تحت عنوان «أحمد الجوادي: حين تكتب المياه اسم تونس بالذهب» كتب الإعلامي الليبي مهند الجالي الذي يعمل في قناة بي آن سبورتس ويتابعة أكثر من مليون متابع على فايسبوك، إشادة بإنجاز أحمد الجوادي:

في عالم تُقاس فيه القمم بالثواني وتحفر فيه الأمجاد بين موجتين
يطل علينا البطل التونسي أحمد الجوادي لا كسباح فقط بل كرمز ناصع لمجد رياضي صاعد من ضفاف المتوسط إلى قمم العالم بعد أن خطف ذهبية 800 متر يعود ليرسم بزعنفته الذهبية في مياه سنغافورة قصة أخرى بذهبية 1500 متر سباحة حرة مؤكدا أن الذهب حين يلمع بتوقيع تونسي فهو لا يُفاجئ بل يُعلي الرايات

أكتب اليوم لا كإعلامي فقط بل كمحب لرياضة السباحة عشقتها صغيرا ومارستها في بيئة لم تكن حاضنة للأحلام كما ينبغي ولكنني ظللت اتابعها اتنفسها اراها من عدسة العاشق لا المتابع ومن هذا العشق ينحني قلمي اليوم احتراما لتونس الدولة الصغيرة جغرافيا العظيمة رياضيا الكبيرة بعطاء أبنائها في الماء كما في البر

إن ما تقدمه تونس في رياضة السباحة تحديدا ليس مجرّد اجتهاد رياضي عابر بل عمل مؤسساتي وثقافة مجتمع وعائلة بدا منذ عقود كيف لدولة أن تُنجب أسطورة مثل أسامة الملولي ورائع كروعة احمد الحفناوي ثم لا تكتفي؟ كيف لدولة أن تُخرج الجوادي فتضعه في قمة العالم وكانها تعلن أن الشعلة لم تنطفئ بل تسلّمتها أياد جديدة أكثر صلابة وأحلاما أكثر امتدادا

أيها البطل أحمد الجوادي من الإعلامي الليبي مهند الجالي ومن قلب مغاربي عربي ينبض حبا لهذه الرياضة أقول لك الف مبروك ذهبيتيك العظيمتين وألف تحية لقلبك الذي لم يعرف الهزيمة
لقد رفعت راية تونس ورفعت معها راية السباحة المغاربية والعربية والإفريقية ابهرتنا بجَلدك بجموحك بتلك النظرة التي تقول أنا هنا لأسود لا لأسبح فقط

تونس هذه الدولة المتوسطية تواصل تعليم الجغرافيا بطريقة غير تقليدية فتضع اسمها على خريطة الذهب بالسباحة رياضة تتطلب الصبر الانضباط الذكاء والروح، السباحة لمن لا يعرف ليست فيزياء لكنها علم متكامل يحتاج لدعم الدولة دعم المجتمع دعم العائلة ولإيمان الرياضي ولرؤية الاتحاد ولحب الجماهير

أقف هنا إجلالا لكل سباح تونسي حمل وطنه على كتفيه وسط المسابح العالمية وأكرر شكري وامتناني وتقديري لتونس شكرا برشة برشة لأنكم تجعلوننا نؤمن أن هذه الجغرافيا في خارطة العالم لا تزال قادرة على صنع الأبطال في زمن صعب

أما موقع egypt sport المصري الذي يتابعه مئات الآلاف، فقد نشر تدوينة في نفس المعنى جاء بها:

هذا البطل الذي أمامكم يا سادة… هو أحمد الجوادي، وجه جديد للمجد العربي في عالم السباحة!

ابن تونس، الشاب الذي لم يتجاوز العشرين عامًا أبهر العالم من قلب سنغافورة، وانتزع ذهبيتي سباق 800 متر و1500 متر حرة في بطولة العالم للسباحة، في إنجاز تاريخي يُضاف إلى رصيد الرياضة التونسية والعربية.

ما فعله الجوادي لم يكن محض صدفة، بل هو ثمرة تعب ومثابرة، وامتداد طبيعي لمسيرةٍ بدأها أسطورة المياه أسامة الملولي، وواصلها أحمد حفناوي، ويُكملها اليوم هذا البطل الشاب الذي أثبت أن العرب قادرون على التألق في أكبر المحافل.

الجوادي لم يشارك فقط… بل نافس بقوة، وتفوّق على نخبة من سبّاحي العالم، وأهدى تونس والعرب لحظة فخر نادرة في رياضة تُهيمن عليها القوى الكبرى.

من مصر، نبعث كل التحية والاحترام لهذا البطل،
فالمجد العربي لا يعرف الحدود،
والذهب لا يُصنع فقط في المعامل، بل يُنتزع من قلب المستحيل.