
ظاهرة غريبة سلطت عليها الأضواء وسائل إعلام مصرية وناشطون حقوقيون، مرتبطة بتراجع أعداد الحمير “جذريا” في البلاد، بنحو 2 مليون حمار.
الظاهرة أثارت قلقا في أسواق الاستهلاك، خاصة بعد تحذير نقيب الفلاحين في مصر، حسين أبو صدام، من أن لحوم الحمير تسربت إلى الأسواق المصرية وجلودها يتم تصديرها للخارج. فبين التحذيرات والتكهنات والقلق، أين ذهبت الحمير المصرية؟
خلال تسعينات القرن الماضي، سجل في مصر تواجد أكثر من ثلاثة ملايين حمار، لكن في 2025، تناقصت أعداد تلك الحيوانات اللطيفة إلى أقل من مليون.
تكهنات كثيرة سادت حول الموضوع، فبين تحذير نقيب الفلاحين حسين أبو صدام من قيام تجار بتسريب لحوم الحمير للأسواق المصرية، وبين من يعزو الظاهرة إلى الاعتماد المتزايد على وسائل الزراعة الحديثة مقابل الحمير، أين تكمن الحقيقة؟.
نقيب الفلاحين صعّد من لهجته تجاه من وصفهم “ضعاف النفوس”، لإقدامهم على ذبح الحمير من أجل تصدير جلودها، وقال “الصين بدأت تتهافت على جلود الحمير، يأخذون منها مواد يصنعون منها عقاقير غالية الثمن، ولكن العالم كله الآن ينادي بالاهتمام بالحمار، وهناك مزارع في أوروبا للحمير يأخذون منها اللبن والجبن بأسعار مرتفعة والصابون”.
وحذر أبو صدام من تسريب لحوم الحمير للاستهلاك في لأسواق المصرية، قائلا “ممكن اللحوم دي تتسرب إلى المطاعم، ومسكنا أكثر من قضية الأيام الماضية من مباحث التموين، لازم يكون فيه رقابة على ذبح الحمار، بحيث لا يتسرب لحمه إلى الأكل، لأن أكله عندنا حتى حرام”.
يذكر أن الريف المصري شهد تحولات جذرية خلال العقود الماضية، أدت إلى استغناء الفلاحين المصريين تدريجيا عن الحمير، التي كانت تستخدم للحراثة والنقل وغيرها، لصالح وسائل الزراعة الأكثر تقدما.
كما أن الحمير، بوصفها كائنات حية، بحاجة للعناية المستمرة والطعام والاهتمام الطبي البيطري، وهذه كلها أمور مكلفة على الفلاحين المصريين، الذين يبدو أنهم بدؤوا بالاعتماد على الآلات كبديل.
لكن هل يفسر ذلك التناقص الهائل بأعداد تلك الحيوانات؟