حقق المنتخب التونسي فوزًا عريضًا ومستحقًا على نظيره ساو تومي بستة أهداف نظيفة، في المباراة التي جمعتهما اليوم الجمعة، ضمن منافسات الجولة التاسعة من التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026.

ودخل المنتخب التونسي، بقيادة المدرب سامي الطرابلسي، المباراة بأريحية كاملة بعد أن ضمن رسميًا تأهله إلى نهائيات المونديال المقبل في أمريكا وكندا والمكسيك، ما سمح للفريق بتقديم أداء هجومي قوي وممتع.

رغم البداية الهادئة التي كادت تشهد خطورة من ساو تومي في الدقيقة الخامسة لولا تدخل يان فاليري الحاسم، فإن الشوط الأول تحوّل سريعًا إلى سيطرة تونسية مطلقة.

وشهدت الدقيقة العاشرة أول إنذار في المباراة حيث أشهر الحكم البطاقة الصفراء في وجه منتصر الطالبي لتدخله العنيف.. فيما كاد إسماعيل الغربي أن يفتتح التسجيل في الدقيقة 23 لولا أن العارضة تصدت للكرة.

وتغيّر سيناريو اللقاء بالكامل مع حلول الدقيقة 36، حين افتتح المهاجم فراس شواط التسجيل لتونس، مستغلًا تمريرة متقنة من يان فاليري، ولم يمنح “نسور قرطاج” الخصم فرصة لالتقاط الأنفاس.

وبعد ثلاث دقائق فقط (في الدقيقة 39)، عزز إلياس سعد، مهاجم أوجسبورغ الألماني، التقدم بتسديدة قوية ومتقنة.

وقبل نهاية الشوط بدقيقة واحدة (في الدقيقة 44)، عاد إلياس سعد ليضيف الهدف الشخصي الثاني له والثالث لمنتخب بلاده، لتصبح النتيجة (3-0)، وتؤكد انهيار دفاع ساو تومي في غضون ثماني دقائق فقط.

ولم تختلف بداية الشوط الثاني، حيث زادت الفعالية التونسية في الدقيقة 47، تمكن إسماعيل الغربي من تسجيل بصمته بإحراز الهدف الرابع، وهو أول هدف دولي في مسيرته، متابعًا كرة مرتدة من الحارس بعد تمريرة من علي العابدي.

دحمان المنقذ يتألق

بعد فترة هدوء نسبي، تمكن حارس تونس أيمن دحمان من إنقاذ أخطر فرصة لساو تومي في الدقيقة 65 بتصديه لتسديدة كارفالهو، ليأتي الرد التونسي بعدها بدقائق.

ففي الدقيقة 67، تعرض إسماعيل الغربي للعرقلة داخل منطقة الجزاء، ليحتسب الحكم ركلة جزاء سددها بنجاح محمد علي بن رمضان في الدقيقة 68، ليُعلن عن الهدف الخامس للنسور، منهيًا آمال الخصم.

وقبل إطلاق صافرة النهاية بلحظات، عاد محمد علي بن رمضان ليسجل هدفه الشخصي الثاني والسادس لـ”نسور قرطاج”، ليختتم مهرجان الأهداف بنتيجة مُدوية قوامها (6-0).

بهذا الفوز الكبير، رسخت تونس صدارتها للمجموعة، مؤكدة جاهزيتها للمحفل العالمي بأداء هجومي غزير ومقنع.

ولم يكتفِ المنتخب التونسي بالتأهل، بل حقق ذلك بسجل يكاد يكون مثاليًا، مؤكدا هيمنته المطلقة في التصفيات الأفريقية، وتُظهر الإحصائيات قوة الأداء التونسي على الصعيدين الدفاعي والهجومي.

وخاض “النسور” 9 جولات صعبة في التصفيات، حقق الفريق الفوز في 8 مباريات من أصل 9، وكان هناك تعادلًا وحيدًا لم يغير من مسار التأهل.

رقم قياسي دفاعي مذهل يعني أن المنتخب التونسي لم يستقبل أي هدف في جميع مباريات التصفيات التسع حتى الآن، وهو ما يعكس قوة التنظيم والانضباط الدفاعي للفريق.

كما سجّل النجم الشاب إسماعيل الغربي أول أهدافه بقميص المنتخب التونسي، “نسور قرطاج”، في مباراة تاريخية تضاف لسجل إنجازات اللاعب مع المنتخب.

وجاء هذا الهدف ليكون بمثابة إعلان رسمي عن بداية مسيرته التهديفية الدولية، حيث حقق الغربي هذا الإنجاز المهم في أول مباراة يخوضها أساسيًا ضمن صفوف المنتخب التونسي.

ويؤكد هذا التألق المبكر ثقة المدرب سامي الطرابلسي في إمكانيات اللاعب ويُبشر بمستقبل واعد لإسماعيل الغربي في خط هجوم “نسور قرطاج”.

وكان سامي الطرابلسي، مدرب منتخب تونس، قد أكد قبل اللقاء، أن المباراة أمام ساو تومي وبرانسيب، رغم ضمان التأهل المبكر إلى كأس العالم 2026، لن تكون مجرد “إجراء شكلي”.

وقال سامي، في تصريحات تليفزيونية: “صحيح أننا ضمنا التأهل رسميًّا بعد الفوز في الجولة الماضية على غينيا الاستوائية، لكننا نرفض تمامًا فكرة التراخي”.

وأضاف: “كل مباراة نلعبها بشعار واحد: الدفاع عن ألوان تونس وتأكيد شخصيتنا القوية على الميدان، والمباراة تمثل فرصة جديدة لتأكيد المسار الإيجابي الذي يعيشه المنتخب في الفترة الأخيرة”.

وواصل: “روح الانتصار والانضباط التكتيكي سيظلان من الثوابت الأساسية داخل المجموعة والمباريات من هذا النوع تمثل اختبارًا ذهنيًا قبل أن تكون فنيًا، والحفاظ على النسق العالي والانضباط التكتيكي هو ما يميز المنتخبات الكبيرة”.

وأتم: “الجهاز الفني يستغل هذه المواجهة لمنح بعض العناصر الجديدة فرصة الظهور وسنجرّب خيارات فنية قد تفيد المنتخب في المواعيد المقبلة، خاصة مع اقتراب التحضيرات لكأس أفريقيا المقبلة”.