بقلم الصحفي بدر الدين الجبنياني


أصبحت مشاهد الانفلات الأخلاقي على حافة ميادين كرة القدم التونسية مشهداً مألوفاً في أغلب مباريات البطولة، حيث يتجاوز بعض المدربين حدود اللياقة، ويتحولون إلى مصدر فوضى بدل أن يكونوا نموذجًا للانضباط والروح الرياضية.
آخر هذه المظاهر الصادمة تمثّلت في ما قام به مدرب الترجي الرياضي التونسي ماهر الكنزاري، خلال مباراة فريقه ضد الملعب التونسي، حيث رصدت الكاميرا تفوّهه بعبارات تمسّ الذات الإلهية، في لحظة غضب وجهها إلى أحد لاعبيه. هذه العبارات وصلت بكل وضوح إلى بيوت التونسيين عبر شاشات التلفاز، مخترقة حرمة المنازل، وخصوصية الأطفال والعائلات.

في ردّ فعل أولي، قامت الهيئة المكلفة بتسيير شؤون الرابطة بتسليط عقوبة على الكنزاري بمنعه من الجلوس على مقاعد البدلاء لمدة أربع  مباريات . ورغم ما تحمله هذه العقوبة من رسالة ردعية، إلا أنها لم ترتقِ إلى مستوى الحدث الخطير، إذ يفترض أن تكون العقوبة أكثر صرامة، نظراً لأنّ ما صدر عن المدرب ليس مجرد “ردة فعل” بل اعتداء لفظي على القيم الدينية والأخلاقية.

ما يدعو للقلق أكثر، أنّ هذه الحادثة ليست معزولة، بل نرى في كل جولة من البطولة مدربين ولاعبين يتهجّمون على الحكام، يستعملون لغة سوقية، ويتدخلون بطريقة فوضوية في كل قرارات الحكم، دون احترام لا لميثاق الرياضي ولا لروح اللعبة.
وفي هذا السياق، نوجّه نداءً خاصاً إلى المدرب فوزي البنزرتي، المعروف بعصبيته وحدّة تواصله داخل الملعب، إلى مراجعة أسلوبه والانتباه إلى حجم تأثيره على اللاعبين والجماهير، نريده قدوة في الانضباط لا مثالاً على التوتر والانفعال.
كما نطالب الجامعة التونسية لكرة القدم بتفعيل قوانين أكثر صرامة تجاه كل من:
*يتجاوز حدوده على حافة الميدان من مدربين أو لاعبين.
*يُهين الحكام أو يستعمل ألفاظاً نابية خلال المباريات.
*يتعمّد إثارة الفوضى أثناء المقابلات.
ونقترح أن تشمل العقوبات:
*لمنع من الجلوس على بنك البدلاء لعدد معين من المباريات.
غرامات مالية صارمة.
إجبارية الخضوع لتكوين في أخلاقيات الرياضة.
لقد آن الأوان لأن نعيد لكرة القدم التونسية هيبتها، وأن تكون الملاعب فضاءً للتربية قبل أن تكون مسرحاً للتنافس.