قالت الهند إنها هاجمت تسعة مواقع في باكستان والشطر الذي تديره إسلام اباد من كشمير حيث كان يجري التخطيط لشن الهجمات ضدها، فيما أفادت باكستان بمقتل ثمانية أشخاص على الأقل وإصابة 35 آخرين، وفقا لتقييم أولي، بينما تحدثت وسائل إعلام هندية عن مقتل 12 «إرهابيا» وإصابة 55 في الهجوم هندي.

February 28, 2019, Faced with India’s conventionally superior armed forces, Pakistan has built up stocks of short and medium-range nuclear missiles. Graphic shows a comparison of India and Pakistan armed forces.

وقال رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، إن لبلاده كامل الحق في تقديم رد قوي على أي عمل حربي يصدر منالجانب الهندي. وقالت باكستان إن الهند أطلقت صواريخ على ثلاثة مواقع، لكن بيانا للحكومة الهندية لم يذكر بالتفصيل طبيعة الضربات.

وقالت الحكومة الهندية في بيان «قبل قليل، شنت القوات المسلحة الهندية ‘العملية سيندور’ مستهدفة البنية التحتية الإرهابية في باكستان وجامو وكشمير التي تحتلها باكستان، حيث كان يجري التخطيط لشن الهجمات الإرهابية على الهند وتنفيذها». وأضافت «كانت إجراءاتنا مركزة ومحسوبة ولا تنطوي على تصعيد. لم تُستهدف أي منشآت عسكرية باكستانية. وقد أظهرت الهند قدرا كبيرا من ضبط النفس في انتقاء الأهداف وطريقة التنفيذ».

وجاء في بيان ثان للجيش الهندي على منصة إكس أن «باكستان انتهكت مرة جديدة اتفاق وقف إطلاق النار بقصفها المدفعي لقطاعي بيمبر غالي وبونش راجوري» في الشطر الهندي من كشمير، مضيفا بأنه «رد بشكل مناسب ومدروس».

من جهته أعلن الجيش الباكستاني فجر الأربعاء أنّ ثمانية مدنيّين قُتلوا في «24 ضربة» شنّها الجيش الهندي على «ستة مواقع» في باكستان وأسفرت أيضا عن سقوط 35 جريحا ومفقودين اثنين. وقال المتحدّث باسم الجيش الليفتنانت جنرال أحمد شودري إنّه في عداد القتلى الثمانية «فتاة تبلغ من العمر ثلاث سنوات» قُتلت في مسجد في بهاولبور بإقليم البنجاب الباكستاني.

وذكر التلفزيون الباكستاني الرسمي، نقلا عن مسؤولين أمنيين، بأن سلاح الجو الباكستاني أسقط مقاتلتين هنديتين. وتوعّد الجيش الباكستاني بالردّ على «ضربات جوية» نفّذتها الهند في «ثلاث مناطق» في باكستان، وفق ما أعلن متحدث باسمه، مشيرا إلى استهداف مدينتين في شطر كشمير الخاضع لسيطرة إسلام أباد ومدينة ثالثة في إقليم البنجاب المتاخم للهند، وأفاد بمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 12.

وبعد الانفجارات، قال شهود إن الكهرباء انقطعت عن مظفر اباد، عاصمة كشمير الباكستانية. وقال شهود وشرطي في موقعين على الحدود في الشطر الهندي من كشمير إنهم سمعوا دوي انفجارات قوية وقصفا مدفعيا مكثفا بالإضافة إلى تحليق طائرات في الجو.

يأتي هذا التطور في ظل تصاعد التوتر بين الجارتين النوويتين في أعقاب هجوم على سياح هندوس في كشمير الهندية الشهر الماضي. واتهمت الهند باكستان بالوقوف وراء الهجوم الذي أودى بحياة 26 شخصا، وتوعدت بالرد. ونفت باكستان أي علاقة لها بالهجوم وقالت إن لديها معلومات مخابرات تشير إلى أن الهند تخطط لهجوم. وبعد الضربات الهندية، قال الجيش في منشور على منصة إكس «تحققت العدالة».

الأمم المتحدة

من جانبه، اعتبر الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش أنّ “العالم لا يمكنه تحمّل مواجهة عسكرية” بين الهند وباكستان، وذلك بعيد توجيه الهند ضربات عسكرية لجارتها التي توعّدتها بالردّ.

وقال المتحدّث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغاريك في بيان إنّ غوتيريش يبدي “قلقه البالغ” إزاء التصعيد الراهن و”يدعو كلا البلدين إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس العسكري”.

ماذا حدث؟

تصاعدت التوترات بين الجارتين النوويتين في أعقاب هجوم شنه مسلحون الشهر الماضي على سياح في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير، وألقت الهند باللوم على باكستان لدعمها الهجوم، وهو ما نفته إسلام آباد.

وبحسب المسؤولين، أصابت الصواريخ مناطق في الشطر الخاضع لباكستان من إقليم كشمير، إضافة إلى إقليم البنجاب شرقي البلاد.

وأوضح أحد المسؤولين أن أحد الصواريخ أصاب مسجدا في مدينة بهاولبور في البنجاب.