بنزرت/الحبيب العربي،

“فين كنا ؟.. وفين أصبحنا ؟..
النادي البنزرتي يمر بأجمل فتراته.. من جميع النواحي.. ومن الآن نحن نخطط لإنهاء الموسم الحالي بأفضل ترتيب في مجموعة تفادي النزول لندخل الموسم المقبل بأوفر حظوظ اللعب من أجل أعلى المراتب”..
هكذا كان جواب أحد الأنصار المتيمين بحب فريق القرش الأصفر والأسود حين سألناه رأيه في واقع فريق جمعيته قبل ثلاثة أيام من موعد الجولة الرابعة من مرحلة الإياب في مجموعة تفادي النزول التي يستضيف فيها الحارس البطل قيس العمدوني وزملاؤه أبناء أمل حمام سوسة يوم الأربعاء المقبل في ملعب 15 أكتوبر ببنزرت..
مثل هذا الرد الإيجابي جدا يتفق حوله معظم أنصار “السي آ بي” في الوقت الراهن.. بل إن أحدهم قال لنا :
“بالله عليكم لا تتحدّثوا عنا كثيرا الآن.. فنحن نريد أن نضمن استقرار جمعيتنا الذي افتقدناه منذ سنوات طويلة.. نريد أن يعود بريق فريقنا إلى سالف لمعانه حين كنا من أبرز الفرق في بلادنا وقد شهدت لنا كل القارة الإفريقية في ثمانينيات القرن الماضي وفي بداية العشرية الثانية من القرن 21..
لماذا قول الأحباء في بنزرت صار إيجابيا بهذا الشكل والقدر.. وكيف انقشعت غيمة الخوف على مستقبل الجمعية بهذا النحو ؟..

الفضل لسمير ولهيئته المنتخبة..
للرد على هكذا تساؤل، وجبت العودة إلى الأصل في الشيء حيث القاعدة التي تقول “إذا عرفنا السبب، زال العجب”..


فالسبب يتمثل في القطع مع غياب الإستقرار في صلب الهيئة المديرة حيث كانت الهيئات التسييرية الوقتية المتعاقبة التي أنهكتها كثيرا المديونية حتى أصيبت “كاسة” الجمعية بالإختناق..
إضافة إلى ذلك، كان عزوف أبناء النادي البنزرتي عن تحمل المسؤولية ضمن الهيئة المنتخبة رغم عديد الفرص التي فتح فيها باب الترشح لذلك..
الأمر في هذا يعود قطعا إلى مخلفات فترة عبد السلام السعيداني الذي فوجئ بالوضع المالي الخانق للجمعية حيت تم انتخابه سنة 2017 فدفع من ماله الخاص ما استطاع، بل أكثر حتى من استطاعته، بما جعله محل تتبعات عدلية انتهت به خارج البلاد ساعيا خلاص ما عليه بالتقسيط قبل العودة لأرض الوطن..
هذا عن أصل سبب أزمة النادي البنزرتي التي ظهرت عراقيلها قوية وهدامة في فترة السعيداني..
أما عن زوال العجب فيما يتعلق بوضعية النادي البنزرتي فالأمر يتمثل في إقدام سمير يعقوب على الترشح لرئاسة الجمعية في جلسة عامة انتخابية يوم الأحد 15 جانفي من العام الجاري..
وبترشحه ترشح معه اثنان من الهيئة التسييرية التي سبقته وهما أمير الجزيري الذي شغل في الهيئة المنتخبة خطة نائب الرئيس يعقوب بعد ان كان رئيس التسييرية ثم شريهان العربي التي تولت خطة الكتابة العامة وقد كانت نائبة أمير في التسييرية الأخيرة..
ومع تولي سمير يعقوب رئاسة الجمعية بإجماع كل المنخرطين، بدأت ديون الجمعية في الذوبان ثم وُضٍعت استراتيجية إدارية وفنية لضمان مستقبل أفضل للجمعية، من ذلك ان ضُبِطت أولوية فرع كرة القدم بكل أصنافه، الأكابر أولا ثم الشبان، ثم كرة اليد وكرة السلة.. وبعد كل ذلك التخطيط لإنقاذ الموسم الحالي والعمل على التأسيس لإنجاح الموسم المقبل بإعادة الفريق لصف كبار البطولة التونسية..

