يكتبها الحبيب العربي

أحيانا، الجاه والسلطة والقدرة الفاعلة تجعل ضعاف النّفس يخرجون عن الخط السويّ المُطالَبين بانتهاجه في حكمهم وتسييرهم وفي تصريف في شؤون النّاس..  وحين تحدّثهم عن غيّهم واستغلال نفوذهم، يصمّون أذانهم عن سماعك..  ولا يمنحوك الفرصة لتبيّن لهم سوء معاملتهم..  فهم لا يتّعضون بمصير من سبقهم في الغيّ السّلطوي فسقط وخرج مكسور الجناحين، بلا توديع ولا ذكر اي شيء إيجابي صنعه..

“محل شاهد” حديثي في إطار هذا الركن هو : “لو دامت لغيرك لما آلت إليك”..

فهل يفهم الفاهمون ؟.. ويُدرك المعنيون ؟..

هذا ما يجعلني أتكلم اليوم عن حسن التصرف في إدارة الشؤون اليومية من طرف كل مسؤول في مجاله..  حسن التصرف يبدأ من يوم ان تستلم مهمتك كمسؤول اول في مؤسسة بعينها..  حسن التصرف يعني حسن التخطيط لإنجاز المهمة والقيام بها… وفي تخطيطك، عليك بدراسة واقع وظرف مؤسّستك التي تديرها..  تدرس جانبها الإيجابي والمُضيء فتفهم كيف حدث وتم ذلك..  ثم تدرس جانبها السلبي الذي اخفق فيه من كان قبلك.. فتسعى بحنكة إلى معالجة مواقع الخلل، موقعا بموقع، مع تقدير السقف الزمني الذي لا يجب أن تتجاوزه في المعالجة..

عليك أن تعمل وأن تقف بنفسك على كل كبيرة وصغيرة، دون أن يكون ذلك بإيعاز من اي كان..

بعدها، تبدأ في تعديل الخيارات وفي اتخاذ القرارات لتعديل التركيبة وربما إدخال تغييرات على تشكيلة فريقك حتى يتحسن الاداء الفردي والجماعي ويكون ذلك اولى خطوات النجاح للمؤسسة…

وحذار، يا متابعيّ من المسيّرين في اي مستوى كان، محليا وجهويا ووطنيا، حذار من أن تأخذك سِنة أو تغريك غفوة..

وحذار أيضا من أن يلفكم الغرور بسبب السّلطة والجاه اللّذين تتمتع بهما فتظلم عونا بقرار خاطئ..  أو تحتقر مواطنا جاء يشتكيك مظلمة..  فإنك عابر والمؤسسة باقية..  وأنت ماض والإدارة متواصلة..

وخير مسؤول من إذا رحل بنقلة أو بإحالة على المعاش، او بوفاة، إذا ذكرناه ابتسمنا وقلنا : “إنجازاته لصالح المؤسسة شاهدة عليه، فليرحم الله البطن الذي تخبّط فيه”..

وأسوأ من نقول عنه بعد انتهاء مهمته :  “لم يصنع ما يفيد المؤسسة.. ولم يخلّف الأثر الطيب بين الأعوان وعامة الناس..  خسرنا معه سنوات من عمر المؤسسة.. فلا بارك الله فيه”.

الحبيب العربي