يجري المنتخب الوطني لكرة القدم مساء اليوم الجمعة 6 جوان 2025 مواجهة ودية من العيار الثقيل أمام نظيره المغربي، انطلاقًا من الساعة التاسعة ليلاً على أرضية ملعب فاس، في إطار التحضيرات للمرحلة الحاسمة من تصفيات كأس العالم 2026 المقررة بالولايات المتحدة الأمريكية.

وتُمثّل المباراة أمام أحد أقوى منتخبات القارة الإفريقية  وصاحب المركز الرابع في مونديال قطر 2022، فرصة ثمينة للإطار الفني بقيادة سامي الطرابلسي لمواصلة بناء ملامح مشروعه الفني، وتثبيت الخيارات التكتيكية من خلال تطوير التناغم الدفاعي والهجومي واختبار عناصر الخبرة في أجواء عالية المستوى ومواصلة سلسلة النتائج الإيجابية بعد ثلاثة انتصارات متتالية على كل من:

ليبيريا (1-0) في مونروفيا
المالاوي (2-0) في رادس
بوركينا فاسو (2-0) وديًا الأسبوع الماضي

افتتاح ملعب فاس الجديد واهتمام جماهيري لافت

رغم الطابع الودي والتحضيري للمباراة، إلا أنها تحظى  باهتمام واسع في الأوساط الرياضية التونسية والمغربية، خاصة وأنها تتزامن مع افتتاح ملعب فاس في حلته الجديدة بسعة 35 ألف متفرج، مما يضفي على اللقاء صبغة احتفالية وتنافسية قوية.

ويُتوقع أن تشهد المباراة تغييرات على مستوى التشكيلة الأساسية للمنتخب التونسي مقارنة باللقاء الماضي أمام بوركينا فاسو، حيث ينتظر الدفع بعناصر الخبرة منذ البداية مثل ديلان برون وعلي العابدي وعيسى العيدوني وحنبعل المجبري وأنيس بن سليم، مع الإبقاء على بعض الركائز الثابتة في التشكيلة على غرار أيمن دحمان (حارس المرمى) ومنتصر الطالبي ويان فاليري (ظهير أيمن) وفرجاني ساسي (ارتكاز ثانٍ، بينما ستنحصر المنافسة في خط الهجوم بين الثنائي حمزة المستوري وفراس شواط

تاريخ من الندية بين المنتخبين

يحفل سجل المواجهات بين نسور قرطاج وأسود الأطلس  بالعديد من المباريات المثيرة، أبرزها:

* نهائي كأس إفريقيا 2004 في رادس: فوز تونس 2-1 وتتويجها باللقب القاري الأول
* تصفيات مونديال 2006: هدف عادل الشاذلي في رادس
* أولمبياد سيول 1988: هدف طارق ذياب
* مونديال المكسيك 1978: تصدي الصادق ساسي “عتوقة”  الحاسم.

في المقابل، سجل المغرب تفوقًا في مناسبات أبرزها:

* إقصاء تونس من تصفيات مونديال 1994
* تصفيات أولمبياد ميونيخ 1972 ومونتريال 1976
* مونديال المكسيك 1970 بالقرعة بعد تعادل ذهابًا وإيابًا

تحدٍ فني لسامي الطرابلسي

رغم تفوّق المغرب في آخر مواجهتين وديّتين (1-0 في مراكش 2017 ورادس 2018)، يسعى سامي الطرابلسي، الذي سبق له قيادة تونس للفوز على المغرب في كأس إفريقيا 2012 (2-1)، إلى كسر هذه العقدة والعودة بانتصار تاريخي لم يتحقق على الأراضي المغربية منذ 2 ماي 1965.

وسيكون المدرب مدعوًا لتوظيف هوية المنتخب التونسي التكتيكية القائمة على:

* الصلابة الدفاعية وتنظيم الخطوط
* استغلال الكرات الثابتة والهجمات المرتدة
* الاعتماد على روح المجموعة ومحدودية المساحات

نجوم “أسود الأطلس” في الواجهة

سيعتمد المنتخب المغربي على كوكبة من نجومه البارزين، أبرزهم ياسين بونو (الهلال السعودي) وأشرف حكيمي (باريس سان جيرمان) وسفيان مرابط (فنربخشة) وعز الدين أوناحي (باناثينايكوس) ويوسف النصيري  (فنربخشة)، لكن الضغط الجماهيري والأسبقية الفنية لا تُلغي حظوظ تونس، التي لطالما أثبتت قدرتها على التألق في اللحظات الصعبة، خاصة أمام منافسين من العيار الثقيل.