بنزرت من الحبيب العربي
رغم صعوده لأول مرة في تاريخه منذ تأسيسه في اوت من سنة 1963، نجح فريق الكوكب الرياضي بمنزل جميل في تحقيق نتائج جدّ باهرة جعلته ينهي موسمه الأول في المستوى الأول من رابطة الهواة محتلا المرتبة الخامسة في سلّم الترتيب وقد كان قبل جولات قليلة فقط من نهاية الموسم قاب قوسيْن أو أدنى من اللعب من أجل المرتبة الاولى..

المرتبة الخامسة في الترتيب العام بين فرق لها أقدمية في المستوى الأول، بل في المحترفتين الأولى والثانية، تعني أن فريق الكوكب قد كان في مستوى مكانة أسمه وأن كعبه بين فرق المجموعة الأولى كان عاليا..
بطبيعة الحال، الفضل في تحقيق هذا الإنجاز المُعتبر الذي قلما حققه فريق حديث الصعود من الرابطة الجهوية إلى المستوى الثاني ثم في موسم واحد إلى المستوى الاول، يعود إلى إدارة وتسيير الجمعية ككل برئاسة الأستاذ هشام الخضراوي.. ثم إلى الطاقم الفني بقيادة المدرّب هيثم المزّي الذي أكد مرة اخرى أنه من طينة “الكبار” في عالم الكرة في مستوى الهواة..
ثم أخيرا، الفضل يعود إلى اللاعبين الذين كان عطاؤهم بلا خوف ولا تقصير فكانوا ابطالا فوق الميدان وكان تتالي المباريات بين الأسبوع والآخر يزيدهم يقينا بأن مجموعتهم تمثل فريقا لا يستهان به خارج منزل جميل وصعب المراس حين يستقبل منافسيه في ملعب “البعالي”…
سألت أنصار الكوكب الجميلي والفنيين العارفين بخفايا لعبة كرة القدم عن أبرز لاعبِي “الكوكب” في هذا الموسم الذي اتفق الجميع من حوله على أنه موسم استثنائي فقالوا أن كل اللاّعبين، دون استثناء، كان مردودهم في كل المباريات راقٍ.. إلا أنهم اتفقوا جميعا على أن هناك في فريق الجميلية خمسة لاعبين على الأقل قادرون على اللعب مع فرق في المحترفة الاولى..
وابرز هؤلاء، ذكروا لي الأخويْن التوأميْن حافظ وحسّان قدّاشة..
الأول يشغل خطة مهاجم وهو هدّاف كوكب منزل جميل في هذا الموسم برصيد ثمانية اهداف، ما يعني انه قنّاص جيّد للفرص في الخط الأمامي لفريقه كما انه يحسن التمركز بين دفاع المنافس ومن ميزاته أنه يجيد اللعب بالرِّجل اليمنى كما بالرّجل اليسرى فضلا عن حذقه التمرير والتهديف بالرأس..
والثاني يلعب في خطة متوسّط ميدان هجومي.. نظرته فوق الميدان ثاقبة.. تمريراته دقيقة.. وخاصيته الهجومية الأخرى أنه يحسن التصويب من بعيد والتهديف كلما وجد نفسه في موقع مناسب لذلك، بالإضافة إلى دوره المتميّز “كفكّاك” كرة وقاطع لهجومات الفريق الآخر الى جانب حسّه الدفاعي كلما كانت الكرة بحوزة المنافس..
كل هذه الخصال التي ذكرناها جعلتهما يخطفان الانظار في كل مباراة وجعلت العديد من الفرق بجميع درجاتها تتمنى لو كان الاخوان قدّاشة بين لاعبيها.. بل ان بعض الفرق عبرت عن رغبتها في ضمّهما لصفوفها.
فهل يلتحق التوأمان قدّاشة في هذه الصائفة بالنادي البنزرتي، ليكونا ثاني توأمين بالأكابر بعد الأخوين الرحيمي ؟…
للتذكير، الرئيس السابق للنادي البنزرتي، عبد السلام السعيداني، ذو العين التي لا تخطئ في اختيار اللاعبين، كان قد أراد التعاقد معهما لما كانا في صنف الاواسط..
ام اننا سنراهما في الملعب التونسي او في النادي الإفريقي أو الملعب الإفريقي بمنزل بورقيبة ؟ وهي الفرق التي تتابع عن قرب اللاعبين.

فماذا يمكن أن نعرف أكثر عن الأخوين حافظ وحسّان قدّاشة؟..
هما من مواليد 26 نوفمبر 2001 بمنزل جميل.. متألقان جيدا في الدراسة حيث أنهما سيتخرّجان قريبا بشهادة الهندسة في الإعلامية..
بدأت مسيرتهما في كرة القدم منذ الأكاديمية مع مكتشفهما صالح صالاص ثم تدرجا من الاداني الى الاواسط في النادي البنزرتي ليعودا بعد ذلك إلى كوكب منزل جميل.. إنسانيا، هما هادئان في الطبع.. طيّبان في المعشرة.. وسلوكهما حسن..
وكل هذا طبعا راجع إلى التربية السليمة التي تلقّياها في البيت حيث الوالدان حسن قدّاشة وسهام الزمّوري وحيث الأخت الكبرى آمنه قدّاشة الدكتورة في الطب التي لم تدخر جهدا في مساعدة أبويها على تأطيرهما وتربيتهما تربية سليمة..
للاخوين حافظ وحسّان أخت أخرى متزوجة ومقيمة بالخارج، هدى قدّاشة، هي ايضا دكتورة في الإقتصاد والتصرف وهي كذلك قد ساهمت بقدر لا يقل أهمية عن قدر شقيقتها الأخرى في رعاية التوأمين الناجحيْن سمعة ودراسة والفنانيْن في لعبة كرة القدم.
الحبيب العربي