بنزرت: كتب الحبيب العربي

كتب قبل قليل أحدهم متوجها لكبارنا في السن الذي عاشوا معركة بنزرت وشاهدوا هول ما حدث فيها من دمار وخراب تعمّدت فرنسا القيام بهما في مدينة بنزرت..ومن قتل لأبرياء نحسبهم شهداء عند الله ومن تشريد للسكان..

قال لهم : العيب عليكم إن لا ترووا لأبنائكم اليوم كل ما فعل بنا المستعمر الفرنسي حتى لا يلفّ النسيان كلّ ما حدث ويمحوها من ذاكرة أجيال التونسيين عامة..

أقول : ..والعيب أيضا في الدولة التونسية التي تريد أن تمحي من ذاكرتها تلك الحرب التي خلفت مئات من الشهداء إن لم نقل آلافا لأن الرقم لم يحدد بعدُ..

فالدولة التونسية، ومنذ سنة 1963، لا تحتفل إلا بذكرى الجلاء وتتناسى حرب بنزرت أو تتغافل عنها..

ربّما هي تريد تذكّر الفرحة ولا تريد العودة بالذاكرة إلى تلك الحرب وما فعلته ببنزرت والبنزرتية..

العيب فيك يا تونس أن تطمسي معاناة شعب بنزرت، كامل ولاية بنزرت، في تلك الحرب غير المتكافئة بيننا كتونسيين وبين الفرنسيين، إحدى القوى العظمى في العالم..

العيب فيك يا تونس لما تفوّتي على نفسك في كل عام فرصة تذكير شعبك بالملحمة الحربية التاريخية التي خاضتها تونس بكل بطولة حيث دعت التونسيين للتطوّع لحرب بنزرت فجاؤوا من كل الولايات لابسين زي العمال وحاملين بأيديهم عِصِيا ليس إلا..

العيب فيك يا تونس ألاّ تحيي في كل جويلية من كل عام ذكرى الحرب وتكرّمي المساهمين فيها من الأحياء والأموات على مرأى ومسمع من كل العالم.. تماما كما تفعل بلاد الغرب في كل سنة احتفالا بالحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية وبحروبها الإستعمارية الأخرى..

فمتى تتحرك همّتك يا تونس وتأذني بفتح الأرشيف العسكري في وجه كل الشعب التونسي..

ثم متى يا تونس تحتفلين يوم 19 جويلية من كلّ سنة بذكرى اندلاع حرب بنزرت سنة 1961 ؟.