أحيى النادي الرياضي الصفاقسي يوم أمس 28 ماي 2025 الذكرى 97 لتأسيسه بعد أن نشأ وظهر قانونيا سنة 1928 تحت اسم “النادي التونسي”، رافعا في شعاره علم تونس ومتخذا من الاحمر والابيض لونين مميزين له دليل على انتمائه إلى تونس واعتزازه بها وعلى اعتماده الرياضة كشكل آخر من اشكال الحفاظ على الهوية الوطنية والاعتزاز بالاصل والجذور.

وجاء الفريق امتدادا رياضيا لملحمة 16 جويلية 1981 التي عاشت خلالها صفاقس اياما ثقيلة ودامية سقط خلالها المئات من أبنائها شهداء دفاعا عن الارض في وجه انتصاب الاستعمار الفرنسي، ومن هنا التصق هذا الفريق العريق منذ لحظة تأسيسه القانونيه بصفاقس كواجهة رئيسية لها في كل المحافل الرياضية.
ولم يكن التأسيس هينا لكن الحرص على البقاء والصمود والنشاط في مختلف التظاهرات المتاحة كان يعزز الثبات. ورغم ان الجمعية مرت بفترات صعبة على عديد المستويات لكنها لم تحد عن أهدافها النبيلة في خدمة الوطن من بوابة النشاط الرياضي بمختلف أشكاله وحفاظا على الهوية.
وبعد أن تحقق الاستقلال، حافظت هذه الجمعية على ثوابت التأسيس وعلى التمسك بخدمة البلاد والارتقاء بالنشاط الرياضي جهويا ووطنيا كما قامت في جويلية 1962 بتغيير اسمها من النادي التونسي الى النادي الرياضي الصفاقسي وبتغيير ألوانها من الأحمر والأبيض الى الابيض والاسود واهتمت بكل الرياضات وبكل الاصناف مع الحفاظ على الجمع بين النشاط الرياضي والتكوين العلمي لمنتسبيها.
ولم يكن من الغريب رؤية أبنائها في مختلف الفروع قدجمعوا بين التفوق الدراسي والعلمي والتفوق الرياضي ومن ابرز الأسماء في مرحلة الستينات والسبعينات منصف القايد ورؤوف النجار ومن هنا صحّ وصف النادي الرياضي الصفاقسي بانه مدرسة رياضية وعلمية وتربوية عريقة.
ولئن تربعت اصناف شبان النادي الصفاقسي في الستينات على التتويجات في المسابقات ولا سيما كرة القدم فان الفريق الاول لجهة صفاقس لم يشأ ان يودع حقبة الستينات دون رفع اول ألقابه ولم يشأ ان يفتتح حقبة السبعينات دون رفع اول ثنائيات حيث ان النادي الرياضي الصفاقسي لكرة القدم تمكن في موسم 1968 ـ 1969 من الفوز باول بطولة وطنية له ودعم تفوق صفاقس في تلك الفترة باعتبار ان موسم 1967 ـ 1968 كان التتويج فيه بالبطولة من نصيب سكك الحديد الصفاقسي وفاز الفريق موسم 1970 ـ 1971 بثنائي البطولة والكأس وبلحظات نجاح وعطاء وتألق استثنائية على كل المستويات.
وتتالت الألقاب والمشاركات والنجاحات محليا وقاريا كما تتالت بصمات الفريق في المشهد الرياضي حيث أنه زوّد المنتخب الوطني لكرة القدم بثلاثة لاعبين من الطراز العالي في اول مشاركة تونسية في نهائيات كأس العالم 1978 بالارجنتين ونتحدث هنا عن الاسطورة حمادي العقربي وعن رأس الحربة الذهبي محمد علي عقيد وعن الظهير الطائر مختار ذويب.

وتتالت الأسماء الكبيرة التي انجبها النادي الرياضي الصفاقسي وعلى سبيل الذكر لا الحصر ومن ابرز المحترفين على أعلى مستوى في تاريخ الكرة التونسية “الفهد الاسمر” حاتم الطرابلسي نجم اجاكس امستردام الهولندي ثم مانشستر سيتي كما نتحدث وعلي المعلول مع الاهلي المصري وارقامه الاستثنائية.
كما أن النادي الرياضي الصفاقسي هو من افتتح مشاركات الاندية التونسية في المسابقات القارية سنة 1984 بمشاركته في البطولة الافريقية للاندية البطلة (رابطة الابطال الافريقية حاليا) ووضعه الحظ السيء في الدور السادس عشر مع الزمالك المصري غول افريقيا في تلك الفترة وهو الذي يحمل الرقم القياسي الى الان في عدد التتويجات بلقب كأس الكنفدرالية كما انه اول فريق تحصل على النسخة الاولى من دوري ابطال العرب 2004.
وفي الكرة الطائرة تألق النادي الرياضي الصفاقسي وطنيا وعربيا وقاريا بابنائه وصنع ملحمة نجاح لا نظير لها فترة الثمانينات وتتالت تتويجاته المحلية والدولية عربيا وافريقيا انطلاقا من أول بطولة عربية تحصل عليها سنة 1983 في المغرب امام نادي الرشيد العراقي وشارك النادي الرياضي الصفاقسي في بطولة العالم للاندية كما تحصل نجمه غازي المهيري على لقب صاحب اعلى قفزة في هذه اللعبة.
كما تالق النادي الرياضي الصفاقسي في كرة السلة ولا سيما في الكبريات بعديد الالقاب والمشاركات الوطنية والعربية والافريقية ونفس الشيء في مختلف الفروع والاصناف.
ويحتفل النادي الرياضي الصفاقسي بالذكرى 97 لتأسيسه وسط آمال أن تقترن أفراح المائوية بإنجاز المدينة الرياضية وخاصة ملعب كرة قدم بطاقة استيعاب لا تقل عن 40 الف متفرج يكون مفخرة للجهة وفضاء يمكن استغلاله وطنيا ودوليا في المسابقات.
كما يحتاج الصفاقسي اليوم إلى وقفة من جميع السلط ومن جميع ابنائه من أجل مساعدته على تجاوز الديون الثقيلة والصعوبات المالية الخانقة التي تهدد كيانه وتقف حجر عثرة في وجه انطلاقة جديدة له.