يعرف النادي الأولمبي بالكرم منذ فترة حالة من التخبط الإداري نتيجة التباين الكبير في وجهات النظر داخل الهيئة المديرة بما أثر على سير العمل به ودفع عدة أعضاء إلى الاستقالة أحتجاجا على ما يعتبرونه سوء تسيير وانفراد بالقرارات وتهميش دورهم كأعضاء فاعلين من المفترض أن لا يتم تجاوزهم في كل قرار يتم أخذه وله تأثيره على مسيرة النادي.
اتهامات والتفقدية على الخط
وقد خرج الخلاف إلى العلن ناهيك أن الأمر بات ينطوي على اتهامات يوجهها بعض الأطراف إلى أطراف أخرى وصلت الى حد الاتهام بالفساد ودعوة وزارة الشباب والرياضة إلى التدقيق في مداخيل ومصاريف الفريق للوقوف على مكامن الإخلالات ومحاسبة مرتكبيها، ويبدو أن الوزارة كلفت تفقديتها العامة بالبحث في المسألة حسب ما أكده بعض الأطراف.
طلب عقد جلسة عامة انتخابية
وقد دعا المستقيلون من الهيئة إلى ضرورة الدعوة الى عقد جلسة عامة انتخابية بعد أن باتت الهيئة الحالية من وجهة نظرهم فاقدة لكل شرعية لسببين رئيسيين أولهما انتهاء عهدة الهيئة الحالية يوم 30 جوان الفارط وثانيهما تجاوز عدد الاستقالات نصف اعضاء الهيئة، فمن بين الاعضاء التسعة الذين تتكوّن منهم الهيئة تقدم خمسة منهم باستقالاتهم، واعتبروا أن الذين بقوا في الهيئة هم أقلية لا يتيح لهم النظام الأساسي للجمعية مواصلة تسييرها باعتبار أن الهيئة تعتبر منحلة آليا لافتقادها النصاب القانوني بما يجعل قراراتها مشوبة بعيب عدم الشرعية. وطالبوا بالتالي بإيقاف نشاط النادي مؤقتا إلى حين إجراء الانتخابات أو تعيين هيئة تسييرية.
لكن الذين بقوا في مكتب الهيئة ورغم أنهم أقلية فإنهم يعتبرون أن مصلحة الفريق تقتضي مواصلة نشاطه بغض النظر عن عدد المستقيلين لأن طبيعة نشاط الفريق تأبى الانقطاع أو التوقف لأن لذلك آثارا سلبية قد تعصف بكامل كيان النادي.
بين الواقع والقانون
ويعود تشبث الأعضاء الذين لا يزالون يباشرون مهامهم ويسيرون الفريق بعدم الدعوة الى انتخاب هيئة مديرة جديدة إلى الفصل 42 من النظام الأساسي للنادي الذي ينص على أنه في حالة وفاة أو استقالة أو رفت لأحد الأعضاء مهما كانت صفته لا يتوقف نشاط الجمعية.
غير أن هذا الفصل لا ينطبق على الوضعية التي يعيشها الفريق في الوقت الراهن باعتبار أن الأمر لا يتعلق بوفاة أو استقالة أو رفت أحد الأعضاء بل إن الأمر بات يشمل أكثر من نصف الأعضاء وهم علي بن سالم ونور الدين الضاوي ومكرم اليوسفي ووليد الحضري وشهرزاد عمارة بما يجعل الهيئة في حكم المنحلة لعدم امكانية اتخاذ أي قرار لغياب النصاب فيها.
زد عليه أن الحالة التي يمر بها النادي الأولمبي بالكرم بنظمها الفصل 44 من النظام الأساسي الذي يوجب ويلزم بضرورة الدعوة إلى جلسة عامة استثنائية لانتخاب هيئة جديدة عند حصول شغور في الهيئة يفوق النصف.
وهذا الإلزام الترتيبي يفرض على رئيس الهيئة التي فقدت نصف أعضائها الدعوة الى جلسة عامة استثنائية انتخابية لأنه يكون في خلاف ذلك قد تجاوز مقتضيات النظام الأساسي للجمعية وبات يتولى ومن بقي معه تسيير جمعية على خلاف الصيغ القانونية وتصبح كل أعماله باطلة لأنها تفتقد لأهم أساس لشرعيتها وهو النصاب.
أين الجلسة العامة التقييمية؟؟
وفضلا عن افتقاد الهيئة لاغلبية أعضائها فإن الفريق وعلى خلاف ما توجبه التراتيب الجاري بها العمل لم يعقد حسب ما بلغنا جلسته العامة التقييمية لموسم 2021-2022 كما استمرت الهيئة أو ما تبقى منها في تسيير النادي إلى حد اليوم مع أن مهامها انتهت قانونا يوم 30 جوان الفارط دون ان تقدم كشفا في مواردها ومصاريفها ونشاطات الفريق للمنخرطين والهياكل الرسمية باعتبارها تتلقى دعما من المال العمومي.
هل هو سعي لتصحيح الوضع؟
رغم أن الأعضاء المستقيلين يؤكدون أنهم وجهوا استقالاتهم الى الهيئة بطرق قانونية فإن هناك سعي من قبل البعض لعدم سحب المراسلات مضمونة الوصول من البريد حتى يظهرون بأنه لا علم لهم بالاستقالات، فإن البلاغ الذي صدر مؤخرا يؤكد أن الهيئة بلغتها الاستقالات حيث ذكرت أنه على اثر ورود مراسلتين على الكتابة العامة للنادي الأولمبي بالكرم بتاريخ 24 اوت 2023 تضمنت الأولى استقالة العضوة شهرزاد عمارة والثانية استقالة الاعضاء الاتي ذكرهم: -على بن سالم ونور الدين الضاوي ومكرم اليوسفي ووليد الحضري
وعملا بمقتضيات الفصل 40 من القانون الاساسي للجمعية يعتبر كافة الاعضاء المذكورين اعلاه مستقيلين من مهامهم صلب الهيئة المديرة المنتخبة بداية من بلوغ المراسلات 24 اوت 2023 وعليه تم مراسلة الهياكل المعنية و القيام بالاجراءات القانونية اللازمة
تعهد مهمة تسيير الجمعية الى بقية الاعضاء المنتخبين الى حين انعقاد جلسة عامة انتخابية للفترة النيابية 2023-2026 عملا بمبدإ ديمومة ومواصلة نشاط الجمعية طبقا للفصل 42 من القانون الاساسي.
هيئة تسييرية لتصحيح الوضعية
ودون شك فإن الهياكل المعنية وهي أساسا المندوبية الجهوية للشباب والرياضة بتونس ووزارة الشباب والرياضة وكذلك السلط المحلية والجهوية ستأخذ الأمور على عاتقها لتصحيح الوضع في النادي الأولمبي بالكرم، باعتبار أن الأمر يقتضي أمام انعدام النصاب القانوني تعيين هيئة تسييرية تتولى تسيير الفريق مع الحرص على الدعوة إلى عقد جلسة عامة انتخابية في أقرب الأوقات.
رئيس التحرير