بنزرت/الحبيب العربي
وانا أطلع عن قرب ومن المصادر الرسمية حجم وأهمية الخدمات التي يؤمنها صندوق التأمين على المرض والفكرة السلبية السائدة في أذهان العديد من الناس، قفز إلى ذهني ذلك المثل الشعبي الموروث عن الأسلاف الذي يقول “كي لحمة الكرومة، متّاكلة ومذمومة”..
وتذكرت أيضا تلك القاعدة المعروفة في النفاق الإجتماعي “لا نحبّك.. لا نصبر عليك”..
أقول هذا بعد أن عرفت صندوق التأمين عن المرض بتونس من خلال تواصلي مع القائمين عليه بدءا بالرئيس المدير العام وبعض أعضاده السامين.. وبعد ان أدركت مدى الدور الإجتماعي الذي يلعبه هذا الصندوق خدمة لصحة المتقاعدين من صندوق التقاعد والحيطة الأجتماعية وكذلك صندوق الضمان الإجتماعي..
والفرق شاسع بين ما يدّعيه البعض من المتعاملين مع هذا الصندوق وبين ما يجتهد في تقديمه مسؤولوه لكل من يقصدهم..
فنحن كلما قرأنا تعليقا لأحد المرضى المسنين حول الكنام، كلما وقفنا على تشكّي أو تذمّر المتحدث عن الخدمات التي يسديها الصندوق الوطني للتأمين على المرض للمضمونين الإجتماعيين والمنخرطين به..
فهذا يشكو من مماطلة الإدارة في آجال استرجاع المصاريف.. وذاك يحكي عن تقصير الإدارة في التعامل معه، تارة يطالبونه بوثيقة وطورا يلزمونه بتوفير أخرى..
وفي كل هذا تعب للمسنين وإضاعة الوقت عليهم على حساب حرصهم وصحّتهم..
بنزرت : الإقبال المكثّف والخدمة الجيّدة..
وحتى أقف بنفسي على واقع تعامل صندوق الكنام مع من يقصدونه صباحا وبعد الظهر من كل يوم، ودون أن أعرّف بنفسي، قصدت قبل أيام مركز بنزرت الواقع في أول المدينة من جهة الجسر المتحرك، قبالة المركز التجاري “بنزرت سنتر”..
هناك دخلت قاعة الإنتظار عند العاشرة فوجدتها مكتظة بالمتواجدين.. هذا يودع ملفه الإداري والطبي لاسترجاع مصاريف تحاليل وأشعة وعلاج.. وآخر ينتظر دوره لتسليم وثيقة مطلوبة..
اول ملاحظاتي هي المتمثلة في موقع المركز الذي يبدو أنه غير ملائم بالنظر لحجم الخدمات التي يقدمها يوميا وللعدد الكبير من مرتاديه في كل يوم..
هؤلاء، أصحاب السيارات منهم على الخصوص، لا يجدون مكانا يأوون به عرباتهم مما يضطرّهم إلى إضاعة بعض الوقت قبل دخول المركز..
فضلا عن ذلك، فضاء شبابيك إسداء الخدمات به ضيّقة جدا.. ستّة شبابيك فقط تبدو غير كافية..
ما لاحظته أيضا هو ذلك التعامل الهادئ للأعوان مع ضيوفهم، بدءا بالإستقبال الذي به عون “واسع البال” يحسن مخاطبة زائري المركز ووصولا إلى العاملين بالشبابيك الستة وكلهم انضباط وجدية في قبول المواطن وتلبية رغبته او توجيهه..
امر آخر، ولو أنه مفروغ مته، هو نظافة المكان..
خلاصة القول بعد كل الذي لاحظناه هي المتمثّلة في ضرورة إحداث مركز جديد أكثر اتساعا وقدرة على استيعاب مئات الزائرين في كل يوم، في مكان تتوفر به كل المرافق الضرورية بما في ذلك مأوى للسيارات..
بنزرت السبّاقة..
