تعلن منذ أوٌل تفحٌصنا للوحات الرسامة منال كريد أنها تكتسي حرفيٌة ومقاما ثابتا في مختلف التفاصيل والأروقة لتعلن باستحقاق على أحقيتها بالحضور في الوسط الإبداعي التشكيلي النسوي الذي يزدحم بالأسماء هنا وهناك، حيث صنعت منال كريد موقعها باستحقاق عودا لفرشاتها المضمخة بالوان الطيف من ابرزها الورديْ اليافع بالبياض الذي تمرٌغ باعتدال بصري بين لوحات ارتسمت بعطر الربيع وتلألأت بالواقعية مضمخة بنصيب معقول من المنزع التجريدي حين يتعلٌق الأمر بالورود.

كما لمسنا عبر تفحصنا لبعض رسوم الفنانة التشكيلية منال كريد ترحال رشيق في شكل دوائر ذات مناخ إفريقي جذٌاب بالوانه الفاقعة لنعايش معها إيقاعات وشطحات السود الساخنة فتختلط جميع الالوان صفراء وزرقاء فسوداء وخضراء وبنٌية ناحتة ملحمة القارة السمراء برؤية إبداعية مغايرة تشتغل عليها منال كريد بامتياز.. وقبالة هذا المنزع تأخذنا فرشاتها بدلالات تجريدية مستحدثة لإيقاع العصر الحديث وتقلباته وصيحاته عبر التنقل بين ازقة المدن الكبرى وانوارها ليلا، لا يفوتنا ايضا ان الرسامة اعارت اهتماما لافتا للموروث المعماري التراثي التونسي لتحضر الصومعة والجدران العتيقة والتفاصيل التي تروي تاريخ السابقين عاكسا اعتزازها بالإنتماء للهويٌة الوطنية والإسلامية لتراوح بين الوعي الشخصي.. انه لا يمكن التغاضي عن الأصول إن اردنا الإنخراط في المشهد الكوني المتسع والغزير بشتى التمظهرات الفنية إذ أن الإلتزام بالخصوصيات المحلية يجلب الإحترام من الثقافات الأجنبية.

 جلال باباي