لم يحد نادي الفنون التشكيلية بالمركب الشبابي سهلول حمام سوسة عن طقوسه وتقاليده في الإشتغال على المدوّنة الفنية الإبداعية بانامل شبابية وكل هذا الحرص ثبٌت أسسه بفضاء وخيمة الرسم الأستاذ والفنان المتميز فيصل بنعلية طيلة سنوات من المكابدة والتضحيات الجسيمة حتى يصل بروّاد نادي الرسم إلى مرفأ النجاح وتحقيق الهدف المنتظر المتمثل أساسا في التعريف بمهارات ومؤهلات شبابنا من الإناث والذكور على حد السواء في مجال الفنون التشكيلية بعد توفير كل ممهدات الراحة والعمل في اطار المناخ السليم بالمركب الشبابي سهلول لينقلب في شكل خلية إبداعية مُلهمة لعشاق الرسم كي ينتجوا لوحات فنية في حجم تطلعاتهم وانتظاراتهم، جاءت متطابقة مع الضائقة الروحية والأحاسيس الشبابية التي تتطلٌع للأمل المنشود وتعكس بالتالي هَوس روّاد نادي الرسم باللعبة التشكيلية ومغامرتهم للإبحار مع التيار تارة وعكسه تارة اخرى…

 فاستوى المعرض الجماعي الذي افتتح يوم السبت 8 جوان 2024 برواق فينشي القنطاوي، شرفة بهيّة بالضياء تقاسم بهجتها كل من حضر الأمسية ليستمتع المشاركون بثمار تعبهم وينالون الرضا والإعجاب من لدن زوّار المعرض الذي احتوى قرابة خمسين لوحة فنية راوحت بين التشخيصي والواقعي والطبيعة الصامتة بتقنيات مختلفة بين الأكريليك و الزيتي، والمتأمّل في محتويات المعرض يلحظ علو كعب الفنانين الشباب ودرايتهم الواسعة بفنيات ونواميس اللمسة مع تلاعبهم الفطن والواعي بالفرشاة المغمسة بعطر الألوان وتمريرها السلس فوق بياض القماشة.

 ما يزيد فضول المتأمل في المحامل المعروضة حرص الفنانين الشديد بالتفاصيل الدقيقة حتى يسمو العمل التشكيلي متكاملا لا تشوبه اختلالات لتعكٌر مزاج المتقبّل، بل ضاعفت اللوحات في شدّنا إليها شدّا قويا لنعترف في الأخير أن هذا المعرض الجماعي جاء تتمّة لجهد تواصل على مدى سنة دون توقف لتشيّد هذه المحطة السنوية الإبداعية وتفتك لها موقعا متميزا في المشهد التشكيلي والثقافي بولاية سوسة وتساهم في إشعاع المؤسسة الشبابية على محيطها.

 لا نملك إلاٌ أن نثمّن مجهودات كل من وقف وراء هذا التألق وأثث دهشته من أطراف ذات علاقة من قريب أو بعيد تمنياتنا بمزيد التوفيق والسداد للمنشط  فيصل بنعلية ومن خلاله نرفع القبعة عاليا لكافة الرسامين المشاركين في هذا المعرض الفني المتميز.  هذا مع العلم ان فعاليات المعرض تتواصل إلى حدود 23 جوان 2024 لتبقى الدعوة مفتوحة لكل من فاته حفل الإفتتاح للإطلاع على لوحات المعرض برواق فينشي القنطاوي سوسة.

جلال باباي