البيان / محمد بن جبارة

عندما تقدم الزمالك المصري بشوطين لصفر اعتقد الكثيرون أن مصير لقب بطولة إفريقيا للأندية قد حسم لصالح الفراعنة ناهيك أنه الى جانب النتيجة فان الفريق المصري يضم مجموعة هامة من اللاعبين الدوليين الذي يصعب قلب الموازين عليهم في مباراة نهائية، لكن عزيمة لاعبي المولدية وتشبثهم بتشريف الراية الوطنية وعدم إذعانهم لقبول الأمر الواقع الذي يريد فرضه الزمالك جعل الأمور تنقلب رأسا على عقب بعد أن نزع أبناء بوسالم جلباب التخوف الذي تدثروا بها في بداية المباراة فأمكن لهم تعديل الأوتار والعودة في اللقاء شيئا فشيئا.

فبعد تقدم الزمالك وافتكاكه الشوط الاول 25-20، واصل المصريون تألقهم وفازوا بالشوط الثاني 25-22، مع تحسن طفيف في أداء لاعبي المولدية، وتواصل تحسن الاداء من جانب أبناء بوسالم في الشوط الثالث الذي بلغ فيه التشويق والحماس أشده لأهمية نتيجته للفريقين فالزمالك يريد حسم الأمر بالفوز بالشوط وبالمباراة وباللقب، والمولدية لا خيار امام لاعبيها إلا التشبث بنتيجة هذا الشوط، وبين رغبة هذا وطموح ذاك كان الشوط صعبا وقويا وتنافسيا قبل ان يفرض أبناؤنا كلمتهم ويحسموا نتيجته 26-24، ليمر الفريقان الى الشوط الرابع الذي كان بدوره صعبا وحماسيا لكن كلمة لاعبي بوسالم كانت هي الأعلى ليفوزوا بالشوط 25-23 ويعدلون النتيجة على مستوى الأشواط 2-2 وسط بهتة لاعبي الزمالك الذين لم يكونوا يعتقدون أن فريقا “مغمورا”، بالنسبة لهم، يشارك لأول مرة في بطولة إفريقية قادر على قلب الطاولة عليهم، لكن تلك هي حقيقة الميدان.

الشوط الخامس والفاصل كان فعلا شوط الأبطال، شوط أبناء المولدية، أبناء بوسالم، أبناء تونس الذين لا يعرفون للمستحيل طريقا، صد متماسك وهجوم كاسح وخط خلفي يقظ وتحركات تؤكد أنك أمام فريق كبير متمرس فلم يجد لاعبو الزمالك بدا من ترك الأمور لشبان المولدية لخط صفحة من ذهب في تاريخ الطائرة الإفريقية ستبقى مدونة على مر الزمن…

برافو أبناء مولدية بوسالم فقد جعلتم الحلم حقيقة…مبروك بطولة إفريقيا وهنيئا لكم بالمشاركة في كأس العالم…