
الموسيقار بليغ حمدي، الذي تعاونت معه في كثير من أغنياتها الناجحة، ربما كانت أشهرها “الطير المسافر، أنا باستناك، وفي وسط الطريق”.
المنتج السينمائي عدلي المولد، كان قد اتفق مع نجاة الصغيرة في هذا التوقيت على بطولة فيلم بعنوان “صوت الحب”، يتولى إخراجه حلمي رفلة، على أن يقوم بليغ حمدي بوضع ألحان الفيلم المذكورة في هذا التنازل،
العيون السود ونسى و سكه العاشقين
بالإضافة إلى قصيدة أخرى من ألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب هي “إلى حبيبي”، من أشعار نزار قباني. وقتها تحدثت الصحافة طويلاً عن الفيلم، لدرجة أن عنوانه أصبح منذ هذا التوقيت، لقباً لصيقاً بنجاة، وباتت تعرف من يومها بـ”صوت الحب”. لكن المطربة الكبيرة فوجئت بأن جهة الإنتاج قد اختارت الممثل حسن يوسف بطلاً أمامها للفيلم، الأمر الذي لم تقبله نجاة، على أساس أن يوسف كان قد شاركها بطولة فيلميها السابقين مباشرة “شاطئ المرح” و”7 أيام في الجنة”. وهي لا تود أن يتعامل الجمهور معها على أنها ضلع في ثنائي فنيّ مع ممثل بعينه، فضلاً عن أنها كانت تريد الممثل محمود ياسين نجم تلك الفترة، بدلا من حسن يوسف. ومع إصرار كل طرف على موقفه، تجمد مشروع الفيلم قرابة العامين. فما كان من نجاة المالكة لحق استغلال الأغنيات وفقاً لتنازل بليغ حمدي، سوى أنها قامت بغناء أغنية “يا خسارة نسي” وسكه العاشقين في حفل عام بصالة سينما قصر النيل بالقاهرة العام 1972، ما أغضب عدلي المولد منتج الفيلم. فقرر سحب ترشيح نجاة وإسناد البطولة للمطربة وردة الجزائرية، التي كانت قد اقترنت ببليغ فى تلك الفترة، وظهر فيلم “صوت الحب” بالفعل العام 1973 من بطولة وردة وحسن يوسف. ويبدو أن بوهيمية بليغ أو فوضويته أنسته أنه منح نجاة حق استغلال أغنية “العيون السود”. إذ فوجئ الجميع بتلك الأغنية بصوت وردة، ضمن أحداث الفيلم، لتصبح واحدة من أشهر أغنيات المطربة الجزائرية حتى الآن، وأحد أسباب نجاح الفيلم في حينه.
وهنا جن جنون نجاة التي كانت شديدة الإعجاب بالأغنية، وتعد نفسها لغنائها عقب انتهاء حرب تشرين 1973. فذهبت أولاً بوثيقة التنازل إلى جمعية المؤلفين والملحنين، التي لم تنصفها باعتبار أنها ليست عضوا فيها، وأن الجمعية تدافع فقط عن حقوق مؤلفي وملحني الأغنيات. فقررت اللجوء إلى القضاء المصري، وكسبت بالفعل الدرجة الأولى في التقاضي، وحكم على بليغ بالغرامة والحبس، لكنه استأنف الحكم. غير أن الموسيقار محمد هبد الوهاب استشعر حرج موقف بليغ، فتدخل لدى نجاة وأقنعها بالتوقف عن السير في القضية، مقابل منحها حق استغلال قصيدة “إلى حبيبي” على سبيل الترضية. وقامت نجاة بغناء قصيدة نزار قباني قبل انتهاء سنة 1973، ثم ضمتها بعد ذلك بعامين إلى أغنيات فيلم “جفت الدموع”، من إخراج حلمي رفلة مخرج فيلمها الذي راح لوردة، ومن بطولة محمود ياسين، الذي كان ترشيحها المفضل لبطولة الفيلم المشكلة.