بنزرت من الحبيب العربي
في برنامج الدورة الحالية، عدد 12، من 12 إلى 26 مارس الجاري، ثمانية عروض ليلية من بينها خمسة فنية تراثية وذات طابع ديني في المدح النّبوي والذِّكر، عرض في الأغنية الملتزمة، عرض لشباب المسرح في بنزرت يتنافسون فيه فيما بينهم من أجل الفوز بثلاث جوائز..
ثم عرض للأطفال..
كل العروض اختارت لها الهيئة المديرة لمهرجان ليالي مدينة بنزرت الفضاء الثقافي الماجستيك بباب الرمل بالقرب من الميناء العتيق، إلا العرض المسرحي الشبابي سيتم بالفضاء الثقافي الخاص “البُولْف آر” الواقع في ساحة الشهيد محمد البجاوي..




المواعيد..
مواعيد سهرات الدورة 12 هي على النحو التالي :
* الإربعاء 12 مارس : سهرة الإفتتاح مع مجموعة سامي بالحسن للغناء الصوفي والمدائح والأذكار بعنوان “الصُّلاّح”..
السهرة تمت ولنا فيها ما نقول لاحقا..
* الأحد 16 مارس :
عرض الأغنية الحديثة الملتزمة “سيزيف” للفنان عادل بوعلاّق وفرقته “أجراس”..

* الإثنين 17 مارس :
عرض موسيقي “امواج” للفنان عمر القفصي..
* الإربعاء 19 مارس :
– مسابقة بنزرت stand up للمبدعين الشبان في التمثيل بالفضاء الثقافي الخاص “البُولف آر”..
– مسرحية للأطفال بعنوان “علاء الدين” من إخراج حمدي الضّيف..
* الأحد 23 مارس :
عرض موسيقي نسائي “همسات” لفرقة المايسترو بشير جباليه..
* الإثنين 24 مارس :
عرض موسيقي “شجن” بقيادة الفنان الشاب ضياء مقنين..
* ثم الإربعاء 26 مارس :
سهرة الإختتام “مرايا” وفاءً لروح الفنان مطرب بنزرت الأول المرحوم فيصل رجيبه بمشاركة الفنانة كريمة بن عمارة ورفيقي دربه محمد موحه وكريمه بن عمارة..
عرض الإختتام..
سهرة الإختتام يمكن القول عنها أكثر النقاط إضاءة في برمجة الدورة الحالية ولا لشيء إلا لكونها تحمل في طياتها تكريما لمطرب بنزرت الاول فيصل رجيبة وتقديرا لكل ما قدمه للاغنية التونسية عامة..
الفكرة جاء بها الإعلامي الحبيب العربي باتفاق مع أرملة المرحوم فيصل، السيدة ثريا، ردّا لبعض جميل فقيد فن الغناء التونسي والساحة الفنية في بنزرت..
اعتبار ترى ارملته، السيدة ثريا، أن المرحوم فيصل لم ينله في حياته بقدر عطائه للأغنية التونسية وحتى بعد وفاته، ليس هناك في بنزرت أو على المستوى الوطني من ذكر أغاني فيصل وردّدها تقديرا منه للمهجة الفنية للراحل عامة ولصوته العذب خاصة عند أدائه الطابع التونسي وأغاني سيدي علي الرياحي..
الفكرة تبنّتها مشكورة هيئة مهرجان ليالي المدينة ببنزرت برئاسة الدكتور عبد الرؤوف الساحلي وخصصت لها خلال دورة رمضان 2025 سهرة الإختتام التي ستحييها مجموعة “أحنا” الشبابية بقيادة الفنان الشاب هو الآخر مهدي السويحلي وذلك يوم الإربعاء 26 مارس بقاعة الماجستيك بباب الرمل..
ستشارك في سهرة الإختتام، قادمة من العاصمة، الفنانة كريمة بن عمارة، ورفيقا الدرب للفنان للمرحوم الفنانان محمد موحه ومحرز خليل بأداء بعض أغانيه..
وإلى جانبهم سيصعد على الركح فنانون شبان ينتمون لمجموعة “أحنا” ليؤدوا لفيصل رجيبة ايضا..
في عرض الإفتتاح : أجواء “الصُّلاّح”.. وأناشيد وأذكار بالقدر الروحاني المتاح..

نعود لسهرة افتتاح الدورة الجديدة من مهرجان ليالي رمضان التي أثثت فقراتها فرقة الفنان سامي بالحسن فكانت السهرة التي راقت لكل الحاضرين الذين قارب عددهم المائتي نفرا..
شرّف العرض بحضوره مندوب الثقافة ببنزرت الأستاذ فوزي بن قيراط كما حضره، كضيف شرف، السيد لطفي الصفاقسي مدير مهرجان بنزرت الدولي، فضلا عن إعلاميين ثلاثة من “كبار” الجهة تجربة وخبرة في النقد الفني..
العرض تميّز شكلا بمعداته التقليدية فوق الركح كما تميّز مضمونا بالمحتوى الذي تضمنه من أناشيد وأغان أدتها مجموعة الفرقة التي تتكون من 25 نفرا بين عازف ومنشد ومردّد مع الراقصتين الزمنيتين والرّاقص الآخر الذي أدى رقصة تركية ثم أخرى مصرية..
عموما العرض ناجح بما فيه من محاولات إدماج المتفرج في اجواء زوايا أولياء الله الصالحين وما فيها من اذكار تمجّد الرسول محمد صلى الله عليه وسلّم..
وبقدر ما هو العرض ناجح، بقدر ما سجلنا فيه الملاحظات التالية :
– كل الاناشيد والاغاني التي تم تقديمها ليلة العرض طغت عليها آلة الاورغ التي كان يستعملها عازف ماهر على ما يبدو..
– كان على قائد المجموعة الإستنجاد بمخرج مسرحي يتولى تنظيم الوقوف والحركة فوق الركح، إذ لا يعقل أن تظل البخّاره التي تصل في علوها قامة الإنسان في أول الصف فوق الركح لتحجب عن المتفرج بعض أفراد المجموعة..
– ليس من المعقول أيضا أين يظل حامل السنجق الأخضر الكبير واقفا كالصخر طوال معظم ردهات العرض في الخط الأمامي من الركح حاجبا من وراءه باقي الافراد..
– ليس معقولا أيضا أن نرى الفتاة التي قامت بتسجيل العرض بالفيديو تصعد أكثر من مرة فوق الركح فتظهر في صور الموثقين كما لو انها فرد من مجموعة المؤدّين..
– الفتاتان الراقصتان، بقدر ما حاولتا الاجتهاد في تقديم لوحاتهما تجسيما لإيقاع الإنشاد، إلا انهما سقطتا في أداء رقص “الربوخ” أكثر من أداء رقص الإنشاد الديني..
– الاضواء لم تعمل بالنحو الذي يساعد على إنجاح العرض اكثر..
– المؤدون، يمكن القول عنهم أن اصواتهم لم تكن قوية بمثل قوة صوت سامي بالحسن..
– وفي ختام العرض لم يقع ذكر اسماء العازفين والمرددين والراقصين فردا فردا..
وحتى لا يفهمنا بعضهم بالخاطئ، فنحن نسوق ملاحظاتنا هذه عسانا نجد الصدر الرحب لدى الفنان سامي بالحسن حتى تكون عروض “الصُّلاّح” مستقبلا أكثر تكاملا بين فقراتها وأفرادها، وبالتالي أكثر نجاحا.
الحبيب العربي