بنزرت، من الحبيب العربي

منذ الإنسحاب المر من سباق كأس تونس أمام اتحاد بنقردان، أدار مسؤولو واحباء النادي البنزرتي وجهة اهتمامهم نحو مباراة الجولة 28 التي ستدور غدا بملعب 15 أكتوبر بداية من الساعة الثالثة بعد منتصف النهار والتي ستجمعهم بالنادي الإفريقي..
هذه المباراة بلا رهان بالنسبة لفريق بنزرت اعتبارا لكونه قد ضمن البقاء منطقيا برصيده الحالي من النقاط، 29..
في حين أن الرهان كبير بالنسبة للضيوف لأن أبناء باب الجديد يلعبون ضمن كوكبة طليعة الترتيب وفي رصيدهم 55 نقطة، بعيدا عن صاحب المرتبة الاولى الترجي الرياضي التونسي بسبع نقاط، وهم بالتالي ينظرون إلى الصدارة بعين حالمة في انتظار تعثّر الأندية التي تسبقها في الترتيب..
هذا على مستوى المعطيات بالأرقام، لكن في الواقع، هناك أجواء تنافسية بين البنزرتي والإفريقي تعود جذورها إلى اعتبارات تاريخية،
من ذلك أن النادي البنزرتي أحرز أول كأس له بعد الإستقلال سنة 82 في ملعب المنزه على حساب الإفريقي بنتيجة هدف لصفر سجله حمدة بن دولات..
هذا الاخير، وقبل ذلك النهائي كان محل تجاذب بين الفريقين فيما يتعلق بانتدابه انتهى بفوز النادي البنزرتي بخدماته..
ثم إن المحطة التاريخية في موسم 2012-2013 كانت هي الأبرز في تاريخ علاقة الجمعيتين ببعضهما، حيث كان التنافس على اشده بينهما من اجل المرور الى مرحلة اللعب من اجل التتويج، وحين كان التساوي بينهما في عديد النواحي، الجامعة التونسية لكرة القدم ارتأت تطبيق الفصل 22 من القوانين العامة لكرة القدم فكان الحكم على النادي البنزرتي أن ينهي موسمه ضمن مجموعة تفادي النزول والسماح للنادي الإفريقي باللعب من أجل التتويج..
يّذكر أن مدينة بنزرت في تلك الفترة عاشت أياما صعبة من مظاهرات أنصار فريق قرش الشمال طيلة اسبوع كامل..

الانتصار والدّرس..

نأتي الآن إلى مباراة يوم الغد التي سينزل فيها النادي الإفريقي ضيفا على النادي البنزرتي لنلاحظ تلك الحملة غير المسبوقة عبر منصة التواصل الإجتماعي، الفايسبوك، قبل اسبوع كامل..
الحملة يقودها انصار الـ”سي آ بي” تحت شعار “الإنتصار على الإفريقي ولا شيء غير الإنتصار”..
حتى الهيئة المديرة للنادي البنزرتي دعت الجماهير للحضور بكثافة في ملعب “الكانز” والحال أن البنزرتية غير معنيين بالرهان على مستوى النتيجة..
وأما أنصار النادي الإفريقي فقد نسوا أنهم فرطوا في أعلى الترتيب منذ جولات عديدة، كما انهم أخفقوا في إيقاف منافسهم المباشر الترجي الرياضي التونسي قبل جولتين في ملعب رادس وراحوا يطالبون عبر الفايسبوك لاعبيهم بالفوز على النادي البنزرتي في بنزرت بالذات حتى يلقنوه درسا..
وبين الإنتصار المنشود من المحليين والدرس الموعود من الضّيوف ستدور مباراة الغد في بنزرت ونرجو أن تكون الروح الرياضية هي الفائز الأكبر..

النادي البنزرتي : كل شيء عندنا عادي..