سفيان الحيدوسي، الرجل المناسب في المكان المناسب..
أول اختيارات سمير يعقوب وهيئته في المجال الفني كان إقدامهم على اختيار الممرن خالد بن يحيى الذي رمّم بعض ما يمكن ترميمه صلب الفريق لكنه لم يجعل الفريق قادرا على منافسة “كبار” البطولة.. فكان أن وقع التخلي عنه بإلحاح من الأحباء ووقع تعويضه بسفيان الحيدوسي الذي ما إن تسلم الفريق حتى انتصر على النجم الساحلي في سوسة بالذات بهدفين للا شيء سجلهما المهاجم خليل بلبوز..

سبحانه مبدل الأحوال..
إذ بعد الهزيمة أمام الترجي في رادس برباعية كاملة تلتها هزيمة أمام البقلاوة في بنزرت بهدفين لهدف، أصبح الفريق قادرا على تحقيق الإنتصار خارج الديار أمام واحد من أعتى الفرق، النجم الساحلي !!؟؟..
وهذا الإنتصار حدث بعد تولي الحيدوسي تدريب الفريق لمدة أربعة أيام فقط..
وهذا ما جعل الكثيرين يقولون آنذاك “سامح الله من كان سببا في عدم تسلم الحيدوسي مقاليد الأمور بعد كريم التواتي مباشرة، في شهر ديسمبر من العام الماضي..
بعد ذلك تتالت النتائج الإيجابية واكتسب الفريق التوازن المنشود بين خطوطه الثلاثة بما جعله قاب قوسين أو أدنى من الإنضمام لمجموعة اللعب من أجل التتويج..

حين توفّر المال..
أمر آخر لا يقل أهمية عن كل ما ذكرنا وهو المتمثل في توفّر المال حيث تمكنت هيئة سمير يعقوب من تسديد ما على الجمعية من ديون كانت لفائدة لاعبين أجانب سابقين ثم تمكين اللاعبون والإطار الفني من مستحقاتهم كأجور شهرية ومنح مختلفة..
حتى المنازل التي تم تسويغها للعديد من اللاعبين داخل مدينة بنزرت، والمطاعم التي يتناولون بها وجباتهم، جميعها تم دفع مستحقات مالكيها.. والآن ليس بحق الجمعية إلا أجر ومنح الشهر الجاري..
وكل هذا يجعلنا نبارك هذا التصرف السليم في إنهاء الأزمة المالية للجمعية ونشد على أيدي كل من وفر المال بالمقادير المطلوبة وأولهم بطبيعة الحال الرئيس سمير يعقوب الذي وفر بمفرده للهيئة التسييرية التي سبقته مبلغا يقارب المليار وقد كان خارج الهيئة الوقتية أصلا وقتها..

اللوكال.. قبل ذكرى التأسيس..
أخر ما يمكن أن نثيره في مقالنا هذا بالتحديد هو ما يتعلق بالمقر الجديد للنادي البنزرتي في نهج الهادي شاكر الذي انطلق في إعادة بنائه بشكل هندسي جميل الرئيس السابق مهدي بنغربية، ثم لما هو وقع تحت طائلة العدالة لأسباب غير متعلقة بالنادي البنزرتي، توقفت الأشغال التي شارفت آنذاك على نسبة 70 % من نهايتها..
من أشهر والأشغال متوقفة..

ومن وقتها وأصوات بعض الأحباء ترتفع من حين لآخر تدعو السلطة للتدخل لإتمام ما يجب إتمامه..
وآخر الأصوات هو صوت المحب الناشط بامتياز في جمع المال للجمعية من خلال البحث عن الدعم وبيع الاشتراكات، عصام بن صابر، الذي اتصل بنا وقال :أرجوكم، أبلغوا صوتي وصوت كل أحباء فريق السي آ بي لوالي الجهة سمير عبد اللاوي وإلى الكاتبة العامة لبلدية بنزرت إيمان الزواوي التي تتولى تسيير البلدية حاليا، قولوا لهما أن يتحركا الآن وقبل أي وقت لاحق كي يوفروا ما يجب توفيره لإتمام أشغال المقر عساه يكون جاهزا ويفتح أبوابه في الذكرى 95 لانبعاث النادي في 28 جويلية 2023 لتشهد مدينة الجلاء احتفالات كبيرة بالمناسبة تليق باسم جمعية في عراقة النادي البنزرتي صاحب أول تتويج إفريقي في بلادنا في يوم مشهود، يوم 3 ديسمبر 1988..

.