
كشف تحقيق أولي للجيش الإسرائيلي تفاصيل الكمين الذي تعرض له الليلة الماضية في بيت حانون شمالي قطاع غزة وأسفر عن مقتل وإصابة 19 جنديا.
وأظهر التحقيق أن الهجوم وقع أثناء تحرك كتيبتين لتطهير المنطقة، وأدى لمقتل 5 جنود وإصابة 14 آخرين، منهم اثنان إصابتهما خطيرة و6 إصاباتهم متوسطة، وفق ما نقلته إذاعة الجيش الإسرائيلي.
وورد في التفاصيل أن قوة من كتيبة 97 “نيتسح يهودا” التابعة للواء “كفير” عبرت الطريق سيرا على الأقدام وتم تفجير لغمين فيها عن بعد.
وكشفت نتائج التحقيق الأولي أنه خلال عملية إخلاء المصابين من منطقة الألغام أطلق المسلحون النار على فرق الإنقاذ فتعرضت القوة المساندة لإصابات إضافية، مما أدى إلى تعقيد عملية الإخلاء.
وحينها تم إرسال المزيد من فرق الإنقاذ لإخلاء المصابين.
من جهتها، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن القوة المستهدفة في بيت حانون تعرضت لتفجير 4 عبوات ناسفة الواحدة تلو الأخرى وليس في آن واحد.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت أن إجلاء القتلى والمصابين من منطقة الكمين بوساطة المروحيات جرى في ظروف معقدة واستغرق عدة ساعات.
وقد نشر الجيش الإسرائيلي صورا لبعض جنوده القتلى في شمال القطاع. ووفقا لمصادر إسرائيلية، فإن هناك ضابطا كبيرا بين المصابين في الهجوم.
رسالة القسام
وقد نشرت كتائب القسام صورة على قناتها في تطبيق تليغرام تعليقا على عملية بيت حانون شمال القطاع.
وتضمنت الصورة عبارة موجهة لإسرائيل مضمونها “سندك هيبة جيشكم”.
وذكر التحقيق الأولي الذي قام به الجيش الإسرائيلي أن نصب الكمين بعد تفجير الألغام هو تكتيك استخدمته حركة حماس في حوادث سابقة مشابهة.
وتصاعدت عمليات المقاومة بشكل كبير خلال الأسابيع الماضية وأدت لمقتل وإصابة عشرات الجنود والضباط في مناطق مختلفة بالقطاع.
وفي الأيام الماضية بدا تصاعد عمليات المقاومة لافتا في خان يونس جنوبي قطاع غزة، حيث قتل وأصيب العديد من الجنود الإسرائيليين.
وكان يونيو/حزيران الماضي هو الأكثر دموية في صفوف جيش الاحتلال حيث قتل 20 جنديا وضابطا خلاله وأصيب آخرون، وفق ما أكدته وسائل إعلام إسرائيلية الأسبوع الماضي.
ومنذ تجدد الحرب على غزة في مارس/آذار الماضي، قتل 37 ضابطا وجنديا إسرائيليا، وأصيب 98 على الأقل، بينما قتل 50 ضابطا وجنديا وأصيب ما لا يقل عن 118 آخرين، منذ بداية العام الجاري.
ووفق إفادات للجيش الإسرائيلي، فقد قتل 887 ضابطا وجنديا منذ بداية الحرب، بينهم 443 أثناء العدوان البري في غزة.
ردود فعل إسرائيلية
وفي ردود الفعل الإسرائيلية على كمين بيت حانون، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن الجنود ضحوا بأرواحهم في ما سماها معركة دحر حماس وتحرير جميع “الرهائن”.
ووصف الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ما جرى في شمال قطاع غزة بالمؤلم.
من جهته، دعا زعيم المعارضة يائير لبيد إلى إنهاء الحرب “من أجل المقاتلين وعائلاتهم والرهائن وإسرائيل”.
أما وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير فدعا إلى إعادة فريق التفاوض الإسرائيلي من الدوحة.
وفي السياق، قالت النائبة في الكنيست ميراف بن آري إن الجنود الإسرائيليين يقتلون في الموقع نفسه الذي احتلته القوات مرات عدة.
ونددت بن آري -وهي نائبة في حزب “هناك مستقبل” بزعامة لبيد- بمواقف أعضاء الحكومة الداعين إلى مواصلة الحرب.