خلال الأسبوع الماضي، علمنا أن اللاعبين أضربوا عن التمارين مطالبين بأجورهم..
إضرابهم دام يومين..
يقال ان اللاعبين قد اضربوا بتحريض من أربعة لاعبين كبار في السن والخبرة..
هم ليسوا أجانب.. بل تونسيون انتدبهم النادي البنزرتي قبل هذا الموسم من فرق اخرى فبرزوا في بنزرت كاحسن ما يكون البروز..

عن القول أنهم لم يتحصلوا على اجورهم، يقول لنا الناطق الرسمي باسم النادي البنزرتي حمزة الطياشي:
هم لم يحصلوا على أجر شهر مارس بقرار من رئيس الجمعية سمير يعقوب لأنهم لم يترشحوا في مباراة الكأس أمام بنقردان ومردودهم كان هزيلا أيضا في مباراة قفصة..
رئيس الجمعية اشترط عليهم العودة إلى الإنتصارات في مباراتي الإفريقي والصفاقسي وبعد ذلك لكل حادث حديث..
بعد كل تلك “الفُوعه” عاد كل اللاعبون إلى التمارين تحضيرا لمباراة الإفريقي بمن فيهم الحارسان أشرف كرير وقيس العمدوني..

جمال عروة :
نريدها مباراة الفرجة والمتعة..

جمال عروة، اللاعب السابق في النادي البنزرتي الذي سجل اول أهدافه في صنف الاكابر ضد النادي الإفريقي في ملعب المنزه قال عن مباراة الغد أمام فريق باب الجديد:
“المفروض ان النادي البنزرتي في حل من ضغط النتيجة، عكس النادي الإفريقي الذي سيأتي إلى بنزرت طلبا لنتيجة اللقاء حتى يظل ضمن الأربعة الاوائل..
وعليه، فأنا اطلب من لاعبينا اللعب براحة ودون تسرّع مع محاولة تقديم اللعب الجميل وعدم ترك المساحات للنادي الإفريقي، اما الممرن الحيدوسي فأنا اطلب منه إلا يضغط كثيرا على اللاعبين طلبا للنتيجة..

من باريس، المحبّان منتصر وشكري :
نبني على مباراة الغد للتحضير للموسم المقبل..

من أبرز احباء النادي البنزرتي المقيمين بالخارج والاكثرهم حضورا في اذهان أنصار فريق القرش الاصفر، نذكر الرباعي من فرنسا وألمانيا منتصر بوشاقور، شكري الدغّار، وليد الجودي وكمال رمضانه، كما نذكر محمد علي العباسي من دولة قطر والزغواني من الكويت..
كل هؤلاء وغيرهم بطبيعة الحال دائمي المتابعة لأخبار واحداث النادي البنزرتي في كرة القدم واليد والسلة..
وقد علمت أن “جماعة فرنسا” يعدّون لمفاجأة سارة للنادي البنزرتي..
المفاجأة اعلمها لكن ليس من حقي الإفصاح عنها..
ومن بين كل الذين ذكرتهم بين أحباء النادي البنزرتي بالخارج، سألت الثنائي منتصر بوشاقور وشكري الدغّار رأيهما في مباراة فريقهم غدا أمام النادي الإفريقي فقالا :
“نحن في تمام الرضا عن عمل الهيئة المديرة في هذا الموسم ولو أننا لم نكن متفقين مع الرئيس سمير يعقوب في بعض التفاصيل..
وإنا بالمناسبة لنطلب منه أن يبقى على رأس النادي البنزرتي كي نستطيع من الآن أن نبني للموسم المقبل لنلعب من أجل المراتب الاولى..
عمل الممرن سفيان الحيدوسي ناجح لحد الآن وإنا لندعوه إلى أن يبدأ في إعداد فريق الموسم القادم من الآن..
وعن مباراة الغد أمام الإفريقي قالا:
“لا بد من إشعار اللاعبين انها مباراة عادية في شكلها لكنها هامة من حيث علاقتنا التاريخية على الخصوص، وبالتالي وجب الإنتصار فيها..
لكن نريده انتصارا مقترنا بالإقناع في الأداء الفردي والجماعي للفريق..

الحبيب العربي