كنٌا سعداء بلقاء ضيفة "البيان" المصورة الفوتوغرافية: شيماء الغابر التي بقيت لسنوات مغمورة تنتظر فرصتها لإبراز قدراتها الإبداعية في مجال الصورة الفوتوغرافية ذات العلاقة بالجانب الصحفي بعد مرورها بتجربة التصوير الفوتوغرافي للمشاهد الطبيعية والمعمار التونسي والتظاهرات الفنية والتضامنية هنا وهناك

التقيناها بصالون الرواق سوسة جوهرة ضمن معرض جماعي، لتطلعنا على نماذج من صورها الوارفة بالحرفية وحذق واضح لنواميس الفوتوغرافيا.

🔘هوس بالصورة وعشق لا يوصف:

شيماء الغابر كائن ابداعي مهووس بالتصوير الفوتوغرافي منذ نعومة أظافرها، وخيٌرت التوجه للمسك بفنيات ونواميس هذا الفنٌ الذي تدرٌجت فيه خطوات متقدمة بالرغم من عشقها للرسم اليدوي، تتلمذت على يدي أستاذها الفنان: محمد اكرم خوجة برواق علي خوجة بالمهدية وساهمت في تغطية تظاهرة ألوان الصيف summer colors كما اطٌرت لفترة معينة ورشة للرسم برواق علي خوجة وقضت فترة زمنية بالفريق الإعلامي وأسرة راديو “المنارة ” في تصوير ضيوف الراديو من الفنانين والمبدعين حيث كانت للَمْستها الفنية تفرٌد وخصوصية تختلف عن التصوير الفوتوغرافي الكلاسيكي، كما قامت بالتقاط عديد الصور لجملة من الحفلات الفنية وكان للمشاهد الطبيعية نصيب وافر في اهتماماتها الإبداعية. شاركت ضيفتنا في الدورة 21 من مهرجان الفداوي بسوسة ونالت صورها إعجاب الضيوف والمشاركين على حدٌ السواء.
هي مُصرٌة على افتكاك موقعها في المشهد الثقافي خصوصا فيما تعلٌق بمجال الصورة المتعلٌقة بالإعلام المرئي والمكتوب. تبقى متأثرة بالمصوٌرة الفوتوغرافية العالمية: ألكسندرا بولات Alexandra Boulat وتحاول ان تنسج على منوالها قادم السنوات…

قامت بتغطية العديد من التظاهرات الإنسانية التضامنية والفنية وحتى العائلية ليبقى ميلها الأول والاخير للتصوير الصحفي الذي مثٌل شغفها الأول والأخير.

🔘بهارات الصورة وانتزاع باهر لإعجاب المتفرج
حين نوينا ان نقتحم عالم صورها التي رصدتها كاميرا آلتها تاكد إلينا اهتمامها بالمشاهد الطبيعية الساحرة وانتزاع الفنانة اللحظة الخاطفة في الزمان والمكان لترتسم اللقطة المأخوذة منجزا فنيا وإبداعيا حاكته بصنعة وثقة في مقدرة اناملها الضغط على زرٌ الآلة الفوتوغرافية عندما تتجمٌع عبر حدقة عين الفنانة كامل اوصاف وتيمات الصورة متكاملة العناصر الجمالية والذوقية عند طلوع شمس الصباح أو غروبها وامتداد السماء فوق المتوسط الأزرق وكأنها دعوة الى موعد لانتزاع قلق الذات الإنسانية وإذابة أرقها، هي صور أشبه بلوحات زيتية بلا روتوش تقاسمتها شيماء الغابر مع الطبيعة لترويها لنا ولعشٌاق الصورة الفوتوغرافية بسيناريو فنٌي مقتدر ورائق ليثبت بهارات الصورة بعد استخراجها وبصمة الفنانة التي ألٌفتها ونحتتها خصيصا دون غيرها من الفوتوغرافيين.

ثمٌ ما لفت انتباهنا شغف الفنانة بالمعمار التونسي والمعالم الدينية كالمآذن والمساجد والتي عكست تعلٌق الإنسان العربي بدينه الإسلامي وعقائده كما ابرزت خصوصية البناءات التي تميل إلى الأقواس في سقائفها الداخلية فتماهت هي الأخرى لوحات تشكيلية تؤرّخ وتسجل في دفاتر الذاكرة… لتبقى ايضا رصيدا محترما لمن رغب من الباحثين قصد استغلالها في مشاريع بحوثهم في اختصاص التاريخ، أمٌا الجانب الوافر من اهتمامات المصوٌرة الفوتوغرافية شيماء الغابر فنرصده دون أدنى شك في تغطيتها الرشيقة بالصورة لاهمٌ سهرات اشهر الفنانين من زوايا عديدة وفي لحظات برقية لا يفقه حدوثها إلاٌ المتمرٌس في حرفته، هكذا افادتنا شيماء الغابر أن ميلها الأول والأخير يبقى في التقاط الصورة التي تخدم وتعين الإعلامي لاستغلالها في المقال الصحفي و هذا العشق هو ما تروم اثباته قادم الأيام .
◾بقلم: جلال باباي