من محاسن الصدف، ربما، أن كانت بنزرت هي السباقة بين مدن الجمهورية في إحداث مركز بها يقصده طالبو الخدمة من مختلف جهات الشمال على الخصوص.. كان تدشين المركز يوم 24 أكتوبر من سنة 2005..
منذ ذلك الوقت، وسكان بنزرت المحتاجون لخدمات الكنام ما عادوا ينتقلون للعاصمة لقضاء شؤونهم في الغرض..
وهذا يّحسب للكنام بطبيعة الحال..
ويحسب لها أيضا أن قررت قبل أسابيع تركيز آلة لاستخراج بطاقات منظومة “لاباس” التابعة للكنام في مركز مدينة بنزرت.. وهي الآلة الأولى في مراكز الجهات عامة..
تدشين انطلاق العمل بهذه الآلة كان يوم الثلاثاء الماضي، 4 أفريل الجاري، بحضور الرئيس المدير العام بنفسه، السيد كمال المدّوري، وكذلك السيد فتحي شتوان، مدير النظام القاعدي للتأمين على المرض بالكنام وأيضا السيد ناصر الذراوي رئيس مركز بنزرت..
يُذكر أن لولاية بنزرت ثلاثة مراكز متواجدة في بنزرت المدينة ومنزل بورقيبة وراس الجبل..
وللوقوف على اهمية هذه البطاقة تحدثنا الى السيد فتحي شتوان فقال :
زيارتي اليوم برفقة الرئيس المدير العام الى بنزرت تندرج في إطار برنامج تبادل المعطيات بين إدارة الكنام ومقدمي الخدمات الصحية ونحن اليوم دخلنا المرحلة الثانية المتمثلة في طباعة بطاقة “لاباس” في مستوى المراكز الجهوية والمحلية..
بنزرت هي المركز الأول الذي ركزنا به هذه الآلة، بعدها منوبة ثم تأتي المراكز الأخرى داخل الجمهورية..
وعليه، كل مضمون اجتماعي في جهة بنزرت، او حتى من خارجها غير متحصّل على بطاقة “لاباس” بإمكانه التوجه إلى مركز بنزرت واستخراج بطاقته على الفور..
مدير مركز بنزرت :
مركزنا ريادي وخدماتنا نريدها ريادية..
وحتى تكتمل الصورة لدينا اكثر، طلبنا مدير مركز بنزرت منه مقابلة قصيرة فرحب بنا..
قلنا له قدم لقرائنا نفسك ومركزك وجل الخدمات التي تسدونها لكل من يقصدكم في مركز بنزرت..
قال : أنا ناصر الذراوي، مدير مركز بنزرت للكنام..
هنا يودع المضمونون الإجتماعيون ملفات حوادث الشغل والأمراض المهنية والتأمينات الإجتماعية، كما بإمكانهم إيداعها في أحد شبابيك صندوق الضمان الآجتماع ببنزرت، واد المرج.. ..
ومن بين مؤشرات نشاط مركزنا نذكر أننا تقبلنا في سنة 2022 وحدها عدد 114868 مطلب خدمة صحية من بينها 67562 مطلب استرجاع مصاريف..
علما بأن استجابتنا لكل مطلب لا تتعدى الثمانية أيام..
مركزنا هذا يغطي عادة معتمديات بنزرت الشمالية، بنزرت الجنوبية، جرزونة ومنزل جميل بالإضافة إلى سجنان بحساب يوم الخميس من كل أسبوع والعالية كل اثنين.. وكلا اليومين يتزامنان مع السوق الأسبوعية..
مع الإشارة الى فرع منطقة الروابي من مدينة بنزرت التابع لنا والخاص بتصفية فواتير مسديي الخدمات الصحية بالقطاعين العام والخاص..
63366 هو عدد بطاقات العلاج التي سلمناها لمستحقيها خلال سنة 2022..
منصة إلكترونية وبطاقة “لاباس”..
