توزر- البيان : مكتب الجنوب الغربي/ من أحمد مخلوف

لئن أسدل الستار يوم أول أمس الأحد على فعاليات الدورة الخامسة عشرة لمهرجان المدينة بتوزر بعرض لحكواتي المدينة للحكواتي محمد موسى تحت عنوان “ترانيم المدينة” وهو عرض موجه للأطفال والعائلات وذلك بفضاء ساحة الفوانيس بالمدينة العتيقة أولاد الهادف وسط حضور جماهيري متوسط العدد بإعتبار وأن هذا العرض قد تزامن مع ليلة العيد والعائلات منشغلة بقضاء مستلزمات وحاجيات العيد، إلا أن جمعية مهرجان المدينة بتوزر أبت إلا أن تنظم صبيحة يوم العيد كرنفالا إحتفاليا تنشيطيا فرجويا بعنوان “فرحة العيد” للمساهمة في تنشيط وسط مدينة توزر وشارعها الرئيسي وساحاتها العامة أثثتها العديد من الفرق الفلكلورية والموسيقية والصوفية والطرقية والدمى العملاقة، أضفت مسحة من أجواء الفرح في نفوس كل من كان في وسط مدينة توزر من رواد المقاهي وأطفال مرفوقين بعائلاتهم للترفيه عن النفس وإقتناء الالعاب وإمتطاء الجياد والعربات السياحية المجرورة بالخيل، كما أحتضن فضاء منتزه البركة في المساء عرضا تنشيطيا أثثه عمي رازي وسط حضور مكثف للأطفال وعائلاتهم غص بهم فضاء العرض.
مهرجان المدينة يحتفي بالكاتب والأديب محمد بوحوش..
هذا وما يذكر في هذا السياق أنه وفي إطار الدورة الخامسة عشرة لمهرجان المدينة بتوزر نظمت جمعية مهرجان المدينة بقيادة رحمة بوعلاق في إحدى الليالي الرمضانية مسامرة أدبية وفكرية وشعرية تندرج في إطار الإحتفاء بالاديب والكاتب والشاعر محمد بوحوش وذلك إعترافا منها بزخم المنجز الفكري والأدبي والنقدي البناء والهادف ألذي قدمه هذا الأخير للمشهد الثقافي جهويا ووطنيا. وقد تم بهذه المناسبة تكريم ثلة من الشعراء والكتاب من الجنسين وذلك في أجواء رمضانية متميزة تخللتها قراءات شعرية بمشاركة العديد من الشعراء، رافقتها وصلات موسيقية وغنائية زادت من إشراقة وتوهج هذه الإحتفالية.

زخم ثقافي مكثف ومتميز وبنية ثقافية مهترئة وأخرى ظلت مجرد حلم..
هذا ولئن تشهد الساحة الثقافية بولاية توزر وعلى مدار أشهر السنة تواتر وتعاقب فعاليات عديد المهرجانات والتظاهرات الإحتفالية والفكرية والشعرية إلى جانب الملتقيات الثقافية الجهوية منها والوطنية والإقليمية، فإن ولاية توزر ظلت وإلى يوم الناس هذا تفتقر إلى عديد المؤسسات الثقافية والتي من شانها أن تساعد “صناع” الحراك الثقافي على الإرتقاء بالمشهد الثقافي وفي كل مناحيه بإعتبار وأن الموجود من المؤسسات الثقافية قد تقادمت وتٱكلت واصبح العديد خارج نطاق الخارطة الثقافية بالجهة على غرار دار الثقافة الشابي بتوزر ودار الثقافة بمنطقة حلبة والتي تمت إزالتها نهائيا بعد أن تصدعت ؤأصبحت ٱيلة للسقوط ولم يتم إعادة بنائها إلى اليوم على الرغم من أن هذه الدار كانت تمثل ملاذا لشباب هذه المنطقة لممارسة هوياتهم الثقافية وصقلها. وقد أسهمت دار الثقافة بحلبة منذ إحداثها في إفراز عديد القامات الثقافية وفي شتى الأغراض، أما اليوم وللأسف الشديد فقد أصبحت هذه الدار بالنسبة لروادها من أبناء منطقة حلبة مجرد ماض جميل قد لا يتكرر ما دامت السلط الجهوية بولاية توزر وكذلك المصالح الثقافية جهويا ومركزيا لا تعط للفعل الثقافي بمنطقة حلبة أي أهمية. ونفس المصير منيت به دار الثقافة بنفطة وها هي أبوابها موصدة ومنذ سنوات بعد أن تقادمت وأصبحب غير وظيفية ونشاطها أحيل على المكتبة العمومية.

