بقلم الحبيب العربي

استمعت قبل قليل إلى أحدهم متحدثا عن الإعلام في بلادنا مثيرا موضوع مساندة العالم ذي النزعة الإنسانية لشعب غزّه في مقابل انغماس الإعلام التونسي في بيع “الطناجر” وتجهيزات مطابخ بيوتنا..

طبعا هو يتحدث عن تلك القنوات التلفزية الخاصة في بلادنا التي جنحت إلى اعتماد الإشهار لمنتوجات السوق والمصانع كي تحقق الربح التجاري الذي هي تسعى إليه في نشاطها…

استمعت إلى المتحدث فهزني هذا الخلط بين وسائل الإعلام وتوجهاتها وانتماءاتها السياسية وخطوطها التحريرية..

وبالمناسبة، انا أشمئز دائما من الكثيرين ممّن يتناولون الإعلام في تعاليقهم فيضعون كل الإعلام وكل الإعلاميين في سلة واحدة والحال أن هناك الكثير من الاعلاميين الشرفاء يعملون بنزاهة وحيادية ديدنهم في ذلك المصلحة الوطنية.

رغم اختلاط “الحابل بالنابل” فلابد من التمييز بين الغث والسمين وعدم اطلاق التهم جزافا على كل وسائل الإعلام ورجال ونساء الإعلام… رغم سلبيات القنوات الخاصة التي اختص عدد منها في إثارة النعرات الجهوية  واعداد برامج “اباحية” و”ايحائية” وغايتها بطبيعة الحال كسب أكبر عدد من المشاهدين بما يجعل المستشهرين يقبلون عليهم بعدد أكبر..

كما أن في وسائل الإعلام هذه، بتاريخهم غير “النظيف” وبسوابقهم العدلية والسجنية حتى، وليس بسبب مواقفهم الأخلاقية أو النضالية في سبيل الوطن، بل لمخالفات وجرائم ارتكبوها..

في المقابل، نجد الإعلاميين الذين اختاروا نهج الإستقامة والنظافة خارج نطاق العمل لأنهم يحملون رسالة واضحة ولا حياد عنها وهي اعلام حر ونزيه…

ولذا لا تسحبوا الصفات التي لا تشرّف على كل الإعلاميين بمختلف اختصاصاتهم..  ولا تخطئوا في حق من كان ناصع البياض في سلوكه ومعاملاته داخل الإعلام وخارجه..

وأخيرا، رجاء، لا تسحبوا صفة إعلام العار إلا على من هو عار على الإعلام.

الحبيب العربي