بنزرت من الحبيب العربي

بعد العرض الموسيقي “النوبة المعطّرة” لمحمد علي كمّون  بالمركز الثقافي الشيخ ادريس ببنزرت في إطار أكتوبر الموسيقي من تنظيم مندوبية الثقافة ببنزرت –  العرض كفكرة شيء جميل حيث تضمن جولة بين تراث عديد المناطق بالبلاد التونسية..  – إلا أن الأمر كان يتطلّب بحثا اعمق في تراث جهات بلادنا حيث لاحظنا محاولة ترديد الأغاني الخاصة بهذه المنطقة وتلك دون التمكن من ادائها بلحنها الأصلي ولا بلهجة أهاليها، فضلا عن محاولة الاجتهاد في تقديمها على امل التجديد..

لا، يا سادة،  التراث الموسيقي يجب أن يُغنَّى كأصله، وبالتالي يكون لزاما على من يريد ترديده أن يلتزم بكل خاصياته بما في ذلك الالات الموسيقية التي عرفناها وحفظنا اسماءها عن ظهر قلب منذ العقود الطويلة..

جانب آخر لابد من الحديث فيه هو المتعلق بالمؤدّين لتلك الأغاني التراثية التي استمعنا إليها خلال المائة دقيقة هي مدة عرض النوبة المعطّرة…  

جميعهم لقّبوا بالفنان أو الفنانة في حين أنهم كانوا في معظمهم مبتدئين..

ثم إن اصواتهم لم تكن في مستوى قوة الأصوات التي تعودنا على سماعها وهي تردد الأغاني التراثية لتلك الجهات…

وآخر ما تجب الإشارة إليه هو أن الفرقة كانت بكل ألاتها تعزف كل الأغاني، بما فيها حتى التي تعتمد في الأصل “البندير” وربما “القصبة” وقد كان “الاورغ” هو الطاغي على الجميع…

وعن براعم المعهد العمومي للموسيقى والرقص ببنزرت، جميل أن وقع تشريكهم في العرض ولو أن الوقت المخصص لهم كان قصيرا جدا..

وبالمناسبة نقترح أن يقع إعداد عرض طفولي خاص بهم يؤدون فيه أغاني واناشيد الأطفال بالعربية والدارجة وكذلك بالفرنسية…

وعن مشاركة “دالي السطمبالي” في العرض، فقد كان في مستواه المعهود وقد عزفت له الفرقة التي كانت جيدة في عزفها عامة أغنية من التراث السوداني أو ما شابهه..

محمد علي كمون صاحب فكرة العرض وقائد الاوركاستر نشد على يديك وندعوك إلى البحث أكثر في تراث الأغنية التونسية التي تختلف من جهة إلى أخرى، تماما كما اختلاف لهجات أبناء وطننا من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه.

الحبيب العربي