بنزرت، من الحبيب العربي

في الذكرى الثالثة لوفاة مقتنص الصورة الأول في مدينة منزل بورقيبة،
المصور الفوتوغرافي الكبير، بوجمعه العبيدي،
أقول :
كان إنسانا رائعا.. ورجلا شهما.. خلوقا.. هادئ الطّبع.. ذا موقف مع الحق ومع ما ينفع..
في مهنته كمصوّر فوتوغرافي : كان يحسن التقاط الصورة في الوقت المناسب، من الزاوية المناسبة، وبالوضوح والجودة العاليتين..
وأما في مجاله الإعلامي، فقد كان : ذا قلم سيّال يتدفّق بالتّحرير السليم..
كان حاملا لرسالة متابعيه، قرّاء جريدة “البيان” على الخصوص في منزل بورقيبة..
كان يتبنّى المشكل الإجتماعي لكل من يقصده للتعريف بمعاناته..
ولا يتردّد في التواصل مع السلطة المحلية بكل مستوياتها قصد حل أي إشكال لأي مواطن كان يلجأ إليه لإبلاغ صوته… كان ذا حظوة يغمرها الإحترام في تعامله مع المسؤولين في كل المستويات.. مغامرا في عمله الصحفي ديدنه دائما هو إبراز ما يجب إبرازه إعلاميا بالقلم والعدسة..
ولأنّه رجل حاز حب كل الناس، فقد أعطاه ربّنا طيلة حياته على قدر طيبته واعتزازه بالله وبحب الناس له..
بوجمعة صديقي، وأخي الأصغر ورفيق دربي في جريدة “البيان” الورقية لنحو ثلاثة عقود من الزمن، افتقدك اليوم.. افتقد اندفاعك نحو العمل الصحفي الجيّد.. أفتقدك كلما أدخل مدينة منزل بورقيبة وكلما أمر بمحل عملك كمصور راق بشارع الإستقلال “بالمنزل”..
افتقدك كلما أقوم بتحقيق صحفي ميداني بمناطق جومين وغزالة وسجنان وسيدي مشرق وأم هاني والخيتمين والعالية، وهي المناطق التي عملنا فيها معا تحقيقات عديدة، انا بالتحرير بالقلم وأنت بعدسة آلة التصوير..


أفتقدك حين أسترجع بعض صور لنا معا التقطها لنا أبناء هميمة في منصّة الصحفيين بملعب المنزه بالعاصمة..
افتقدك حين استرجع بعض شريط ذاكرتي وانت تشاركني فقرات بعض برنامجي الرياضي “استوديو سبور” بإذاعة “أوكسيجان” أو برنامجي الرياضي الآخر “في الـ90” بوصفك مُحللا ومتابعا وفيا ودقيقا لمسيرة الملعب الإفريقي بمنزل بورقيبة ولجمعية الفولاذ الرياضي..
يا صديقي العزيز بوجمعه الذي رحل قبل ثلاثة أعوام، شاركتني نجاحاتي الصحفية مع جريدة “البيان” وشاركتك تألقاتك في كتاباتك النقدية ضمن صفحة “واقع وجهات” التي كنت أشرف عليها انا وأعدها بجريدتنا معا “البيان” الغراء..
يا صديقي بوجمعه، نم هانئا في مثواك الأخير وإني لأرجو من الله أن يتغمّدك بواسع رحمته.. كما اتمنى من الله أن يجعل في ابنيك الصغيرين خير مؤنس لأمهما، أرملتك السيدة ثُريا الطرودي.
الإمضاء :
أخوك في الإعلام ورفيق دربك الحبيب العربي