بمناسبة الذكرى 37 لإحراز النادي البنزرتي على كأس الكؤوس الإفريقية يوم 3 ديسمبر  1988 …  وقد كان ذلك بعد تصفيات عسيرة مرّ بها فريق قرش الشمال بداية من نادي الحرّآش الجزائري بقيادة المدرب يوسف الزواوي، ونهاية بفريق نيجيريا العتيد نادي رانجرز بيس الذي تعادل معه النادي البنزرتي في مباراة الذهاب بلاغوس، عاصمة نيجيريا 0-0 ثم انتصر عليه في لقاء الإياب بملعب المنزه بالعاصمة التونسية 1-0، هدف المهاجم المدافع في الأصل حمده بن دولات.. وقد كان مدرّب النادي البنزرتي آنذاك المرحوم منصف المليتي..

وبالمناسبة التي ذكرت، كانت لي يوم امس “لمّة” في بيت المرحوم منصف المليتي، بمدينة بنزرت وقد كنت مرفوقا بالحارس الكبير في زمن الثمانينات أحمد بورشادة…

في بيت المرحوم سي منصف، استقبلتنا ببيته الأنيق أرملته السيدة اسمهان التريكي وأبناؤه لمجد ووئام ومجدي..

حوارنا مع أهل الدار كان حول مسيرة الراحل، مهندس الفوز بأول كأس قارية إفريقية تحرزها بلادنا تونس من خلال فوز النادي البنزرتي بها..

منصف المليتي مع المنتخب

حديثنا كان شيّقا وجميلا وفيه الكثير من الشجن كلما ذكرنا منصف كلاعب اولا بالنادي الصفاقسي ومستقبل المرسى وبالمنتخب الوطني في خطة ظهير أيسر ثم كمدرّب مرّ، من بين ما مرّ، بمنتخب الاواسط وكذلك كمدرب  لأكابر سلطنة عُمان وهو اول مدرب يشرف على منتخب خارج الحدود..  وأخيرا مدربا للنادي البنزرتي في موسم 87-88..

وتعقيبا على حوارنا يوم أمس الذي كان مباشرا بصفحتي بالفايسبوك، قرأت في إحدى الصفحات الهامة الخاصة التي تعنى بالرياضة عامة وبكرة القدم في بلادنا خاصة وفي الخارج، football tunisie، مقالا للأستاذ المؤرّخ عماد الدهماني حول الراحل منصف المليتي ومسيرته كمُربّي اولا ثم كلاعب وكمدرب في كرة القدم قال فيه :  “رحم الله اللاعب والمربي والأستاذ والمدرب القدير المنصف المليتي، ولد في 18 جويلية 1948، بصفاقس اصيل مليتة بقرقنة، ابن النادي الصفاقسي. منصف المليتي، لمع كلاعب في النادي الصفاقسي في السبعينيات مع جيل حمادي العقربي، رؤوف النجار ، دلهوم ، عقيد …

ومع المنتخب الوطني مع عتوقة وشقرون وجنيّح ورتيمة والمغيربي ومحسن حباشة ومراد حمزة والطاهر الشايبي وغيرهم… لعب في خطة ظهير ايسر وكانت تغلب عليه النزعة الهجومية، لذلك عُرِف بلقب “تيري كوبر” تونس لتشابهه مع المدافع الايسر المهاجم لفريق ليدز يونايتد والمنتخب الانقليزي Terry Cooper  .

اعتزل اللعب سنة 1975 واتجه الى دراسة اللغة والآداب العربية وتحصل على شهادة خولت له التدريس،  ثم درَس الرياضة وكرة القدم بسويسرا والمغرب وتحصل على ديبلوم تدريب، درب اثرها عدة فرق تونسية وخليجية.

كان له دور هام في حصول” السيابي” على أول كأس افريقية لتونس في 3 ديسمبر 1988، امام رنجرس بيس النيجيري بقدم الساحر حمدة بن دولات في الدقيقة 11 .

أحب منصف المليتي بنزرت واحبّته وقضى فيها آخر سنوات حياته الى القدر المحتوم ووفاته يوم الأحد 4 جانفي 2015 عن سن تناهز 67 سنة.

كل الرجاء والأمل ان تكرم روحه الطاهرة من أبناء “السيابي” ومن المشرفين على الكرة التونسية عرفانا لما قدمه هذا الرجل وغيره ممن جلبوا الأمجاد للرياضة التونسية وقد بقي اثرهم ساكنا في الوجدان الرياضي الوطني التونسي.

الحبيب العربي