أظهر مقطع فيديو أحد المارة وهو يواجه مسلحاً وينزع سلاحه خلال هجوم أسفر عن سقوط قتلى أمس الأحد أثناء احتفال بعيد الأنوار اليهودي على شاطئ بونداي في سيدني بأستراليا، في تصرّف قوبل بإشادات واسعة، ووُصف صاحبه بالبطل الذي أنقذ أرواحاً.
وتُظهر لقطات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي رجلاً يرتدي قميصاً أبيض في ساحة لوقوف السيارات يركض باتجاه رجل يرتدي قميصاً داكناً يحمل بندقية، قبل أن ينقضّ عليه من الخلف، وينتزع البندقية من يديه، ويوجّه السلاح نحوه.
ويبدو في المقطع أن الرجل ذي القميص الداكن يفقد توازنه ويتراجع باتجاه جسر يقف عليه مسلح آخر، بينما يضع الرجل الذي هاجمه السلاح بعد ذلك على الأرض. وذكرت وسائل إعلام محلية أن الرجل صاحب القميص الأبيض يُدعى أحمد الأحمد، يبلغ من العمر 43 عاماً، ويمتلك متجراً لبيع الفاكهة.
وأكدت وكالة رويترز صحة الفيديو من خلال مقارنته بلقطات موثوقة تُظهر الأشخاص أنفسهم. كما تحققت الوكالة من أن المسلحين اللذين ظهرا في المقطع هما نفسيهما اللذان شوهدَا محاطَين بعناصر الشرطة في صور مؤكدة، وذلك بالاستناد إلى ملابسهما.
وأفادت السلطات بأن أحد المسلحين المشتبه بهما قُتل في الهجوم، بينما أُصيب الآخر وحالته حرجة. وانتشر مقطع التصدي للمسلح بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أشاد كثيرون بشجاعة الرجل، قائلين إن تصرفه ربما أنقذ أرواحاً عديدة.
ولم تتمكن رويترز حتى الآن من التحقق بشكل مستقل من هوية الرجل الذي كان يمرّ قرب موقع الهجوم، في حين ذكرت قناة “سفن نيوز” المحلية أنه نُقل إلى المستشفى بعد إصابته بعيارين ناريين. وقال مستخدم لمنصة “إكس” أعاد نشر الفيديو إن ما حدث يجسد صورة “بطل أسترالي، مدني عادي، ينتزع سلاح المهاجم”، بينما كتب آخر أن هذا الأسترالي “أنقذ أرواحاً لا تُحصى” بنزع السلاح من أحد المهاجمين على شاطئ بونداي.
المهاجمان: رجل وابنه
أعلنت الشرطة الأسترالية الاثنين أن المسلَّحَين اللذين قتلا 15 شخصاً في أثناء احتفال بعيد يهودي في سيدني هما رجل في الخمسين من عمره ونجله البالغ 24 عاماً.
وقال مفوض شرطة نيو ساوث ويلز مال لانيون خلال إحاطة إعلامية، إن المهاجم البالغ “50 عاماً لقي حتفه، وذاك البالغ 24 عاماً في المستشفى حاليّاً”.
وأضاف لانيون أن التحقيقات أظهرت أن شخصين فقط هما المسؤولان عن الهجوم، وأردف: “يمكنني القول إننا لا نبحث عن مهاجم إضافي”.
وعرّفت وسائل إعلام محلية عن أحد المهاجمين بأنه يُدعى نافيد أكرم، من دون أن توضح إن كان الأب أو الابن.
من هو أحمد الأحمد بطل هجوم سيدني؟
في لحظة فاصلة أنقذت العشرات شاب أسترالي من أصول عربية يُدعى أحمد الأحمد (43 عامًا) تصدّى لمسلّح خلال هجوم سيدني، وانتزع سلاحه بيديه العاريتين، ليُفشل مخططًا دمويًا كان سيحصد مزيدًا من الأرواح.
أحمد، أب لطفلين وصاحب متجر فواكه، كان متواجدًا بالصدفة، دون أي خبرة عسكرية، لكنه تحرّك بدافعٍ إنساني نادر.
أُصيب برصاصتين ويخضع لعملية جراحية، بينما وصفه رئيس الوزراء الأسترالي بـ «البطل الذي أنقذ أرواحًا لا تُحصى».