع طارئ لمجلس الامن القومي المجتمع الدولي الى ان يتحمل مسؤولياته كاملة وان تطبق القوانين الانسانية التي تم وضعها ، داعيا كل شعوب العالم وكل انسان حر يستبطن الحد الادنى من القيم الانسانية ان يتحرك من اجل وقف هذه المذابح
جدير بالذكر ايضا ان المادة 18 من اتفاقية جينيف بشان حماية الاشخاص المدنيين في وقت الحرب المرخة في 1949 تنص انه لا يجوز بأي حال الهجوم على المستشفيات المدنية المنظمة لتقديم الرعاية للجرحى والمرضى والعجزة والنساء النفاس، وعلى أطراف النزاع احترامها وحمايتها في جميع الأوقات.