توزر-البيان: مكتب الجنوب الغربي/ من أحمد مخلوف

حركية سياحية وإقتصادية هامة ومكثفة تشهدها ولاية توزر في هذه الأيام بمناسبة العطلة الشتوية كما ساهمت فعاليات عروض برمجة الدورة 46 للمهرجان الدولي للواحات بتوزر والتي إنطلقت عروضها منذ يوم أمس الجمعة 26 ديسمبر في إستقطاب آلاف الضيوف تونسيين وعرب وسياح أجانب وأشقاء من الجزائر و ليبيا توافدوا على ربوع الجريد هروبا من برد الشتاء القارس للإستمتاع بدفء طقس الجريد المشمس وبمباهج عروض مهرجانها الدولي التي تتواصل عروض إحتفالياته العرسية وكرنفالاته وخرجاته الصوفية والطرقية ومواكب أعراسه التي صنعت يوم أمس الحدث وعانقت الإبداع وحققت لجماهيرها التي حضرت يوم أمس كل فعاليات عروض اليوم الأول للمهرجان بأعداد غفيرة فاقت كل التوقعات حيث كانت المواكبة لكل فعاليات اليوم الأول للمهرجان الدولي للواحات بتوزر يوم أمس الجمعة وصباح اليوم السبت متميزة وهامة، وهو ما صرح به ضيوف مدينة توزر وأكدته المؤشرات السياحية، إذ تفيد المعطيات التي إستقتها “البيان” من المصالح السياحية بتوزر ان عروض فعاليات الدورة 46 للمهرجان الدولي للواحات بتوزر قد ساهمت في الإرتفاع القياسي الحاصل على مستوي كل المؤشرات السياحية بالجهة، فقد سجلت الجهة بمناسبة العطلة الشتوية وإنطلاق فعاليات عروض المهرجان زيادة في أعداد الوافدين والليالي المقضاة بنسبة 88%ومن المتوقع أن تصل هذه المؤشرات 100% خلال إحتفالات رأس السنة الميلادية، كما سجلت مدينة توزر خاصة وربوع الجريد عامة قبل وعند إنطلاق فعاليات المهرجان الدولي للواحات حركة اقتصادية وتجارية هامة نتيجة تدفق السياح من الداخل و الخارج لقضاء العطلة الشتوية والإستمتاع بفعاليات هذه التظاهرة الدولية العريقة التي ما إنفكت هيئتها المديرة تسعى وتحرص من دورة إلى أخرى على الإرتقاء بفعالياتها إلى الأفضل لكي تساهم في تعزيز الصورة السياحية بتقديم ولاية توزر كوجهة قادرة على إستضافة تظاهرات دولية ضخمة بفضل تميز عروضه وتنوعها إلى جانب حرصها على إبراز التراث المادي واللامادي للجهة من فنون شعبية وخرجات صوفية وطرقية وعادات وتقاليد وفنون الخط والنحت على خشب النخيل وعلى عدة محامل أخرى وذلك كقيمة أساسية، ومن العروض الأخرى المساهمة في تحقيق هذه المؤشرات السياحية الهامة نذكر فعاليات عرض “إيقاعات الواحة” الذي إنتظم ظهيرة يوم أمس الجمعة بمناسبة إفتتاح فعاليات الدورة 46 للمهرجان الدولي للواحات، وهو عرض ضخم جسّد أعراس الجريد وعادات وتقاليد الجريدية بالإضافة إلى الكرنفالات الإحتفائية والتي تجسدها مواكب إحتفالية ضخمة وهامة جابت يوم أمس شوارع مدينة توزر، أثثتها فرق فلكلورية وصوفية، ساهمت في تنشيط مختلف الشوارع الرئيسية والفضاءات العامة والساحات إلى جانب ورشات ملتقى الواحة للخط العربي والنحت على خشب النخيل والامسيات الموسيقية والفرجوية والشعرية والفكرية والسهرات الفنية وندوات قيمة حول التراث لمزيد تعزيز البعد التراثي والثقافي بربوع الجريد.

خرجة صوفية وندوة أدبية وشعرية وتكريمات..
وبالإضافة إلى تواصل فعاليات ملتقى الواحة للخط العربي والنحت على خشب النخيل، خصص محورها لهذا اليوم لرسم البورتريه وكتابة الأسماء، شهد صباح هذا اليوم السبت 27 ديسمبر تنظيم فعاليات “الخرجة الصوفية” وهو عرض جماعي شاركت في تأثيثه العديد من الفرق الصوفية والطرقية من الجهة ومن جهات أخرى، وشكّل هذا العرض ألروحاني فرصة هامة لجمهور المهرجان تونسين وسياح أجانب للتعرف عن قرب عن أجواء هذه الإحتفالية الصوفية الروحانية التي تتميز بإيقاعاتها ورقصاتها وشطحاتها الإفريقية وبأجوائها التي تصل إلى حد التخمر والإنتشاء. وقد إنطلقت هذه “الخرجة الصوفية” صبيحة اليوم من أمام جامع سيدي بوعلي وجابت العديد من الساحات العامة والشوارع الرئيسية وسط أجواء عرسية متميزة، علت في سمائها أدخنة وروائح مجامير البخور وأصوات ضرب الدفوف وسط هستيريا من الإنتشاء والتخمر. وقد واكب هذا العرض الصوفي الصباحي جمهور غفير تونسيين وسياح أجانب وأشقاء عرب من الجزائر و ليبيا، تفاعلوا كثيرا مع هذا “العرض الروحاني” طويلا إلى غاية الوصول إلى ساحة فلسطين بباب الهواء، وسيلي هذه “الخرجة الصوفية” عرض “مسرح الشارع” بساحة فلسطين. أما في ظهيرة اليوم فستنتظم بمقهى منارة الفركوس ندوة أدبية وشعرية سيتم في أعقابها تكريم بعض الشخصيات الفكرية والأدببة المبدعة من ذلك الدكتور شفيق الطارق الحائز على جائزة الكومار والدكتور عمر الجملي الحائز على جائزة “كتارا” للرواية العربية 2025 بالإضافة إلى الشاعر محمد الأمين الشريف. أما في المساء فسيكون لجمهور المهرجان الدولي للواحات بتوزر موعد مع عرض موسيقي بعنوان
“BINARY BEATS” بقيادة معتز الشابي وذلك بفضاء ساحة فلسطين بباب الهواء.