يصير هذا وغيره بالشأن الثقافي بولاية توزر ومنذ سنوات ولا حياة لمن تنادي، وأصحاب القرار جهويا ومركزيا “لا اذن سمعت ولا عين رأت” وذلك في وقت تشهد فيه مختلف جهات البلاد إضافات هامة على مستوى البنية الثقافية من مركبات ثقافية حديثة ودور ثقافة ومسارح الهواء الطلق ومراكز الفنون الدرامية والركحية وغيرها من الإنجازات الثقافية، فإن حلم أهل الثقافة بولاية توزر قد ظل مجرد أضغاث أحلام وملفات ومطالب قد ركنت في أدراج مكاتب السلط الجهوية والمركزية ولفها النسيان وغمرها الغبار، ولنا عودة لهذا الملف الثقافي وبأكثر تفاصيل لاحقا لأنه ليس من المعقول والمقبول أن تظل ولاية توزر ولادة الأدباء والشعراء وحاضنة الفعل الثقافي بكل تصنيفاته والتي تشهد سنويا زخما هاما من المهرجانات الإحتفالية والأدبية والفكرية والشعرية دون بنية ثقافية متكاملة ومتطورة وهي التي أنجبت الشقراطسي وإبن الكردبوس والخضر إبن الحسين وأبو القاسم الشابي والبشير خريف ومحي الدين خريف وعيد الحميد خريف ومصطفى خريف والميداني بن صالح ومحمد الصالح الجابري وغيرهم كثير قد إنتسبوا لأجيال متعاقبة وصولا لحفيد الشابي الشاعر خير الدين الشابي، إذ من المخجل أن تقام عروض مهرجان المدينة بتوزر في فضاءات غير وظيفية بالمدينة العتيقة أولاد الهادف وفي ظروف صعبة وخاصة أمنيا إلى جانب المهرجان الدولي للواحات الذي ظلت هيئته تتنقل بعروض برمجته وفي كل دورة من “بطحة” إلى أخرى، أما عن المهرجان الصيفي فحدث ولا حرج إذ أصبحت ومنذ دورات تقام عروضه الفنية الكبرى في الملعب البلدي المرحوم محمد الطنباري بعد أن تم التحوز بفضاء مسرح الهواء الطلق القديم المحاذي لدار الثقافة الشابي وضريحه. هذا الملعب الذي يشتكي بدوره من عديد الإخلالات والنقائص وأرضيته لم تعد صالحة لتعاطي أي نشاط رياضي. في كلمة مشاريع ولاية توزر وفي كل القطاعات تراوح مكانها، مجرد بيانات وأرقام على الورق بينها وبين الإنجاز مسافة سنوات وهذا حال عديد المشاريع وفي عديد القطاعات فالنقل الجوي حاضر بالغياب والنقل الحديدي معطل ومنذ سنوات وتساؤلات حائرة من أبناء الجريد تبحث عن إجابات لكن هيهات… كما أن إدارة محطة النقل بمنطقة القيطنة مغلقة إلى أجل غير مسمى، لكن من المؤلم أن هنالك من إستولى على أحد فضاءات هذه المحطة وحولها إلى فضاء لبيع مواد البناء هذا ما أكده لـ” البيان” بعض متساكني هذه المنطقة وذلك في غياب رقابة السلط الجهوية.