ثقافة وفن – بنزرت من الحبيب العربي

شاعر بنزرت الاول البشير المشرقي

بعد أن وقع تكريم الشاعر الكبير البشير المشرقي من خلال عرض دواوينه الإثني عشر في مدينة الثقافة بالعاصمة ببادرة من الأديب والمفكر محمد الماي، وفي القيروان باستضافةٍ من الشاعرة الكبيرة جميلة الماجري رئيسة بيت الشعر بعاصمة الأغالبة، انتظرنا أن تنظم بنزرت –  مهده ومدينته الأصلية وموطن نشأته ومسرح عطائه الزاخر بالثقافة عامة، اعتبارا لكونه شغل خطة رئيس اللجنة الثقافية الجهوية ومن بعدها عّيّن مندوبا جهويا للثقافة… ولكونه كان منذ عقود من الزمن يؤلف الشِّعر بطابع خاص به يتسم بالرومانسية التي افتقدناها في زمننا هذا بحكم طغيان المادة على كل سلوكاتنا ومشاعرنا وهو من نوع “السّهل الممتنع” في تركيبته وفي بناء أبياته وصوره الشعرية – أن تتحرّك وتنظم لقاءً خاصا به يليق باسمه وتاريخه وبكل ما قدمه من شِعر للساحة في بلادنا..

انتظرنا لقاءً يحضره زملاؤه الشعراء من داخل الجمهورية وكذلك اصدقاؤه من الوطن العربي، ولكن هيهات..

الطرف الوحيد الذي فكّر في مثل هكذا حركة هو المُركّب الثقافي “الشيخ ادريس” ببنزرت بدعم من مندوبية الثقافة فكانت أمسية السبت 16 نوفمبر 2024 بأحد فضاءات المركب..

الأمسية حملت عنوان “قراءة في الإثني عشر ديوان” للشاعر المحتفى به… قدمها بامتياز أستاذ التعليم الثانوي في مادة العربية والإعلامي الكبير منصور الغرسلّي…

دواوين الشاعر البشير المشرقي هي على التوالي :

– في البحث عن مقر ؛ نوافير.. وتشدو ؛ على نقر المطر والذكريات ؛ همسات الى الزمن الهارب ؛ السندباد والقمر الوحيد ؛ احبتي والليل والوطن ؛ توقعات الربيع الخامس ؛ كتاب الفصول ؛ لغة الاغصان المختلفة ؛ تحليق خارج حدود الحلم ؛ اقمار في ليالي الحنين ؛ وفسيفساء الظل والألوان ؛..

ولمن لا يعرف مسيرة البشير المشرقي في الحياة نقول :

* انه زاول تعليمه الابتدائي بزرزونة والثانوي ببنزرت  والعالي بكلية الأداب والعلوم الانسانية بتونس حيث تخرّج بشهادة الأستاذية في اللغة والأدب العربي وبشهادة في الأدب المقارن..

*  باشر التدريس بالمعاهد الثانوية كاستاذ اول للتعليم الثانوي ثم كُلٍف بعدها بادارة عدد من المعاهد الثانوية… ثم عُيّن مندوبا جهويا للثقافة ببنزرت لمدة عقدين نن الزمن..

* حاصل على جائزة الدولة للتشجيع على الإنتاج الادبي في اواخر الثمانينيات وعلى الصنف الرابع من وسام الإستحقاق الثقافي..

* شارك في عديد التظاهرات الثقافية والشعرية بتونس وبالخارج كالمهرجان العالمي للشعر بستروقا، مقدونيا سنة 1985…

* نشر اثني عشر ديوانا شعريا كما ذكرنا..

* نشر شعره بالجرائد والمجلات التونسية..

* أنتج برامج أدبية للاذاعة الوطنية كبرنامج “خيوط الفجر”..

*   مدرج بمعجم البابطين للشعراء المعاصرين..

فضلا عن كل هذا هو متزوج من أستاذة في التعليم الثانوي وله ابناء وأحفاد..

هذا غيض من فيض عن اهم محطات مسيرته في الحياة والمهنية والثقافية والشِّعرية..

نعود إلى أمسية يوم أمس السبت فنلاحظ أن مندوب الثقافة ببنزرت قد شرّفها بحضوره من البداية إلى النهاية وان منصور الغرسلي قد كان طريفا وثريا في تقديمه لدواوين المشرقي ذاكرا طفولة الشاعر والفضاء الطبيعي الخلاب الذي نشأ بينه في صغره وقد استلهم منه نفَس شِعره ليوم الناس هذا..

من حضروا الأمسية، كانوا في معظمهم شعراء وأساتذة في التعليم الثانوي وكذلك بعض تلامذة الشاعر من زمن أن كان مديرا لمعاهد ثانوية..

الإعلاميون حضر منهم أربعة وأصدقاؤه الذين جاؤوا الندوة خصيصا من خارج بنزرت هم شعراء، مشكورون ومُرحّب بهم في عاصمة الجلاء..

تخللت الأمسية مداخلات قصيرة لبعض الحاضرين الذين اشادوا بشِعر شاعرنا..

من ناحيتنا، اقترحنا خلال مداخلتنا على المندوب الجهوي للثقافة، الأستاذ فوزي بن قيراط، أن يقع تنظيم ملتقى سنوي في الشِّعر يحمل اسم البشير المشرقي لاعتباره الشاعر الاول في ولاية بنزرت وشاعرا كبيرا في تونس..

المقترح لاقى استحسان كل المشاركين في الأمسية الذين باركوه بالتصفيق، فما كان من مندوب الثقافة إلا أن بارك بدوره المقترح وأعلن موافقته المبدئية على أن تتبنى المندوبية ومن ورائها وزارة الثقافة تنظيم الملتقى فتتم دعوة شعراء من خارج الحدود بالمناسبة..

وبقراءة الشاعر الكبير البشير المشرقي لبعض مقتطفات من بعض قصائده، اختتمت الأمسية بتقديم شهادة تكريمية للمحتفى به وبصور تذكارية توثّق للحدث الذي يُشكر عليه مدير المُركب الثقافي الشيخ ادريس ببنزرت، الأستاذ البشير القمّودي..

الحبيب