إلتقيناه في صالون الرواق سوسة جوهرة بمناسبة مشاركته المتميزة في المعرض الجماعي”قلق” Anxiety,وبادرناه بالسؤال عن السيرة الذاتية وما جاورها من خصوصيات فتاكٌد لنا أن الفنان حكيم صفر رغم ان رحلته على تخوم الرسم تنحت عتبتها الاولى، ممتلئا بثقافة تشكيلية كافية بان تجعل منه مشروع فنان قادم السنوات ومهيٌئا بان يفتك مكانه في المشهد التشكيلي إن توفرت في شخصه المثابرة وطول النفس والايمان بإمكاناته الابداعية التي تنتظر ان تتجلى وتنهمر على سطح القماشة، قبالة هوس متقادم انتاب الرسام حكيم صفر …. حيث اقتادنا اللقاء في التعرف على مرجعياته الاولى وتقنيات اشتغاله على اللوحات، فافادنا بانٌ التقنيات التي يستعملها في أغلب اعماله هي التشكيل والنحت على الطين المدعوم بالاسلاك الحديدية، بعد انهاء عملية النحت يقوم بتلوينها ببهارات الاكرليك،

هذا بفضل اكتسابه الكثير من الخبرات و المعارف ذات العلاقة بالنحت على مدى خوضه لتجربة ذاتية تواصلت 5 سنوات، لتتكون لديه الروح الفنية بواسطة فضوله الجامج لاقتناص نصيب من المعرفة المتعلقة بمجالات فنية مختلفة تضيف قيمة وخصوصية للمسته الاستثنائية، مما خلق لديه الرغبة في اقتحام مناخات لأجناس فنية جديدة مغايرة للمعهود هي فنون تبدو من أول وهلة غريبة عنه مثل الرسم
نظرا لتاثره الكبير بالمدرسة السريالية نذكر من ابرز روّادها الفنانين الذين أثٌروا في مجال عمله الفني القريب من الدهشة ووجهوا ريشته نحو مسار متفرد ونحتوا وجهته التشكيلية من ذلك : سالفدور دالي ،اندري بروتن و”رينيه مقريت.”
شارك الرسام حكيم صفر في الكثير من الورشات الفنية بعدد من التظاهرات آخرها السمبوزيوم بمدينة المهدية أين تمكٌن من عديد الفرص والمواعيد ليضاعف من ثقته في إمكاناته .
حين نسعى لتجتمع لوحات الرسام حكيم صفر لا يمكن تصنيفها برسم عادي بل هي أقرب إلى منحوتات تروي حالة وجودية وشعور انساني يعبر إما عن الخوف او الحيرة، تجبر المتلقي للوقوف عندها باعتبار اقترابها للحالة الانسانية في مختلف ايقاعاتها وتعبيرها الصادق عن القلق المستمرٌ الذي ينتاب الإنسان في هذا العصر العاصف بالتقلبات، لذا من الصعب تصنيف رسوم حكيم صفر بالعادية المتداولة عند معظم الرسامين، بل يمكن نعتها وتوصيفها برواية الحالة وتجسيمها أشبه بلقطة تعبيرية او مشهدية ناطقة تعكس هاجس الخوف من القادم والشعور بتململ الذات وقلقها المستمر فكأني بالرسام واع بنواميس فلسفته التشكيلية او بشكل آخر الصورة “الهوليودية” التي نسجها باتقان حكيم صفر فتتراء إلينا اقرب إلى مشاهد سينمائية تغلب عليها التيمة العجائبية الباهرة لتشدٌ إليها الناظر شدٌا قويٌا وتنسحب على صفة الرسام: حكيم صفر ، صفة …. “الهيتشكوكي الصغير”.

        ✒  جلال باباي