بقلم: عدنان الشواشي

لو حاول أحدكم الكتابة باليد اليسرى وهو أيمن أو اليمنى وهو أيسر ، فسوف يجد في ذلك صعوبة قصوى ويكون خطّة رديئا ونسق كتابته متعثّرا بطيئا كما لو كان طفلا يمسك بالقلم لأوّل مرّة وباليد الخطأ..
هذا ما يحدث بالضّبط لأيّ متطفّل على الغناء عندما يصرّ على إثبات قدرته على إقناع الأسماع بحبال صوتية “مقلوبة” وموهبة مفقودة وحنجرة معطوبة مضروبة…
والنّتيجة ، حتما ، شبه غناء مثقّل بالنّشاز , مغلّف بالدّلع المفرط والتّزيّن المُبهِر والنطّ والحطّ والهرج والمرج فوق المسرح ، إعتقادا منه أنّ كلّ تلك الملحَقات التّنكّرية المُغرية والسّلوكيّات الرّكحيّة المثيرة المتصنّعة من شأنها مَغْنطسة عقولنا وإبهار أبصارنا وجعلنا نركّز على شعشعة طعوم المظهر ونتغافل عن رداءة الصّوت وبهلوانيّة الحضور وسوء الأداء ..
ومن المؤسف أنّ مثل هذه الحيّل أصبحت اليوم تنطلي على الجماهير وتنتج فيالق من الصّرارير الزّاحفة على ميدان الغناء والمُهلَّل بها في المهرجانات والتّلفزات والإذاعات ومحافل التّبجيل والتّكريم والتّعظيم !!!!
صراصير تُفتح لها المنابر وتُشعل القناديل وتُفرَش حُمرُ الزّرابيّ المنسوجة من أنبل أصناف الحرير!!!!
هذه ، إذن ، يا أهل الفنّ ، عملية تحيّل فنّية محبوكة جليّة سوف تنسف كلّ شئ جميل في عقر بيتكم المكتسَح الكبير إن أنتم سلّمتم ورميتم المنديل وتركتم أمثال هؤلاء المتطفّلين المخادعين يتعاظمون ويتمركزون دون رقيب ولا صدّ ولا موقف ثابت فارق عاجل متين…..