
مثّل مهرجان بلاريجيا الدولي بجندوبة خلال دورته 49 الحالية فضاء ثقافيا لاحتضان القضية الفلسطينية وتكريم مناضليها، حيث انتظمت أمس الإثنين 11 أوت بفضاء المركّب الثقافي “عمر السعيدي” ندوة فكرية بعنوان “القضية الفلسطينية :الحاضر والمستقبل” أدارها المربي نور الدين العريضي وأثثها الدكتور ابراهيم الرفاعي أستاذ العلوم السياسية بجامعة تونس وذلك بحضور رئيس مكتب الحقوقيين الفلسطينيين والامين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب حسين شبانة، الذي ألقى كلمة سلط فيها الضوء على الوضع الراهن في الاراضي المحتلة، وذلك وسط حضور مميّز من أهالي الجهة وفاعليها الثقافيين وهياكل المجتمع المدني والتي أكّدت من خلال حضورها نصرتها للحقّ الفلسطيني وانتصارها للمقاومة.
كما تسجّل القضية الفلسطينية حضورها في هذا المهرجان وخاصة في دوراته الاخيرة من خلال تخصيص سهرات للاحتفاء بها وبالاغنية الملتزمة بهذه القضية وسط تفاعلات هامة من الحضور كاحدى الثوابت الاساسية في البرمجة العامة لهذا المهرجان والذي يستضيف غدا 13 أوت الجاري “فرقة الكوفية للتراث الفلسطيني”لتقدّم عرضا فنيا على ركح مسرح الهواء الطلق بالمركّب الثقافي “عمر السعيدي”بجندوبة وذلك باشراف والي الجهة الاستاذ الطيب الدريدي حيث ستقدّم هذه الفرقة لوحات استعراضية مستوحاة من التراث الفلسطيني وتمزج بين الرقصات الشعبية والموسيقى والأزياء التقليدية في تعبير فني حيّ عن روح المقاومة والصمود كما يجسد هذا العرض الذي يأتي في إطار تعزيز التعاون الثقافي بين تونس وفلسطين التراث الفلسطيني الأصيل من خلال لوحات فنية راقصة يقدمها اطفال وشباب الفرقة تعبيرا عن تمسّك الطفل الفلسطيني بذاكرته وهويته الثقافية، فيما تبرز الدبكة الفلسطينية من خلال اداء لوحات تعببرية راقية كرمز للهوية والنضال والصمود الوطني الفلسطيني في وجه محاولات الاحتلال الصهيوني لسرقة الموروث الفلسطيني وطمسه، كما تعرف الفرقة بأدائها التعبيري الراقص الذي يشكّل مادة فنية تُحاكي الواقع الفلسطيني وتعكس غنى الموروث الشعبي وبما يعزز حضور القضية الفلسطينية في الفضاءات الثقافية والفنية العربية والدولية.

وخلال هذه السهرة سيكون لجمهور المهرجان من آهالي الجهة وزوّارها موعد فني مع التراث الشعبي الفلسطيني، برقصاته وأناشيده وحكايته المُعبّرة عن هوية شعب وصموده ومن خلال لوحات فنّية تُجسّد التراث والمقاومة وفي تجسيدً جماليً حيًّ للرسالة الفلسطينية المتأصّلة في المقاومة الثقافية حيث ينقل أعضاء الفرقة مشاهد تحاكي يوميات الفلسطيني، فرحًا وألمًا، صمودًا وأملًا و فصولا من رواية شعب كتب تاريخه على الأرض وعبر الأجيال اذ تتنقّل الكوفية في هذا العرض من رمز إلى مشهد، من رقصة إلى ترنيمة، ومن استذكار إلى إحياء في لقاء لن يكون مجرد سهرة، بل سيكون احتفاءا بالهوية وصمود الشعوب ومن خلال رسالة مفادها أن الثقافة الشعبية ليست فقط مظهرًا فولكلوريًا، بل أداة مقاومة تحفظ الذاكرة وتنقلها بين الأجيال.
وفي هذه السهرة من المنتظر ان يتابع الجمهور عرضا متنوع الفقرات يتضمن مداخلات شعرية و لوحات راقصة لآغاني “شدو بعضكم”، “سيداتي”، “على عهدي على ديني”، “خضراء”، “جفراء”، “فلسطين الروح”، و”علي الكوفية”الى جانب كوكتال من التراث الفلسطيني.
يشار الى ان فرقة الكوفية للتراث الفلسطيني هي فرقة عريقة ومعروفة بإحيائها للتراث الشعبي المقاوم اذ تأسست عام 1987 في مخيم عين الحلوة بلبنان، ومنذ ذلك الحين مثّلت صوتًا فنيًا وطنيًا مدافعًا عن الهوية الفلسطينية، وقد جابت العديد من المسارح العربية والدولية ناقلة هموم المنفى والحنين وقصص التمسك بالأرض عبر الفن.
ويشار الى ان هذه المجموعة قامت برحلة فنية بمهرجاناتنا الصيفية انطلقت منذ يوم 3 أوت الجاري من مهرجان وادي الليل بمنوبة فأوذنة فالمنصورة بقبلي فسيدي بوزيد ثم مهرجان قرطاج الدولي لتتواصل الرحلة مع مهرجان قفصة الدولي يوم 15 أوت ثم مهرجان مرايا الفنون بالقلعة الكبرى يوم 16 أوت فاختتام الرحلة يوم 17 أوت من مهرجان الصخيرة بصفاقس.
منصف كريمي





