بقلم: فوزي الصبابطي
رئيس جمعية المدربين التونسيين لكرة اليد

رحل عن دنيانا يوم أمس أحد أعمدة الرياضة التونسية، وأحد رجالاتها الكبار:
هاشمي رزق الله – أستاذ التربية البدنية، اللاعب الدولي السابق، نجم ASPTT وفريق الماني والترجي الرياضي التونسي، والمدرب الوطني الذي حمل راية تونس عاليًا في ملاعب العالم.

لكن رحيله لم يكن في مستوى عطائه. لم تحضر الجامعة التونسية لكرة اليد. لم يحضر مسؤولو وزارة الرياضة. لم تُخصص له جنازة وطنية أو سيارة نقل لائقة برمز من رموز الرياضة… بل نُقل جثمانه الطاهر على متن شاحنة قديمة لنقل البضائع!

مشهد أبكى زميله القديم،الحاج عبد الطيف الكلاني الذي لم يتمالك نفسه وقال بمرارة:
“هذا سيكون مصيرنا جميعًا… بعد أن خدمنا الوطن وأعطيناه كل ما نملك.”

هل هكذا نُكافئ أبطالنا؟ هل هكذا نودّع من صنعوا أمجاد الرياضة التونسية ورفعوا علمها في المحافل الدولية؟

لقد أثبتت هذه الحادثة أنّ المسؤولين الحاليين، سواء في الهياكل الجامعية أو في الوزارة، لم يكونوا في مستوى اللحظة. لم يفهموا أن تكريم الأبطال ليس ترفًا، بل هو واجب وطني وأخلاقي.

وحده الترجي الرياضي التونسي، وفاءً منه لرجاله، أرسل لاعبيه ورفعوا نعشه ملفوفًا براية فريقه. مشهد يختزل الفرق بين الوفاء الشعبي والغياب الرسمي.

إنّ قضية الراحل هاشمي رزق الله ليست مجرد حادثة فردية، بل هي جرس إنذار لكل من يعنيه أمر الرياضة في تونس:

كيف نعامل رموزنا بعد وفاتهم؟

كيف نُعلّم الأجيال معنى الوفاء والتقدير؟

وكيف نزرع الثقة إذا كنا ندفن أساطيرنا في صمتٍ مُهين؟

رسالة إلى المسؤولين:
التاريخ لا يرحم. والأمم التي لا تكرّم أبطالها أحياءً وأمواتًا، لا تستحق أن تحلم بمستقبل رياضي مشرّف.