









في إطار الاحتفال بشهر التراث عاشت مدينة أكودة يوم السبت 17 ماي 2025 تظاهرة ثقافية متميزة جمعت بين عبق الذاكرة ووهج الإبداع، نظمها الصالون الثقافي “الشجرة” بالشراكة مع جمعية ‘أكودة زمان”، وذلك في منزل المرحوم الأستاذ عامر الهمادي، أحد أبرز رموز التربية والتعليم في الجهة؛ وقد أشرفت على تنشيط فعاليات اللقاء الصحفية والطالبة وئام النخلي، التي قادت الحضور في رحلة ثقافية متعددة المحطات، انطلقت بكلمات افتتاحية لكل من رئيس جمعية “أكودة زمان” علاء الدين بن صالح، ورئيس الصالون الثقافي “الشجرة” جلال باباي، اللذين شدٌدا على أهمية صون الذاكرة الجماعية وتفعيل الحضور الثقافي المحلي خلال شهر التراث، كما تميز اللقاء بإقامة معرض تشكيلي بعنوان “مرافئ من الذاكرة الجماعية” للفنان إكرام الغربي، إلى جانب عرض شريط وثائقي يوثق سيرة المرحوم عامر الهمادي، من إنتاج جمعية “أكودة زمان”.






كما شهدت التظاهرة تقديم وصلات غنائية للفنان بشير الزغمي، أضفت على الأجواء لمسة وجدانية مؤثرة، تلاها ركن القراءات الشعرية بمشاركة الشاعرة حسناء وفاء الجلاصي والشاعر سعيف علي الذي تم تكريمه إثر فوزه بجائزة “مصطفى خريف” ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب 2025.




ولأن الرياضة تظل أحد روافد الهوية المحلية، خصص جانب من اللقاء لمائدة مستديرة بعنوان “راهن ومستقبل كرة اليد بمدينة أكودة”، بمشاركة ثلة من قدماء اللاعبين والمسؤولين عن نادي الهلال الرياضي الأكودي واتحاد أكودة لكرة اليد، وقد تم خلالها تكريم عائلة المرحوم محمد المصري، إلى جانب توزيع شهائد تقدير على عدد من الوجوه الرياضية اعترافًا بمسيرتها في المشهد الرياضي المحلي.
وقد زاد في إشعاع التظاهرة حضور ومواكبة الرسام الكبير الزين الحرباوي، والفنانة التشكيلية عائدة عمار أصيلة مدينة أكودة، إلى جانب ثلة من الإطارات التربوية، والكفاءات في مجال الصحة والأعمال الحرة، ورياضات فردية كالكرة الحديدية، بالإضافة إلى عدد محترم من أهالي أم القرى أكودة، من مختلف الشرائح العمرية، ما أعطى للقاء بعدا اجتماعيا وثقافيا ثريّا. علما وأن الفنانة التشكيلية منى التواتي وفٌقت إلى أبعد حدود السحر في إنجاز جدارية لافتة بعنوان” أكودة :عبق العتيق و جمال الزمن السحيق” وذلك يومي 15 و 16 ماي الجاري بشارع الفنون ونهج الحجاز بأكودة. وفي لحظة حماسية ذات رمزية خاصة، زفّ رئيس الصالون الثقافي “الشجرة” الشاعر جلال باباي للحاضرين خبرًا سارًّا تمثل في اعتزامه حال توفّر الدعم المالي كتيب يختزل مسيرة أشغال الصالون ومبادراته على مدى ربع قرن من التحديات والإستمرارية برغم قلة ذات اليد، وسيضم صورًا وشهادات لأبرز المبدعين الذين ساهموا في حلقاته على امتداد 25 سنة من الإشعاع و العطاء الغزير، سعيًا نحو التفرّد والتأسيس لمنارة ثقافية ذات صبغة عائلية راسخة.
جاءت هذه التظاهرة، التي تنوّعت فقراتها كتجلٍّ حيّ لروح شهر التراث، وإحياء لأمكنة الذاكرة بروح ثقافية متجددة تمزج الوفاء بالإبداع، والحنين بالفعل الثقافي النابض بالحياة .