بنزرت من الحبيب العربي

تحدّثت قبل قليل في مكالمة هاتفية إلى أحد المسؤولين الميدانيين العاملين بالبلدية بشأن العمل البلدي عامة في مدينة بنزرت..

قلت له مُعيبا على البلدية : “اعوانكم في النظافة والبستنة وفي الأشغال العامة قليلون..  مات من مات.. وأُحيل على التقاعد من أحيل.. ولا تعويض لهم.. توسّعت المنطقة البلدية ولم تتوفر إمكانياتكم بالقدر اللازم.. بما جعلكم غير قادرين على إنجاز المطلوب منكم بالنحو الأفضل”..

قال :  “النقص في الاعوان، لا يمكننا الحديث عنه فها نحن نحاول تجاوزه بأكثر ما نقدر من مجهود..  نحن على الميدان، نحاول ألا نتخلّف لحظة عن نداءات المواطن لنا بالنهار والليل عبر رسائله ومطالبه وعبر هواتفنا الخاصة..

مع التأكيد على أن إمكانياتنا اللوجستية محدودة بالنظر إلى ما يتطلبه تدخلنا في كل مرة..  لكن ماذا عسانا أن نفعل إزاء ثلاثة عوامل..

العامل الأول : مخلفات المجالس البلدية السابقة التي لا يمكن تجاوزها في وقت قصير..  ومع هذا نرى بعض من كانت أرجلهم في الرّكاب يلومون علينا في بعض ما خلّفوه..

العامل الثاني : نحن نعمل بالشراكة مع أطراف أخرى متدخلة معنا في الميدان، فماذا تريدوننا أن نقول حين لا ينجز طرف آخر المطلوب منه في الأجال ؟..

وأمّا العامل الثالث : فهو الأهم والاكبر، وهو المتمثل في المواطن الذي نحن نعمل جميعا من أجل إرضائه وتلبية حاجياته في محيط حياته..

هذا المواطن، نراه لا يعاوننا في شيء تقريبا لأنه مُهمِل في تصرفه في الشارع كما في الطريق العام..  يتخلص من فضلاته وبقاياه بشتى الطرق غير المتحضرة عامة وغير المراعية لمجهودنا.. “

قلت مُعقّبا : وكيف لي، وأنا الإعلامي المقتنع بواجب مساعدتكم في شيء ما، ماذا عليّ أن أفعل ؟..

قال : “قل للمواطن للمرة الألف أن كل ما نقوم به نحن من خدمة لصالحه إنما هو واجب وسعي متواصل منا كإدارة كي نرضيه واكبر سعادتنا هي أن يتصل بنا المواطن فيقول لنا انه راض على خدمتنا له..

قل للمواطن أن يضع نفسه مكاننا في كل حركة يقوم بها في الشارع والطريق العام..

ثم قل له نهاية : أنت يا مواطن رأس مالنا الذي نحب أن نحافظ عليه..

ونحن نطلب منك أن تجعل منا رأس مالك في ممارستك لحياتك اليومية..”

قلت : “اللهم قد بلّغت”..

الحبيب العربي