مشاريع فضاءات مفتوحة للمهرجانات الصيفية

في قراءة برقية لفعاليات المهرجانات الصيفية بولاية جندوبة أكّد عدد من متابعيها انها شهدت حضورا جماهيريا هاما من مختلف الفئات العمرية والشرائح الاجتماعية مقارنة بصائفة 2024 رغم بعض الاشكاليات الطارئة والبسيطة في التنظيم والتي لم تتسبب في اي خلل أو ضرر بشري بفضل الدور الهام لمختلف الاسلاك الامنية والحماية المدنية في تأمين وحماية روّاد هذه المهرجانات التي مازالت تشكو من نقص في الفضاءات المحتضنة باستثناء مسرح البحر بطبرقة وبعض المؤسسات التربوية ولكنها غير قادرة على استقطاب عدد كبير من المواطنين خلال الحفلات الكبرى وحرصا على ايجاد حلول بديلة لاشكاليات فضاءات العروض دعا عدد من مواطني منطقة بلطة الى نفض الغبار عن مسرح أثري بالمنطقة أشار الى وجوده الدكتور مصطفى التواتي ابن الجهة في كتابه الصادر مؤخرا تحت عنوان”تونس في مستقبل الذاكرة:مقاربة أنتروبولوجية لفهم التراث المادي واللامادي وتثمينه”حيث ذكر أنه خلال ستينات القرن الماضي تم اكتشاف مسرح أثري ببلطة صدفة من طرف عمال الحضائر بين مدرسة المنطقة ومبنى الكاتدرائية الأثرية المعروف باسم”زاوية القنارة” كما عثروا حسب المرجع ذاته على أحواض ملاصقة له يبدو أنها كانت تشكّل معصرة للعنب أو للزيتون مما يكسب هذا المسرح طابعا خاصا ونادرا وأضاف صاحب هذا الأثر أنه نظرا لعدم قدرة الدولة آنذاك على حماية هذا المسرح الاثري والإستثمار فيه فقد وقع ردمه بالتراب حماية له حتى تحين الفرصة لاهتمام الدولة به والكشف عنه وتبعا لهذا المعطى توجّه آهالي المنطقة الى السلط المعنية لنفض الغبار عن هذا المكسب الاثري وتثمينه واستغلاله كفضاء خصوصي لاحتضان مهرجانات المنطقة وتظاهراتها الثقافية خاصة ان هذه المنطقة تتميّز بتنظيم 2 تظاهرات ثقافية صيفية وهما “مهرجان ليالي صيف بوعوان” و”مهرجان سيدي صالح البلطي للتراث”ويتميزان باستقطابهم لجمهور عريض متعطش للعمل الثقافي والفني يفوق عدده أحيانا الـ30 الف مواطن.

 ومن جهته مازال مهرجان بلاريجيا الدولي الذي بلغ من العمر 49 سنة يعاني من اشكالية فضاء يحتضن عروضه حيث تتراوح برمجته بين فضاءي الموقع الاثري ببلارجيا ومسرح الهواء الطلق بالمركب الثقافي”عمر السعيدي”بجندوبة والتي لا تفوق طاقة الاستيعاب بهما الـ1500 شخص وحرصا من هيئته على ايجاد حل جذري لهذا الاشكال تم عرض مقترح على المجلس المحلي بجندوبة لبعث فضاء هواء طلق قدّم كمقترح لمخطط التنمية المستقبلي تحت عنوان مشروع “مسرح الجبل” بجندوبة على ان تتحوّل هذه المقترحات ضمن مخططات الدولة والجهة المستقبلية من حلم الى حقيقة تمكّن من ايجاد حلول جذرية لاشكالية فضاءات احتضان التظاهرات الثقافية والمهرجانات الصيفية. منصف كريمي