البيان

بعد أن كان أعلن عن تنحيه من عضوية مجلس نواب الشعب من خلال التدوينة التي خطها على حاطه بحسابه على شبكة التواصل الإجتماعي “فايسبوك” وجاء بها:
حين ترشحت لم يكن في نيتي سعي وراء منصب، ولا البحث عن شهرة أو مكاسب شخصية، بل كانت انطلاقتي من إيمان عميق أن مقعد النائب ليس هدفًا بحد ذاته، بل وسيلة لخدمة الناس وتحقيق المصلحة العامة.
بذلت ما في وسعي، اجتهدت أن أكون صوتًا صادقًا وأمينًا لكل من وضعوا فيّ ثقتهم. فإن وفقت فذلك بفضل الله، وإن قصرت فليعذرني من خاب أمله، ويعلم أنني لم أبخل يومًا بجهدٍ أو وقت.
واليوم، وبعد مسيرة مليئة بالتحديات والعبر، أترك المجال لغيري، عسى أن يكون الأقدر على مواصلة المسير.
سأظل دائمًا على ذمة وطني، مستعدًا لخدمته في أي وقت يحتاجني فيه.
يبدو أن النائب عبد العزيز الشعباني شده الحنين بسرعة قياسية إلى كرسي البرلمان ولم يقو على الإبتعاد عنه، فآثر العودة إلى كرسيه وما أحلى الرجوع إليه، حيث قال في تدوينة ثانية على حائطه:
لم أكن يومًا من هواة الأضواء، ولا من الساعين وراء الشهرة. بخصوص تدوينة الأمس، لم يكن ذلك هروبًا من المسؤولية، بل كان وفاءً لعهد قطعته، واحترامًا للثقة التي وضعها في قلبي كل من منحني الأمل.
ظننت أن في الانسحاب كرامة، وفي الترفع عزّة، وأنه سيكون موقفًا يُشرفني أمام نفسي، وأمام أهلي، وأبنائي، وأبناء بلدي.
لكن الواقع كان أدهى وأمر. فوجئت أن هذا القرار تحول إلى سلاح في يد من تعوّدوا هدم كل جميل، وأداة للتأويلات الجبانة من أولئك الذين لا يجرؤون على الظهور إلا في الظلام.
ولكن لأنني أحمل همّ الوطن في قلبي، ولأنني لا أستطيع أن أخذل من وضعوا فيّ ثقتهم، ولأن إخلاصي لزملائي وللبلاد ولقيادتها الحكيمة، وفي مقدمتهم الأستاذ قيس سعيّد، يجعلني لا أتوانى عن الوقوف بثبات في هذه اللحظة الفارقة، فقد قررت العودة… من أجل الوطن، من أجل العلم، ومن أجل كلّ ما هو عزيز على هذه الأرض الطيبة.
العودة، رغم كل شيء،
العودة مهما كانت التحديات،
العودة بكل إيمان لا يتزعزع،
وبعزم أشد من الحديد،
وبإصرار لا يعرف الاستسلام.
ولمن ظنّ أن انسحابي كان ضعفًا، أو طعنًا في مسار رجل شريف، أو مسعى للمزايدة على زملائي، أقول له: لقد أخطأت العنوان.
مرّة أخرى، يشرفني أن أختار وطني فوق كل شيء، وأضعه في مقدمة خياراتي.
ملاحظة هامة: في هذه اللحظة الصعبة، أود أن أتوجّه بجزيل الشكر والامتنان إلى جميع المتضامنين، وكل الأطراف المتدخلة الصادقة، سواء على المستوى الجهوي أو المركزي، على جهودهم في تصحيح ما تم ترويجه وإخراجه عن سياقه السليم.”